ارتفع عدد ضحايا القصف الجوي الروسي على ريف دير الزور ليصل إلى 120 قتيلاً على الأقل، حيث استأنف الطيران غاراته، الليلة الماضية، بشكل مكثف على ريف دير الزور الشرقي، مستهدفاً القرى والمدن الواقعة على ضفاف نهر الفرات، في حين سيطرت قوات النظام على بلدات وقرى ناحية عقيربات في ريف حماة بشكل كامل.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن ثمانية مدنيين، كلهم أطفال، قضوا غرقاً في نهر الفرات نتيجة استهداف قارب يقلّهم من قبل الطيران الحربي الروسي، خلال محاولتهم العبور من بلدة بقرص تحتاني باتجاه بلدة الجرنوعة.
وفي غضون ذلك، قُتل ثلاثة مدنيين وجُرح آخرون بقصف جوي على قرية السكرية في ريف دير الزور الشرقي. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ غارة جوية يعتقد أنّها من طيران التحالف الدولي استهدفت منازل المدنيين في شارع الدلو بقرية السكرية في بادية البوكمال شرق محافظة دير الزور، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين هم رجل وأولاده، في حين أصيب آخرون بغارة استهدفت منازل بالقرب من مدرسة نعمة المطر في القرية ذاتها.
إلى ذلك، شن تنظيم "داعش" هجوماً معاكساً على مواقع مليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في محور مركدة بريف دير الزور الشمالي، مستهدفاً بعربة مفخخة موقعاً للمليشيات في قرية جويف، حيث اندلعت اشتباكات وقع خلالها قتلى وجرحى من الطرفين.
واستمرت المواجهات بين الطرفين في محور الجزرات شمال غرب دير الزور ومحور الصور شمال شرق دير الزور، في محاولة تقدم من المليشيات باتجاه الضفة الشمالية من نهر الفرات.
من جانبها، نقلت وكالة أنباء "سانا" التابعة للنظام، عن مصدر عسكري في قوات النظام، أن الأخيرة باتت على بعد 5 كيلومترات من مدينة الميادين في ريف دير الزور الشرقي.
ونفت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، ما أوردته الوكالة، مؤكداً أن قوات النظام لا تزال في محيط قرية البوعمر وتبعد عن مدينة الميادين قرابة 25 كيلومترا على الأقل.
وفي سياق متصل، أفادت شبكة "فرات بوست" بأن قوات النظام استقدمت تعزيزات عسكرية كبيرة إلى دير الزور، مشيرةً إلى أنه تم نقل مليشيات "فوج مغاوير البحر" العاملة في محافظة اللاذقية إلى المحافظة، من أجل المشاركة في عمليات القتال.
في موازاة ذلك، تمكنت قوات "عاصفة الجزيرة" التابعة لمليشيات "قوات سورية الديمقراطية" من السيطرة على قريتي الهرموشية الكبيرة والهرموشية الصغيرة، ومنطقتي تل كسرى وتل أبو فهد، في محور الجزرات بريف دير الزور الشمالي الغربي، وسط استمرار الاشتباكات مع تنظيم "داعش" في المنطقة.
قوات النظام تحاول التقدم
ميدانياً أيضاً، اندلعت اشتباكات عنيفة بين قوات النظام السوري وتنظيم "داعش" الإرهابي، الخميس، في محور البوعمر شرق مدينة دير الزور، في سعي من النظام للتقدم نحو معقل تنظيم "داعش" في المحافظة.
وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" إنّ قوات النظام شنت هجوماً في محور قرية البوعمر، انطلاقاً من مطار دير الزور العسكري، وذلك بعد استقدام تعزيزات عسكرية إلى المنطقة عبر ريف الرقة الجنوبي وريف دير الزور الغربي.
وأضافت المصادر، أن قوات النظام سيطرت على تلال تشرف ناريا على قرية البوعمر، والطريق الواصل بين الميادين ومدينة دير الزور، وبلدتي الموحسن والبوليل على الضفة الجنوبية من نهر الفرات.
وتمثل مدينة الميادين المعقل الأكبر لتنظيم "داعش" في سورية، تليها مدينة البوكمال الحدودية مع العراق. وتبعد الميادين عن مدينة دير الزور قرابة 35 كلم، يقابلها على الضفة الشمالية من نهر الفرات حقل العمر النفطي، الذي تسعى قوات التحالف الدولي والمليشيات إلى الوصول إليه قبل قوات النظام.
وتأتي محاولة التقدم من قوات النظام في وقت يشن تنظيم "داعش" هجمات معاكسة تمكّن على إثرها من قطع الطريق الواصل بين دير الزور وحمص، عبر السيطرة على ناحية الشولا.
وتشهد محافظة دير الزور سباقاً بين قوات النظام السوري ومليشيات "قوات سورية الديمقراطية" في الوصول إلى المناطق النفطية التي يسيطر عليها "داعش" في ريف دير الزور.
وتعرضت مواقع تنظيم "داعش" في محور البوعمر والمحطة الثانية، الخميس، لعدة غارات جوية لم يتبين حجم الخسائر الناتجة عنها.
وفي مدينة الرقة، أفادت حملة الرقة تذبح بصمت، أن تنظيم "داعش" شن هجوماً معاكساً ضد مليشيات "سورية الديمقراطية" وسيطر على مواقع في محيط المشفى الوطني ومدرسة الرشيد ومبنى بنك الدم وسط المدينة.
وفي ريف حمص، استمرت الاشتباكات بين تنظيم "داعش" الإرهابي، وقوات النظام، صباح اليوم الخميس، في محاور مدينة السخنة وحقل الهيل شمال شرق المحافظة، وفي محاور مدينة القريتين والتلال المحيطة بها جنوب شرق المحافظة، حيث تحاول قوات النظام استعادة ما خسرته خلال الأيام الماضية.
من جهته، ذكر "الإعلام الحربي المركزي" أن قوات النظام وحلفاءها أفشلوا، أمس، هجوماً شنه مسلحو "داعش" على نقاطهم في محيط الطريق الواصل بين مدينتي تدمر والسخنة في ريف حمص الشرقي.
وفي ريف حماة، أعلنت قوات النظام عن سيطرتها على كامل قرى وبلدات ناحية عقيربات في ريف حماة الشرقي، بعد معارك مع تنظيم "داعش" استمرت عدة أسابيع، ومع تلك السيطرة ينتهي وجود تنظيم "داعش" في محافظة حماة بشكل كامل.
من جهة أخرى، أُصيب عناصر من مليشيا "الدفاع الوطني" التابعة لقوات النظام، جراء انفجار لغم بهم من مخلفات تنظيم "داعش"، في محيط قرية البرغوثية بناحية عقيربات في ريف حماة الشرقي.
إلى ذلك، أعلن فصيل "جيش الإسلام" المعارض، أمس، عن شن هجوم معاكس ضد قوات النظام على جبهة بلدة حوش الضواهرة في الغوطة الشرقية بريف دمشق، واستعادة السيطرة على نقاط تقدمت إليها قوات النظام في وقت سابق.
التّحالف الدولي يستهدف رتلاً للنظام قرب قاعدة التنف
على صعيد آخر، قالت مصادر محلية، اليوم الخميس، إنّ طيران التحالف الدولي ضد "داعش" بقيادة واشنطن، قصف رتلاً عسكرياً لقوات النظام السوري والمليشيات المساندة له، وحاول التقدم باتجاه قاعدة التّنف عند الحدود السورية العراقية في ريف حمص الشرقي.
وقال محمد مصطفى جراح، مدير المكتب الإعلامي في فصيل "جيش مغاوير الثورة"، لـ"العربي الجديد"، إنّ "طيران التحالف قصف، صباح اليوم الخميس، رتلاً لقوات النظام خلال محاولته التقدم إلى مناطق جيش مغاوير الثورة، في حدود قاعدة التنف على طريق بغداد دمشق".
وذكر جراح، أنّ "قوات النظام والمليشيات المساندة لها فرّت مسرعة إلى خارج المنطقة، بعد تلقيها ضربات التحالف الدولي"، مرجّحاً عدم وقوع خسائر كبيرة في صفوفها.
بدوره، أوضح أبو الأثير الخابوري، القيادي في فصيل "جيش مغاوير الثورة"، في تصريحات صحافية، أنّ رتلا لقوات النظام مكوّنا من سبع عشرة دبابة وعربة وآلية عسكرية، حاول التقدم باتجاه الحدود الإدارية لقاعدة التنف، فقام التحالف بشن غارة تحذيرية، وعندما لم تستجب قوات النظام استهدف الرتل بشكل مباشر.
ورجّح القيادي، أنّ قوات النظام تريد إنشاء نقطة عسكرية بالقرب من المنطقة الإدارية التي يتواجد فيها فصيل "جيش مغاوير الثورة"، في إحدى قواعد التنف العسكرية.
ولم يصدر بيان رسمي من قوات التحالف الدولي ضد "داعش"، أو من قوات النظام يؤكد أو ينفي وقوع غارة جوية على رتل لقوات النظام.
وتعرّضت قوات النظام، في وقت سابق، لغارتين جويتين من طيران التحالف الدولي، جراء محاولات التقدم باتجاه مناطق يسيطر عليها فصيل "جيش مغاوير الثورة" في منطقة التنف.