ووفقاً لمسؤول عراقي بارز، فإنّ "الطيران الأميركي هو من أوقف تقدم تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، أمس الأحد، إلى مناطق أخرى وألحق به خسائر كبيرة بعد تكرار عملية انسحاب الجيش والمليشيات من مناطق الاشتباك، بفعل استخدام التنظيم العمليات الانتحارية والهجمات المباغتة، حيث وجه عدداً من الضربات لتجمعات التنظيم أجبرته على التراجع وكبدته خسائر كبيرة".
ولفت المسؤول عينه، إلى أن "مصير عدد غير قليل من الجنود وأفراد المليشيات ما زال مجهولاً، خاصة أفراد الفوج الثالث في اللواء 24 التابع للفرقة السادسة بالجيش العراقي، الذين كانوا يرابطون على خط التماس بين بغداد والأنبار".
وأكّد أنّ "الجيش الأميركي سيتولى خلال اليومين المقبلين مهمة مراقبة محيط بغداد على مدار الساعة، ورصد التحركات حولها كمنظومة إنذار مبكر لأي هجوم أو خرق جديد".
وهاجم "داعش"، فجر الأحد، مواقع الجيش في منطقة الحصوة، أول مناطق أبو غريب، وتمكن من اختراقها ثم التقدم وإسقاط مناطق عدّة، منها الحمدانية والنصر والسلام والحصوة وكاظم العذاب، فضلاً عن منشآت ودوائر حكومية، أبرزها دائرة الجمارك والمصنع ومركز للشرطة ومستودعات القمح وثكنات للجيش قبل أن يتدخل الطيران الأميركي والتعزيزات المقبلة من بغداد وإجباره على الانسحاب من المناطق والعودة إلى محافظة الأنبار المجاورة حيث بلدتا الكرمة والفلوجة.
وأعلنت وزارة الدفاع العراقية، صباح الاثنين، سيطرتها على الموقف في مدينة أبو غريب واستعادتها جميع المواقع التي احتلها عناصر التنظيم، بحسب بيان صدر عن الوزارة.
في السياق ذاته، رجّحت مصادر في الجيش العراقي، أن تكون عملية التأمين عبارة عن توسيع للمراقبة الجوية كون الطيران الأميركي ينفذ أكثر من 12 ساعة تحليق في العراق منذ دخول "داعش" الموصل منتصف عام 2014.
وبحسب المصادر ذاتها، فإنّ هناك منطاد مراقبة تابعا للأميركيين قرب مطار بغداد، وهو ليس كافيا بالنسبة لمساحة بغداد، لذا ستكون هناك طائرات مراقبة صغيرة مسيّرة تمسح محيط العاصمة كل ساعة، لرصد أي تحركات مريبة، وستقوم بإنذار غرف القيادة العراقية لمنحها الفرصة في الاستعداد والتحرك، وسحب عامل المباغتة من التنظيم، والذي اعتبر سببا رئيسا في تحقيقه نجاحا في ما عرف بهجوم الأحد الأسود.
اقرأ أيضاً: "داعش" يدقّ أبواب بغداد: خروقات أمنية تعيد خلط الأوراق