الطلبة الجزائريون في مظاهرات الثلاثاء المتجدّدة: لا للدولة العسكرية

16 يوليو 2019
الطلبة يواصلون الخروج رغم عطلة الصيف (العربي الجديد)
+ الخط -
شارك اليوم المئات من الطلبة الجزائريين في مسيرات الثلاثاء الـ21 للحراك الطلابي الشعبي، مجددين المطالب السياسية التي تتصل برحيل رموز نظام الرئيس السابق، عبد العزيز بوتفليقة، والدعوة إلى مدنية الدولة ورفض أي هيمنة عسكرية على المؤسسات السياسية.

وبرغم بدء العطلة الصيفية، فإن الطلبة الجامعيين مازالوا يتمسكون بالخروج في المسيرات الأسبوعية كل ثلاثاء، وغصت ساحة أودان والساحة القريبة من البريد المركزي وسط العاصمة الجزائرية بالمئات من الطلبة الذين شاركوا في مسيرات رددوا خلالها شعارات "دولة مدنية وليس عسكرية"، في رد موجه إلى رئيس أركان الجيش الفريق أحمد قايد صالح، والذي كان قد وصف المطالبين بالدولة المدنية بأنهم متآمرون وعملاء لدوائر أجنبية.

ودانت شعارات حملها الطلبة ما اعتبروه ممارسات قمعية والاعتداء على حرية التظاهر، بعد اعتقال الشرطة قبل أسبوعين لعدد من الناشطين بسبب رفعهم الراية الأمازيغية. وانتقد المتظاهرون الغياب اللافت لوسائل الإعلام المحلية والقنوات الجزائرية عن تغطية ونقل وقائع مظاهرات الحراك الشعبي، بسبب الضغوط والإكراهات التي عاودت السلطة تسليطها على الإعلام المحلي.

وقال الطالب في كلية الترجمة بالعاصمة، بنقارة محمد، إن "استمرار الطلبة في الخروج اليوم الثلاثاء ينطوي على رسالة إلى السلطة، مفادها أن محاولة إلهاء الشعب والطلبة بكرة القدم فاشلة وتأهل المنتخب الجزائري إلى نهائيات كأس أفريقيا لن ينسينا الثورة السلمية والمطالب السياسية المعلنة".

وتابع قائلا: "بقدر ما هو يبعث فينا الفخر بقدر ما سيحفزنا على الاستمرار في طرد بقايا العصابة من الحكم"، مشيرا إلى أنه "من غير المعقول القبول ببقاء رموز نظام بوتفليقة في الحكم، كرئيس الدولة عبد القادر بن صالح ورئيس الحكومة نور الدين بدوي".

وسار الطلبة من ساحة البريد المركزي حتى ساحة الشهداء، وسط تعزيزات أمنية هامة كانت تحيط بهم، بعدما تعذر عليهم تنظيم مسيرات بين ساحتي البريد المركزي وأودان، عقب إغلاق السلطات للنفق الجامعي الذي يربط بين الساحتين عبر شارع باستور وديدوش مراد مرورا بالجامعة المركزية.

ونشرت السلطات أعدادا هامة من قوات الأمن وسط العاصمة تحسبا لمسيرات الطلبة، ولم تسجل في مسيرات الثلاثاء صدامات بين الطلبة والشرطة، برغم بعض المناوشات الكلامية بين الطرفين نتيجة محاولة الشرطة منع الطلبة من السير إلى ساحة الشهداء.


وجرت في تيزي وزو وبجاية شرقي الجزائر، مظاهرات مماثلة، رفع خلالها الطلبة صورا للطلبة والناشطين الذين اعتقلوا من قبل الشرطة بسبب رفعهم الراية الأمازيغية، وطالبوا السلطات بالإفراج الفوري عنهم.