بدأت معاناة جواد أحمد باكراً، وتحديداً منذ بداية الحرب في سورية. كان عمره ثلاث سنوات آنذاك. كان يعيش في مخيّم اليرموك. أُصيب بالتهاب في الدماغ بسبب فيروس. قال الطبيب بوجوب إجراء عملية في رأسه وهذا ما حدث. بعدها، تعرّض إلى نزيف حاد. ازدادت حالة الطفل سوءاً خلال حصار مخيم اليرموك، وما زال حتى الآن يعاني من آلام عدة، بالإضافة إلى تعرضه لنوبات صرع في رأسه. أيضاً، لم يعد قادراً على المشي بطريقة سليمة. يعيش الطفل وعائلته في لبنان اليوم، وتحديداً في مخيم عين الحلوة في صيدا (جنوب لبنان).
اليوم، بات أحمد في السابعة من عمره. تزداد حاله سوءاً يوماً بعد يوم. يحتاج إلى زرع جهاز للتخفيف من حدة الكهرباء الموجودة في رأسه، وذلك بعد إجراء فحوصات مخبرية وتحاليل في أحد المستشفيات في صيدا. والداه عرضا قصة ابنهما على شاشات التلفزيون، لكن أحداً لم يستجب، علما أن الجهاز يساعد على تخفيف نوبات الصرع التي يعاني منها.
يقول أحد أقرباء جواد: "عرضنا حالة جواد منذ أشهر على إحدى قنوات التلفزيون المحلية، إلا أن أحدا لم يبد رغبة في المساعدة". يضيف أن "غالبية المؤسسات الإنسانية صارت تتملّص من تقديم المساعدة بحجة أنه حصل على المال بعد عرض قصته على هذه القناة، علماً أنه لم يحصل على أية مساعدة حتى الآن لإجراء العملية. كذلك، فإنه ليس لعائلته أي معيل، وتعيش في غرفة غير مكتملة البناء في مخيم عين الحلوة، وبالكاد تستطيع تأمين قوتها اليومي".
يتابع: "وصلت حالة أمه حد الانهيار. لم تعد تستطيع تحمل رؤية ابنها على هذا النحو. لا تكف عن الدعاء له والبكاء، بالإضافة إلى مناشدة المعنيين والمؤسسات الخيرية وغيرهم لمد يد العون له، حتى تستطيع إدخاله إلى المستشفى وإجراء العملية له".
كانت والدة أحمد عاجزة عن الكلام. اكتفت بكلمات قليلة. قالت: "لا أطلب إلا رأفة المؤسسات بحالنا ومساعدة ابني حتى يستطيع إجراء العملية. لا أريده أن يموت. لم أعد أستطيع رؤيته يتعذب يوماً بعد يوم، فيما أنا عاجزة عن القيام بأي شيء. علماً أنني طرقت باب كثير من المؤسسات الإنسانية من دون أن أحصل على مساعدة من أحد حتى الآن".