حالُ ميراز كحالِ العديد من الأطفال النازحين السوريين، الذين تركوا بيوتهم ونزحوا إلى لبنان، أو إلى بلدان أخرى بسبب الحرب في سورية.
يبلغ ميراز من العمر 14 عاماً. هو من أكراد سورية، ومن مدينة عفرين بالضبط، الواقعة بالقرب من الحدود السورية- التركية والتي شهدت معارك لفترات طويلة.
والده لم ينزح مع العائلة إلى لبنان، بل كان موجوداً فيه، ويعمل منذ خمسة وعشرين عاماً. أما العائلة فقد نزحت مع ارتفاع وتيرة الاشتباكات في المنطقة قبل أربع سنوات، خوفاً من الموت.
اليوم تسكن العائلة في بلدة المصيلح، في قضاء الزهراني، جنوب لبنان. ويعمل ميراز منذ عام في ورشة لتصليح السيارات في قلب المنطقة الصناعية في مدينة صيدا (جنوب لبنان)، ويأمل في أن يتعلم هذه المهنة حتى يضمن مستقبله إذا بقي بعيداً عن بلده.
وعن انتقاله إلى لبنان، يقول ميراز: "بعد أن اشتعلت الحرب في سورية، واشتدت في مناطقنا، أرسل أبي بطلبنا على الفور لنعيش معه في لبنان، فهو يملك بيتاً صغيراً متواضعاً في أحد بساتين الموز".
لكنّ ميراز لا يذهب إلى المدرسة اليوم والسبب اللهجة اللبنانية الجنوبية، ويشرح: "لا أحب الحياة هنا، ولا أفهم اللهجة التي يتكلمها الناس إلا نادراً. في سورية كنت أذهب إلى المدرسة مع رفاقي، نتعلم ونتسلى، ونفهم لغة التخاطب بيننا، ولا أواجه أيّة صعوبة في ذلك. لكن في المدرسة هنا، لم أفهم شيئاً".
ويتابع: "في سورية كنت أتابع دروسي جيداً، أما في لبنان فلم أتمكن من الانسجام في المدرسة، خصوصاً أنني أتحدث مع أهلي وأصدقائي بالكردية. كما أنّ كتابتي باللغة العربية ضعيفة جداً. حاولت مراراً أن أتقن اللهجة اللبنانية من دون جدوى، لذلك فضلت أن أتعلم مهنة".
وعن باقي أفراد عائلته، يقول ميراز: "بالإضافة إلى أمي وأبي، لديّ شقيقان وشقيقتان. ويعمل شقيقاي مع والديّ في بساتين الموز".
لا يريد ميراز أن ينهي حياته في لبنان، أو أن تكون مهنة تصليح السيارات التي يتعلمها مهنته الأخيرة. فهو على العكس من ذلك يريد أن يعود إلى سورية. ويقول: "أتمنى أن تنتهي الحرب وأعود إلى سورية، وإلى بلدتي وبيتي ورفاقي الذين كنت ألعب معهم. وأتمنى أكثر أن أعود إلى مدرستي التي كنت أتعلم فيها، فأنا أود متابعة تعليمي حتى أصبح شرطياً يدافع عن الناس وحقهم، ويعمل على مساعدتهم ومساندتهم، بدلاً من أن يقمعهم ويعذبهم ويهجّرهم من أرضهم وبلادهم، كما هُجّرنا نحن".
اقرأ أيضاً ياسر: سأعود إلى المدرسة يوماً