الطفل "دوابشة" يعود لبلدته بالضفة وفلسطينيون يحيون ذكرى المحرقة

نابلس

الأناضول

avata
الأناضول
31 يوليو 2016
F169E99A-7CA8-4B3E-A1D7-B169483B95A7
+ الخط -

عاد الطفل أحمد دوابشة (5 سنوات) مرة أخرى إلى بلدته "دوما" جنوب شرقي مدينة "نابلس" شمالي الضفة الغربية، بعد رحلة علاج استغرقت نحو عام، نتيجة تعرضه لحروق بالغة ناجمة عن قيام مستوطنين إسرائيليين بإضرام النار في منزل عائلته، نهاية يوليو/ تموز 2015، في حادث مأساوي أدى إلى مقتل جميع أفراد أسرته.

وأسفر الحادث عن مقتل الرضيع "علي" (18 شهراً)، شقيق "أحمد"، ولاحقاً والده "سعد"، وأمه "ريهام"، متأثرين بجروحهما، ليبقى الصغير "أحمد" يواجه الحياة بمفرده وهو لا يزال في نعومة أظافره.

وأخذ دوابشة بعد عودته إلى بيت عائلة جده بالبلدة يلهو، مكثراً من السؤال عن مكان والديه وشقيقه الرضيع، جالساً في حضن جده العجوز محمد دوابشة ويقول ببراءة "عاوز أشتري طيارة وسيارة، بس وين بدّي أوقفها".

وأثناء بحثه عن مسدسه البلاستيكي (لعبة أطفال) يحدثنا عن ألعابه تارة وعن والديه تارة أخرى، "في الجنة، متى بدنا نروح عندهم، هل الجنة بعيدة!".

يركض الطفل نحو بيت عائلته المحترق القريب من بيت جده، ويحاول دخوله، لكن الأبواب موصدة، وتقول جدته، رحاب دوابشة، "لا نسمح له بدخوله، لا نريد أن يرى بقايا الحريق؛ عربة شقيقه، وبقايا من أغراضه. يسأل دائماً عن والديه".


وتضيف "يسأل لماذا اختار اليهود أبي وأمي"، فالطفل يلحّ في إيجاد جواب يشفي غليل ما يخالج صدره حول مصير والديه، وعن بيتهم، وعن تفاصيل صغيرة ما تزال عالقة في ذاكرته.

من جهته، محمد دوابشة؛ جد الطفل، يصرح "نحمد الله أن بقي أحمد، وإن شاء الله يعوضنا به عن والديه وشقيقه"، تقاطعه زوجته وتعيد قصة حرق عائلة نجلها، وهي تبكي، ثم سرعان ما تستغفر وتحمد الله.

وعن أحمد يقول عمه نصر الدوابشة "أحمد متعلق بالبلدة، طوال فترة العلاج كان يصرّ ويطلب دوماً عودته إليها، هو الآن يمرح مع أبناء أخواله وأعمامه، تبدو الفرحة عليه".

ويواصل "أحمد لم يبدأ بعد رحلة العلاج التجميلية، يحتاج نحو 8 سنوات لذلك، وحددت أول عملية له بتاريخ 8 آب/ أغسطس القادم، وهو تاريخ وفاة والده متأثراً بإصابته في الحادث".

ويتوجب على الطفل دوابشة مراجعة أطبائه في المستشفيات الإسرائيلية أسبوعياً.

وفي السياق، أحيا مئات الفلسطينيين، مساء اليوم، الذكرى الأولى لحرق "عائلة دوابشة"، في بلدة دوما جنوب شرق نابلس شمالي الضفة الغربية.

وجرى إحياء الذكرى عبر مهرجان خطابي أقيم في مدرسة دوما الثانوية والتي أطلق عليها اسم مدرسة "علي دوابشة"، نسبة للرضيع "علي" الذي قضى في المحرقة. 

وقال عضو اللجنة المركزية لحركة فتح محمود العالول، خلال المهرجان: "نقف اليوم في الذكرى الأولى لمحرقة عائلة دوابشة، وما تزال الانتهاكات الإسرائيلية متواصلة، يقتلون ويهدمون ويسرقون الأرض، الاستيطان متواصل".

جدير بالذكر أنه في الأسبوع الماضي، سمح الأطباء للطفل أحمد، بالعودة إلى منزل عائلته بعد نحو عام من العلاج، حيث أصيب جسده بحروق بنحو 60 في المائة.

 

ذات صلة

الصورة
مخيمات النازحين في رفح بجنوب غزة، في 25 يونيو 2024 (فرانس برس)

مجتمع

تعيش مخيمات النازحين في غزة على وقع مأساة إنسانية متفاقمة، وسط برك مياه الصرف الصحي وأكوام القمامة المتراكمة وحرارة الصيف القائظ..
الصورة
محمود عباس يكلف محمد مصطفى بتشكيل الحكومة

سياسة

كلف رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، مساء اليوم الخميس، رئيس صندوق الاستثمار الفلسطيني محمد مصطفى بتشكيل الحكومة التاسعة عشرة
الصورة
إضراب المعلمين في فلسطين (العربي الجديد)

مجتمع

قوبل القرار الصادر عن المحكمة الإدارية الفلسطينية، الليلة الماضية، بشأن إيقاف إضراب حراك المعلمين الفلسطينيين باستياء وانتقاد قانوني، معتبرين أن القرار غير قانوني وينتهك إجراءات التقاضي، وأنه جاء لتمرير سياسات السلطة التنفيذية.
الصورة
اعتصام المعلمين الفلسطينيين أمام مجلس الوزراء  (العربي الجديد)

مجتمع

لم يقنع الاتفاق الذي أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد اشتية عن إبرامه مع اتحاد المعلمين الخميس الماضي، برفقة عدد من النقابات، الآلاف من المعلمين، ولم ينهِ إضراب وأزمة المعلمين المتواصلة منذ الخامس من فبراير/ شباط الماضي