الطفلة بثينة... حكاية اليمن الجريح

27 أكتوبر 2018
حرمتها الحرب من أسرتها (أماني العلي)
+ الخط -
لم تكن الطفلة اليمنية بثينة محمد منصور الريمي (6 سنوات) التي كانت نائمة في حضن أمها، في الخامس والعشرين من أغسطس/ آب الماضي، تعلم أنّ ذلك سيكون الحضن الأخير، وأنها ستحرم من كلمة "ماما"، ومن عطف "بابا" إلى الأبد، ولن تتمكن من مشاركة إخوتها اللعب والشغب، وستفقد السقف الذي يؤويهم جميعا، بعد أن استهدف طيران التحالف العربي بقيادة السعودية، مبنى المواطنة معصارة محمد معصار في فج عطان في صنعاء بثلاثة صواريخ، أدت إلى تدميره وقتل ستة عشر شخصاً من أفراد عائلتها.

كابوس مرعب كانت طفلة بعمر الزهور شاهدة على تفاصيله، وأراد أن يكتب لها القدر عمرًا جديداً، فكانت بثينة الناجية الوحيدة من القصف، وحصدت قصتها وصورتها بعينها المتورمة وكدمات على وجهها الصغير تعاطفا كبيرا من نشطاء يمنيين وعرب، أطلقوا عليها "أيقونة الحرب في اليمن" و"عين اليمن الجريح". 


لقد تجرعت بثينة وهي بعدُ طفلة مرارة الفقدان، ووشمت ذاكرتها الصغيرة بمشاهد رعب القصف وكوابيس ليلية لا تنتهي سلبتها نعمة النوم، كما يحكي أقرباؤها أنها "تبكي وهي نائمة، وأحياناً تصحو من نومها متعرّقة". 


مستقبل مجهول ينتظر بثينة وأطفال كثر يشبهونها حرمتهم الحرب من كل شيء، دفء العائلة، وسقف يؤويهم، وطعام يملأ جوفهم، ومدارس تجعلهم يحلمون بغد أفضل.. ومع ذلك، فإن هذه الصغيرة تحمل أمنيات بحجم السماء، تتمنى أن تدرس وتتفوق، وتعيش حياة طبيعية، وتتوقف الحرب على بلدها. 


حرب تسببت في مقتل أكثر من ثلاثة آلاف طفل يمني، وارتفاع عدد الأطفال المحتاجين لمساعدات إلى أكثر من 11 مليونا، بحسب تقرير للأمم المتحدة صادر في يونيو/ حزيران في عام 2016.