يعد الناس، ظهور التجاعيد على وجوههم، من أحد مظاهر الشيخوخة التي لا مفر منها، فمع التقدم في العمر، يُلاحظ ظهورها على سطح البشرة. حيث يربط الناس تقدمهم في السن بظهور التجاعيد، غير مدركين وجود عوامل أخرى، تُساهم في ظهور التجاعيد على وجوههم.
يوضح طبيب الأمراض الجلدية نمر سليم أنّ "التجاعيد هي عبارة عن ترهل في الجلد يبدأ في الظهور من عمر مبكر جدا، دون أن يُلاحظ المرء ذلك. فمنذ سن 25 تظهر الملامح الأولى للتجاعيد على وجوهنا، وفي سن الثلاثين يخف الكولاجين تدريجيا، وتبدأ التجاعيد بالظهور أكثر فأكثر".
ويشرح أن "الكولاجين هو بروتين مسؤول عن إعطاء المرونة للبشرة، وإضفاء الحيوية عليها. أما في سن الأربعين فتظهر التجاعيد الكثيفة، التي يلاحظها كثيرون، خصوصا حول الفم والعينين". لكن الخبر السيئ هو أن "الكريمات تُصبح غير نافعة للتخلص من التجاعيد بعد الأربعين".
ويُضيف سليم لـ"العربي الجديد" أن "أكثر الأماكن التي تظهر فيها التجاعيد بالجسد، هي بالوجه والرقبة واليدين، أو الكفين تحديدا، وهي تكون ظاهرة، لكن لا بد من علاجها، فيما باقي أنحاء الجسم يُمكن تخبئة تجاعيدها بالملابس".
ويؤكد سليم أن التجاعيد تظهر عادة مع التقدم في العمر، لكن هناك عوامل كثيرة تُساهم في تسريع ظهورها، إضافة إلى عامل العمر، مثل العوامل الوراثية، الطبيعة أو الظروف المناخية: "فالمناطق الباردة تختلف عن المناطق الحارة، العمل والإرهاق والتعب، يُسرعان ظهور التجاعيد، كذلك كثرة الحزن أو الفرح". ويخلصُ إلى أن "نوع البشرة له علاقة أساسية. فهي تختلف من شخص لآخر. وهناك عامل الاحتكاك بالشمس، وخصوصا التعرص لأوقات طويلة للحرارة المرتفعة، فهذا يؤذي البشرة".
ولا يستثني الدكتور الذي يعالج عشرات النساء يوميا، ويساعدهن للحصول على بشرة صافية بتحاعيد أقل، "النظام الغذائي، التدخين، ومستحضرات التجميل ذات النوعية غير الجيدة، فهذه تؤثر سلبا على البشرة بدل أن تساعدها. وأيضا الكريمات التي تُسبب الحروق والتحسس والترهل".
وعن سبل العلاج أو الوقاية، يشرح سليم أن "هناك ثلاث مراحل للتخلص من التجاعيد، المرحلة الأولى العناية بالبشرة بالكريمات ذات النوعية الجيدة منذ عمر مبكر، وهي تلك التي ليس لها عوارض جانبية".
ويُكمل، أن "المرحلة الثانية هي باستعمال الفيلر والبوتوكس، وهما مادتان تُحقنان في داخل البشرة من دون عملية تجميل. فالبوتوكس يعمل على إرخاء العضلات المسؤولة عن تكوين التجاعيد في البشرة، ممّا يُعيد إلى الوجه ملامحه الشبابية وخصوصا حول العينين".
أمّا حقن الفيلر "فهي مواد سائلة تُحقن داخل البشرة لتملأ فراغا أو تُعطي حجما أكبر أو تُحفز البشرة على إنتاج كميات جديدة من الكولاجين، وتُحقن في الوجنتين والخدّين والشفتين".
والمرحلة الثالثة والأخيرة، هي "عمليات الشد التجميلية عندما يُصبح البوتوكس غير نافع في عمر الستين وما فوق".
ويُعرّف سليم تقنية حقن الجلد بالفيتامينات من خلال الإبر بأنها "عملية بسيطة جدا، وليست فقط لعلاج ترهل البشرة وإنّما لعلاج مشاكل عدة مثل تذويب الشحوم، وتساقط الشعر، وللتصبغات، وللتشققات الجلدية، وغيرها من المشاكل الجلدية".
إذاً.. التجاعيد شر لا بد منه، ومحاربتها تبدأ في عمر العشرين وليس الأربعين. كما أن التدخل الجراحي ليس حلا عمليا ولا أوليا، بل هو يأتي بعد استنفاد الوسائل الأخرى.