نجح المهندسان الفلسطينيان أحمد أبو هدة وحسن الحلاق، في ابتكار أول طائرة رباعية ذكية صغيرة بدون طيار، محلية الصنع، تعمل على تقديم خدمة التصوير بتقنيات عالية، يجري التحكم بها من خلال تطبيق إلكتروني خاص على الهواتف الذكية، ابتكارٌ هو الأول من نوعه في قطاع غزة.
وتمكن المهندسان من تصنيع أول طائرة رباعية ذكية من طراز “TER”، باستخدام أدوات وقطع من السوق المحلي، إذ شكل هذا الاختراع بداية حلمهما في إنشاء شركة خاصة بهما، تختص في إنتاج وتأجير الطائرات الرباعية بغرض التصوير لصالح شركات الإعلان ومؤسسات الإعلام المختلفة.
ويوضح أبو هدة لـ "العربي الجديد" أنه سعى وزميله في البداية لإنشاء الفكرة على شكل سيارة متنقلة، لكن معوقات الحياة الطبيعية وعدم مقدرة السيارة على القيام بمهمة التصوير، في ظل الازدحام المروري حالا دون ذلك، ليهتدي بالنهاية إلى "فكرة إنشاء الطيارة الرباعية، متحولاً من البر إلى الجو".
ويضيف أن فكرة الانتقال من البر إلى الجو في الاختراع بسبب المعوقات، تكاد تكون معدومة، ناهيك عن توفير الوقت والجهد الذي سوف توفره عملية التصوير الجوي، خاصة "أنها سوف تمكن الشخص من التحكم بالطائرة عبر تطبيق خاص على هاتفه المحمول دون أدنى جهد يذكر".
واستخدم المهندسان مواد بسيطة في صنع الطائرة الذكية، حيث تم تزويدها بموتور صغير من نوع معين لتتحمل الجهد المنوط بها، وبطارية وأربع مراوح صغيرة، إضافة إلى أدوات التحكم في الطيران والحركة، وزودت الطائرة بكاميرا قادرة على التصوير بتقنية 4K مُركبة على الهيكل الذي يحمل جميع المواد السابقة.
ويشير العشريني إلى أن "الطائرة الرباعية" ابتكرت بهدف توفيرها للراغبين في التمتع بخاصية التصوير الجوي، وتوفيرها محليًا في ظل حجم الطلب على مثل هذه الطائرات من المؤسسات المختلفة، ناهيك عن سعي الكثير من الناس لشرائها واستيرادها من الخارج بأسعار باهظة.
ويوضح أبو هدة أن أحد دوافعه في ابتكار الطائرة، يتمثل في حاجته إلى خدمة شعبه الفلسطيني في توفير "طائرات التصوير" محليًا، وإبدال حال بعض الغزّيين الذي يدفعون أسعاراً أعلى في سبيل حصولهم على هذا النوع من الطائرات واستيرادها من الخارج.
بدوره، يبين زميله الحلاق أن "الطائرة الرباعية" المحلية تتمتع بخاصية البث المباشر بتقنية 4K، إضافة إلى قدرتها على حمل أوزان تصل إلى 6 كيلوغرامات، ناهيك عن قدرتها على الطيران في الجو بشكلها ومعداتها المبدئية البسيطة إلى مدة تصل إلى نصف ساعة.
ويضيف المهندس أن هذا الاختراع المحلي يوفر خدمة الصيانة لأي عُطل متوقع في طائرة التصوير، الأمر الذي لا يتوفر في غيرها المستوردة من الخارج، مبينًا أن "الإمكانات المتوفرة حاليًا في الاختراع الأول قابلة للتطوير بالشكل الذي يطلبه الراغبون باقتناء الطائرة، من مدة الطيران إلى معدات التصوير".
ويوضح لـ "العربي الجديد" أن ابتكار الطائرة المحلية يختلف في آلية عملها عن المستوردة، إذ أن التحكم بالأخيرة يتم عن طريق جهاز تحكم خاص، لكن طائرة TER التي تمت صناعتها في غزة تعمل على تطبيق إلكتروني على الهواتف الذكية وعبر كلمة مرور خاصة بالمستخدم.
ويشير الحلاق إلى أنه جرى تجربة استخدام ثلاث بطاريات من أحد أنواع الهواتف الحديثة، قادرة على حمل الطائرة في الهواء لمدة نصف ساعة كاملة، كإجراء بديل عن المعيقات التي تتمثل في نقص المعدات والإمكانات اللازمة لعمل هذه الطائرات بفعل إغلاق المعابر واستمرار الحصار المفروض على قطاع غزة.
ويطمح المهندسان الفلسطينيان لإنجاح المشروع الذي يسعيان من خلاله إلى إنشاء شركة TER على أرض الواقع، وصنع المزيد من الطائرات الرباعية وبيعها وتأجيرها للفلسطينيين، وتكون الشركة الأولى محليًا وغزّيًا في صنع طائرات التصوير، ولم لا؟ تصديرها إلى الخارج.