الطائرة الألمانية.. الإرهاب حكر على المسلمين

28 مارس 2015
موقع سقوط الطائرة الألمانية في فرنسا (Getty)
+ الخط -
ماذا لو كان أندرياس لوبيتز مسلماً؟ ماذا لو كان من أصول أفريقية وبشرته سمراء؟ ماذا لو كانت هوية أندرياس لوبيتز، مساعد الطيار المتهم الرئيسي بإسقاط الطائرة الألمانية الأسبوع الماضي والمتسبب في مقتل 150 شخصاً، هوية مختلفة عما هي عليه؟ كانت التغطية الإعلامية حتماً ستكون مختلفة. كان سيوصف بـ"الإرهابي"، وكانت صفات "التطرّف"، و"الجهاد" و"التعصّب" ستلصق به. لكن لوبيتز، الرجل الأبيض، ليس إرهابياً. هو "مريض نفسيّ" كما قرّر الإعلام. ولإثبات نظريّته بدأ بنبش تاريخه الطبي. تماماً كما فعل الإعلام نفسه مع أنديرس بريفيك النرويجي الذي قتل 69 طفلاً في النرويج عام 2011.

في مقال بدأ ينتشر بشكل كبير على مواقع التواصل الاجتماعي، كتب زاك تشيني ـ رايس في موقع mic.com  طارحاً هذه الأسئلة بالقول: "الرجل الأبيض لا يمكن أن يكون إرهابياً. هذا ما قالوه لنا طيلة سنوات، ربما ليس بشكل مباشر". مضيفا: "قالوا لنا إن الإرهابيين مسلمون، وإن حصل أي شيء ليعكّر هذه النظرية فنحن في ورطة، كيف نشرح ذلك؟".

قرأ أيضاً: فرنسا: الإسلاموفوبيا طريق الإعلام في الانتخابات]

بالفعل، جاء سقوط الطائرة الألمانية ليؤكد هذه النظرية، فأي إرهاب يمكن أن يكون أكبر من التسبب بوفاة 150 شخصاً، بينهم طلاب مدرسة؟ أي إرهاب أكبر من "خطف" طائرة من قبل من يفترض أنه مسؤول عن سلامتها، وتركها تسقط، ويموت كل من في داخلها؟ لكن الإعلام الغربي لم يرَ ذلك.
 البديهيات تقول إن رجلاً ألمانياً شاباً ووسيماً، لا يمكن أن يكون إرهابياً. لا يمكن لمعايير الإرهاب أن تلتصق به. أين الذقن؟ أين هتاف "الله أكبر" عند إسقاط الطائرة؟

حتى الصحف الكبرى سقطت في الفخّ. "الغارديان"، "الإندبندنت"، "ليبيراسيون"، "نيويورك تايمز"، "واشنطن بوست". عادت كل هذه الصحف لتنبش تاريخ الشاب الألماني الطبي "أخفى عن مديره حالته الطبية والنفسية في ذلك اليوم" تقول لنا هذه الصحف.
قد يكون لوبيتز هو المسؤول عن إسقاط الطائرة، وقد لا يكون، الجواب الأخير تحسمه التحقيقات النهائية، لكن استبعاد فرضية "الإرهاب" عنه تبدو مريبة.

تماماً كما حصل بعد جريمة "شابيل هيل" في الولايات المتحدة. لا القاتل إرهابي ولا الضحايا يستحقون الذكر في الإعلام. وتتابع الجرائم بشكل يشمل كل الدول الأوروبية وأميركا. الإرهاب مسلم. يردّد الإعلام الغربي. الإرهاب مسلم، وكل ما عدا ذلك، خارج عن السياق.