مَن مِنا لم يعرف الضغط النفسي يوماً؟ مَن مِنا لم يفقد أعصابه أحياناً، وسط ضغوط الحياة اليوميّة وتداعيات الأزمة اللبنانيّة وانعكاسها على معيشتنا واقتصادنا؟ فقد بات ارتفاع ضغط الدم يرتبط في أحيان كثيرة بهذا الضغط النفسي، ولا يرحم شريحة كبيرة من اللبنانيّين. ما هي آثار مرض العصر الصحيّة على الإنسان عموماً، وكيف الوقاية من الوقوع فريسته؟
عندما تسأل اللبنانيّين عن احتمال معاناتهم ضغطاً نفسياً، يجيبون سريعاً: "وهل يوجد في هذا البلد من لا يعانيه؟". وفي حين يقول روني حداد: "مع كل الأزمات التي نعيشها، من الجيّد أننا ما زلنا بكامل قوانا العقليّة"، تخبر سهى بحلق أنها "في كثير من الأحيان، أشعر أن ارتفاع ضغط الدم يعود إلى ذلك وكل ما يحيط بنا. وقد أدمنت المهدّئات".
مرض العصر
يواجه الإنسان عموماً في أيامنا هذه، ضغوطات جمّة نتيجة إيقاع الحياة السريع وكثرة المشاغل، ما يجعله أكثر فأكثر عرضة للضغط النفسي. والعمل في ظروف صعبة أو المشكلات المرتبطة بالفقر أو سوء الأحوال الماديّة أو البطالة أو حتى الاهتمام بفرد من العائلة لفترة طويلة وضغوط أخرى كثيرة، تخلّف آثاراً سلبيّة على المرء على المدى الطويل.
أما أعراض الضغط النفسي فمتعدّدة، ومنها فقدان الشهيّة والوزن أو العكس والشعور بالكآبة وصعوبة النوم والانتباه والأرق وفقدان الشعور بالمتعة والانعزال عن الجميع حتى المقرّبين، وكذلك الشعور بالإحباط والحساسية الزائدة والرغبة في البكاء وفقدان الأمل. إلى ذلك يأتي عدم الشعور بالأمان وانعدام الصبر وزيادة التدخين والأداء السيئ في العمل والشعور بالعجز، في حين قد يؤثّر الأمر على التعامل مع الآخرين والعلاقات العائليّة أو الحميمة. وقد يدفع الضغط النفسي في اتجاه العادات السيئة مثل قضم الأظافر والضحك أو البكاء في غير محلهما. ولا تنتهي أعراض الضغط النفسي، فنذكر الصداع ومشاكل في الذاكرة وضعف المناعة وآلام في الصدر وضيق في التنفس وخلل في خفقان القلب وارتفاع في ضغط الدم واضطراب في الدورة الشهرية لدى النساء ومشاكل جلديّة لا سيّما تساقط الشعر. وقد يترافق ذلك أحياناً مع الامتناع عن الذهاب إلى العمل أو بالعكس قضاء وقت طويل في العمل.
ارتفاع ضغط الدم
يوضح الطبيب المتخصّص في الطب النفسي سمير جاموس لـ "العربي الجديد" أن "الضغط النفسي اليومي قد يتسبّب في الاكتئاب. وسيأتي وقت ينفجر فيه الشخص إذا صحّ القول ويصاب بارتفاع في ضغط الدم". أما الدكتور دوري هاشم المتخصّص أيضاً في الطب النفسي، فيرى أن "الضغط النفسي قد يؤدي إلى أمراض ليست نفسيّة فقط وإنما جسديّة أيضاً كالسكري وارتفاع ضغط الدم. وقد تبيّن لنا أن 95% من المصابين به لا يعرفون سبباً لارتفاعه، إلا ارتباطه بالضغط النفسي".
من جهته، يقول الطبيب المتخصّص في أمراض الكلى وضغط الدم عادل برباري إن "الضغط اليومي غير مرتبط مباشرة بارتفاع ضغط الدم. قد يكون له تأثير غير مباشر على المصابين بارتفاع ضغط الدم. فالأخير يرتفع ليس فقط لأسباب نفسيّة، إنما لأسباب عدّة منها العامل الوراثي واضطراب وظائف الكلى أو الغدد الكظريّة بالإضافة إلى كثرة تناول الملح والمواد الدهنيّة وزيادة الوزن وقلة الرياضة والإدمان على التدخين".
ويسأل برباري: "كيف يستطيع الطب النفسي معالجة الضغط النفسي طالما أن هذا الأخير يرتبط بأحوال البلد المتدهورة، وحتى الآن لا بريق أمل في الأفق".
نصائح قد تفيد
إذا كنت من الذين يعانون من الضغط النفسي الذي يُعدّ مرض العصر، هذه بضع نصائح يقدّمها خبراء في الصحّة، علّها تخفّف عنك وطأة الضغوط اليوميّة. وأبرز تلك النصائح تخصيص عدد من الساعات أسبوعياً للنشاطات الشخصيّة، رياضيّة وغير رياضيّة، إلى جانب أهميّة تحديد أولوياتك اليوميّة، من دون أن ننسى تأجيل بعض النشاطات غير الضروريّة. إلى ذلك، لا تخجل من الاعتذار عن القيام بأمر ما، في حال لم تستطع إيجاد الوقت المناسب له. ببساطة، قل: "لا أستطيع".
ويشدّد الخبراء على أهميّة أن تعبّر عن مشاعرك بطرق مختلفة. حاول مثلاً أن تكتب رسالة، حتى لو لم تبعث بها في البريد، فقد تكسب الكثير من مجرّد تنظيم أفكارك والتعبير عن مشاعرك. في السياق نفسه، حاول تفريغ غضبك وخوفك على الورق، وبعدها تخلّص من تلك الأوراق وانسَ ما كتبته. فقد يساعدك ذلك على التخفيف من الضغط النفسي الذي يرهقك.
عندما تسأل اللبنانيّين عن احتمال معاناتهم ضغطاً نفسياً، يجيبون سريعاً: "وهل يوجد في هذا البلد من لا يعانيه؟". وفي حين يقول روني حداد: "مع كل الأزمات التي نعيشها، من الجيّد أننا ما زلنا بكامل قوانا العقليّة"، تخبر سهى بحلق أنها "في كثير من الأحيان، أشعر أن ارتفاع ضغط الدم يعود إلى ذلك وكل ما يحيط بنا. وقد أدمنت المهدّئات".
مرض العصر
يواجه الإنسان عموماً في أيامنا هذه، ضغوطات جمّة نتيجة إيقاع الحياة السريع وكثرة المشاغل، ما يجعله أكثر فأكثر عرضة للضغط النفسي. والعمل في ظروف صعبة أو المشكلات المرتبطة بالفقر أو سوء الأحوال الماديّة أو البطالة أو حتى الاهتمام بفرد من العائلة لفترة طويلة وضغوط أخرى كثيرة، تخلّف آثاراً سلبيّة على المرء على المدى الطويل.
أما أعراض الضغط النفسي فمتعدّدة، ومنها فقدان الشهيّة والوزن أو العكس والشعور بالكآبة وصعوبة النوم والانتباه والأرق وفقدان الشعور بالمتعة والانعزال عن الجميع حتى المقرّبين، وكذلك الشعور بالإحباط والحساسية الزائدة والرغبة في البكاء وفقدان الأمل. إلى ذلك يأتي عدم الشعور بالأمان وانعدام الصبر وزيادة التدخين والأداء السيئ في العمل والشعور بالعجز، في حين قد يؤثّر الأمر على التعامل مع الآخرين والعلاقات العائليّة أو الحميمة. وقد يدفع الضغط النفسي في اتجاه العادات السيئة مثل قضم الأظافر والضحك أو البكاء في غير محلهما. ولا تنتهي أعراض الضغط النفسي، فنذكر الصداع ومشاكل في الذاكرة وضعف المناعة وآلام في الصدر وضيق في التنفس وخلل في خفقان القلب وارتفاع في ضغط الدم واضطراب في الدورة الشهرية لدى النساء ومشاكل جلديّة لا سيّما تساقط الشعر. وقد يترافق ذلك أحياناً مع الامتناع عن الذهاب إلى العمل أو بالعكس قضاء وقت طويل في العمل.
ارتفاع ضغط الدم
يوضح الطبيب المتخصّص في الطب النفسي سمير جاموس لـ "العربي الجديد" أن "الضغط النفسي اليومي قد يتسبّب في الاكتئاب. وسيأتي وقت ينفجر فيه الشخص إذا صحّ القول ويصاب بارتفاع في ضغط الدم". أما الدكتور دوري هاشم المتخصّص أيضاً في الطب النفسي، فيرى أن "الضغط النفسي قد يؤدي إلى أمراض ليست نفسيّة فقط وإنما جسديّة أيضاً كالسكري وارتفاع ضغط الدم. وقد تبيّن لنا أن 95% من المصابين به لا يعرفون سبباً لارتفاعه، إلا ارتباطه بالضغط النفسي".
من جهته، يقول الطبيب المتخصّص في أمراض الكلى وضغط الدم عادل برباري إن "الضغط اليومي غير مرتبط مباشرة بارتفاع ضغط الدم. قد يكون له تأثير غير مباشر على المصابين بارتفاع ضغط الدم. فالأخير يرتفع ليس فقط لأسباب نفسيّة، إنما لأسباب عدّة منها العامل الوراثي واضطراب وظائف الكلى أو الغدد الكظريّة بالإضافة إلى كثرة تناول الملح والمواد الدهنيّة وزيادة الوزن وقلة الرياضة والإدمان على التدخين".
ويسأل برباري: "كيف يستطيع الطب النفسي معالجة الضغط النفسي طالما أن هذا الأخير يرتبط بأحوال البلد المتدهورة، وحتى الآن لا بريق أمل في الأفق".
نصائح قد تفيد
إذا كنت من الذين يعانون من الضغط النفسي الذي يُعدّ مرض العصر، هذه بضع نصائح يقدّمها خبراء في الصحّة، علّها تخفّف عنك وطأة الضغوط اليوميّة. وأبرز تلك النصائح تخصيص عدد من الساعات أسبوعياً للنشاطات الشخصيّة، رياضيّة وغير رياضيّة، إلى جانب أهميّة تحديد أولوياتك اليوميّة، من دون أن ننسى تأجيل بعض النشاطات غير الضروريّة. إلى ذلك، لا تخجل من الاعتذار عن القيام بأمر ما، في حال لم تستطع إيجاد الوقت المناسب له. ببساطة، قل: "لا أستطيع".
ويشدّد الخبراء على أهميّة أن تعبّر عن مشاعرك بطرق مختلفة. حاول مثلاً أن تكتب رسالة، حتى لو لم تبعث بها في البريد، فقد تكسب الكثير من مجرّد تنظيم أفكارك والتعبير عن مشاعرك. في السياق نفسه، حاول تفريغ غضبك وخوفك على الورق، وبعدها تخلّص من تلك الأوراق وانسَ ما كتبته. فقد يساعدك ذلك على التخفيف من الضغط النفسي الذي يرهقك.