ورحبت الخارجية التركية، في بيان، اليوم، بالضربات الصاروخية، قائلةً "نحن نرحب بهذه العملية، فقد عبرت عن ضمير الإنسانية جمعاء"، مضيفةً أنّ "تركيا مؤمنة أن عدم بقاء مثل هذه الجرائم دون عقاب والتأسيس لمحاسبة المجرمين أمر مهم للغاية لمنع تكرار مثل هذه الحوادث".
بدوره، أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، ينس ستولتنبرغ، اليوم السبت، دعمه الهجمات التي قامت بها الولايات المتّحدة وبريطانيا وفرنسا ضد مواقع في سورية، بدعوى أنها تنتج أسلحة كيميائية.
وقال ستولتنبرغ، في بيان أوردته وكالة أنباء (سبوتنيك) الروسية، إنه "يؤيد الإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة الأميركية والمملكة المتحدة وفرنسا ضد مرافق وقدرات الأسلحة الكيميائية للنظام السوري. هذا سيقلل من قدرة النظام على مهاجمة شعب سورية بالأسلحة الكيميائية".
وأشار ستولتنبرغ إلى أن حلف شمال الأطلسي قد دان باستمرار استخدام سورية المستمر للأسلحة الكيميائية، كخرق واضح للمعايير والاتفاقيات الدولية، مؤكداً أن استخدام الأسلحة الكيميائية أمر غير مقبول، ويجب محاسبة المسؤولين عن ذلك.
وأضاف أنّ حلف "الناتو" يعتبر استخدام الأسلحة الكيميائية تهديدا للسلام والأمن الدوليين، ويعتقد أنه من الضروري حماية اتفاقية الأسلحة الكيميائية، وهذا يتطلب استجابة جماعية وفعالة من جانب المجتمع الدولي.
ودافعت فرنسا عن الضربات، قائلة إن "العملية مشروعة، وتهدف إلى وضع حد لانتهاك خطير للقانون الدولي".
وأكّدت وزارة الدفاع الفرنسية، في بيان، أنّ الضربات استهدفت "البرنامج السري الكيميائي السوري"، لافتةً إلى "أنهم حرصوا على إخطار الروس قبل بدء الضربات".
فيما قالت الخارجية الفرنسية إنّ "العملية تستهدف منع نظام الأسد من مواصلة عملياته الإجرامية".
كذلك دافعت الولايات المتحدة عن الضربات، مؤكدةً أنها "ضربات دقيقة استهدفت مواقع مرتبطة بقدرات الأسلحة الكيميائية لنظام الأسد".
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأميركية، هيذر نويرت، إنّ "الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمر الليلة القوات المسلحة الأميركية بشن ضربات دقيقة ضد مواقع مرتبطة بقدرات الأسلحة الكيميائية لنظام الرئيس السوري بشار الأسد في سورية".
كما أعلن رئيس الوزراء الكندي جاستين ترودو، اليوم السبت، تأييده الضربات العسكرية مشيرا في بيان عبر صفحته الرسمية بـ"فيسبوك"، إن بلاده تؤيد قرار الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا باتخاذ إجراءات ضد قدرة نظام الأسد على إطلاق أسلحة كيميائية ضد شعبه. مؤكدا إدانة كندا استخدام الأسلحة الكيميائية في هجوم الغوطة الشرقية، مؤكدا ضرورة تقديم المسؤولين عن ذلك إلى العدالة.
موسكو تهدّد
في المقابل، حمّل السفير الروسي لدى واشنطن، أناتولي أنتونوف، الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا، مسؤولية عواقب الضربات التي نفّذتها الدول الثلاث على سورية، فجر اليوم.
وقال السفير، في بيان، إنّ الضربات حققت أسوأ المخاوف، وإنها ستحمل عواقب، مشيراً إلى أن ما جرى سيناريو مخطط له مسبقًا.
وأكد أنتونوف أنه "من غير المقبول إهانة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين".
واعتبر أن واشنطن "لا تملك سبباً أخلاقياً لضرب النظام السوري، خاصة وهي تملك أكبر مخزون من الأسلحة الكيميائية".
من جهتها، قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، على فيسبوك "في البداية (الربيع العربي) اختبر الشعب السوري، ثم بعد ذلك الدولة الإسلامية، والآن الصواريخ الأميركية الذكية. هوجمت عاصمة حكومة ذات سيادة، تحاول، منذ سنوات، أن تعيش في مواجهة عدوان إرهابي" بحسب تعبيرها.
وأضافت "لا بد أنكم غير أسوياء، كي تهاجموا العاصمة السورية في اللحظة التي كانت أمامها فيها فرصة لتحقيق مستقبل يسوده السلام".
بدورها، نددت الخارجية الإيرانية، في بيان، بالهجمات، محذرةً في الوقت عينه، من "تلك الهجمات وتبعاتها الإقليمية والدولية"، قائلةً إنّ "الولايات المتحدة وحلفاءها هاجموا سورية من دون وجود أدلة على استعمالها السلاح الكيميائي".
المعارضة السورية تؤيد
على الصعيد الداخلي السوري، أيدت المعارضة السورية الضربات. وقال الائتلاف السوري المعارض، إنّ "المجتمع الدولي عاقب نظام بشار الأسد على جرائم حرب ارتكبها".
ورأى رئيس هيئة التفاوض السورية، نصر الحريري، أن "السوريين بحاجة إلى مقاربة دولية شاملة توقف قدرة النظام على القتل".
في المقابل، أدانت خارجية النظام السوري "العدوان الغاشم، الذي يشكل انتهاكاً للقانون الدولي"، مبينةً أنّ صواريخ "العدوان الثلاثي" لم تحقق أهدافها المرسومة بفضل تصدّي الدفاعات الجوية.
وذكرت وكالة الأنباء السورية (سانا)، التابعة للنظام، أنّ "محافظات اللاذقية وطرطوس وحلب والحسكة لم تشهد أي هجمات عسكرية"، مضيفةً أن "عدداً من صواريخ العدوان الثلاثي استهدفت مركز البحوث في برزة، ما أدى إلى تدمير مبنى يحتوي على مركز تعليمي ومخابر علمية، والأضرار اقتصرت على الماديات".
(العربي الجديد، فرانس برس، الأناضول)