بدأت الصين غزو أفريقيا بعملتها اليوان عبر المغرب، من خلال توقيع اتفاقية مع مصرف "التجاري وفا بنك"، أحد أهم مصارف المغرب، ذي الحضور القوي في 22 دولة أفريقية.
وأعلن محمد الكتاني، الرئيس التنفيذي لـ"التجاري وفا بنك"، رسمياً، عن فتح المجال أمام التعامل المباشر بالعملة الصينية، عند إجراء المعاملات التجارية أو الاستثمارية، مشدداً على أن مستوى المبادلات التجارية بين الصين والقارة الأفريقية يفرض التعامل المباشر بالعملة الصينية.
وأكد الكتاني في تصريحات صحافية، أن المصرف سيمكن عملاءه في المغرب والدول الأفريقية التي ينشط فيها من إنجاز مختلف المعاملات التجارية والعمليات الاستثمارية في الصين باليوان، من دون الحاجة إلى عملة وسيطة مثل الدولار الأميركي.
وكان المصرف المغربي نفسه أبرم، بداية الشهر الجاري، عقدا مع مصرف الصين المركزي، يقوم بموجبه بالترويج للعملة الصينية في أفريقيا، من خلال إقناع الشركات الأفريقية بجدوى الاكتفاء باليوان في التبادل التجاري مع هذا العملاق الآسيوي، من أجل تفادي المخاطر الناجمة عن استعمال الدولار، إلى جانب توفير نفقات صرف العملات.
وتقول الصين إن العديد من الدول تتوفر على احتياطي نقد أجنبي باليوان، لكنها تمتنع عن التصريح بذلك. وفي المقابل، أكد صندوق النقد الدولي، في تقارير سابقة، أن العملة الصينية لا تمثل سوى 1% من إجمالي الاحتياطيات عالميا، مقابل 60% للدولار و20% لليورو.
ويرى الخبير المغربي في سوق الذهب العالمي، مصطفى بلخياط، أن الصين "ستتمكن في غضون عامين أو ثلاثة أعوام من إلزام المصارف المركزية في البلدان التي ترتبط معها بعلاقات اقتصادية، بالتوفر على العملة الصينية لإنجاز معاملات تجارية معها".