الصوفية "الكركرية" تجتاح الجزائر: مشعوذون بـ"القمصان الملوّنة"

21 اغسطس 2017
+ الخط -


سبّب انتشار مقطع فيديو لشاب جزائري يعلن فيه انضمامه إلى "الطريقة الكركرية" جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث ظهر الشاب وهو يروي تفاصيل التحاقه بهذه الفرقة ومبايعته لشيخها محمد فوزي الكركري بمدينة العروي التابعة لإقليم الناظور بالمغرب، كما ادعى الشاب "مبايعته للرسول صلى الله عليه وسلم في المولد النبوي".

ما أثار السخرية في الفيديو، أن الشاب الجزائري ذكر بعض "الخوارق" التي حدثت معه أثناء "خلوته"، وقام بسرد ما رآه من ورقة مطوية كان يحملها معه، تعثّر مرارًا في قراءتها، ومن بين ما رواه، "أنه شاهد عوالم متعدّدة، وطُوي له الزمان والمكان وصار الملكوت له ملكًا والغيب شهادة وجُمعت له السماوات السبع، ورأى بحرًا يُرى ظاهره من باطنه وحين أراد أن يمشي عليه ظهر له شيخه".

ولم يتردّد كثير من الملعقين في هذا الفيديو، على وصف الطريقة الكركرية بممارسة السحر والشعوذة واستحضار الجن، ومن المعروف أن ممارسة طقوس "الخلوة" في الجزائر، تُستعمل لاستحضار الجن والتقرّب إليه ببعض الطقوس السحرية، ويرى على إثرها ممارسو طقوس "الخلوة" بعض "الخوارق والمعجزات" التي تندرج في عالم الروحانيات.

وتقترن "الخلوة" بارتباط أحد المريدين في هذه "الطرق الدينية" بأحد خدّام الجن حسب الروايات، والتي يقدّم مقابلها تنازلات "شركية" في مجملها مقابل أن يلتزم هذا "الخادم من الجن" بتقديم المساعدة لصاحبة الذي يعتمد على كتابة التمائم والتفريق بين الأزواج أو تقريب العشاق وشفاء الأمراض وإنزال اللعنات بالبعض حسب ادعاءاتهم. ويُعرف عن الكركرية ارتداءهم لقمصان ملوّنة كدلالة رمزية على الفقر، حيث تشبه ثيابهم الملابس المرقّعة، ويطلقون على أنفسهم وصف "الفقراء"، ويشتهرون بالمشي على الأقدام لمسافات طويلة في رحلات جماعية لزيارة الأضرحة.

يذكر أن وزارة الشؤون الدينية، شنت عدّة حملات ضد الفرق الدينية "المتطرّفة"، مدّعية حفاظها على المرجعية الدينية الجزائرية (المذهب المالكي)، وتم إلقاء القبض على العديد من أنصار المذهب الأحمدي والطرق الشيعية وملاحقتهم في أماكن عبادتهم السرية وتجمّعاتهم في المساجد، وينتظر أن يعلن وزير الشؤون الدينية الحرب قريبًا على هذه الطريقة الجديدة في الجزائر، والتي عادة ما تنشر فيديوهات لأتباعها على الأنترنت من مختلف الدول العربية للترويج لعقيدتها.

المساهمون