ترتبط عملية ترويج الصناعات التقليدية في تونس ارتباطاً وثيقاً بمدى توافد السياح الأجانب إلى البلاد، إذ تعرف الأسواق التقليدية التونسية ذروة نشاطها، خلال الموسم السياحي، خصوصاً مع حلول فصل الصيف الذي كان يستقطب ملايين الزوار من جميع أنحاء العالم، وذلك نظراً لجمال هذا الفصل ومناخه المعتدل في تونس.
يتحدث كثيرون عن سحر هذا البلد وجماله، خصوصاً تلك المناطق الساحلية التي تمتد على حوالي 1300 كيلومتر على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وتقول الإحصائيات الرسمية أن تونس استقطبت نحو 10 ملايين سائح خلال الموسم السياحي قبل عام 2011، لينخفض العدد مع التوتر السياسي الذي عصف بالبلاد، وصولاً إلى الضربات الإرهابية التي طاولت الياسمينة، لتحصد الأرواح والكثير من الخسائر التي طاولت القطاع السياحي، لتنسحب التأثيرات على القطاعات الأخرى.
اقرأ أيضا: تونس تستعد لموسمها السياحي
هذا وقد توقع وزير السياحة التونسية، سلمى اللومي الرقيق، في مؤتمرها الصحافي الأخير، أن يخسر اقتصاد بلادها في 2015 أكثر من 450 مليون يورو، بسبب تأثيرات الهجوم الإرهابي على فندق في ولاية سوسة، معلنة إجراءات ستسير بها السلطات المعنية في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها تونس لدعم القطاع السياحي في محنته. وأبرز هذه الإجراءات إعادة جدولة ديون ومستحقات مؤسسات سياحية ومنحها قروضاً جديدة.
لكن، على الضفة الأخرى من الأزمة، تبرز الصناعات التقليدية التونسية، مستمرة في الإنتاج، على أمل عودة النشاط السياحي إلى سابق عهده.
السوق العتيقة
ولتوفير المنتجات التقليدية للأسواق العتيقة، لا تتوقف أنامل الحرفيين عن الحركة والنشاط. ومن المعروف أن ورشات الحرف التقليدية في تونس تتوزع على مختلف محافظات البلاد، ويصل العدد الإجمالي للعاملين في القطاع إلى 142 ألف حرفي.
ووفق إحصائيات رسمية، يساهم قطاع الصناعات التقليدية بنسبة 2% من صادرات البلاد، ويوفر أكثر من 10% من فرص العمل سنوياً.
وبحسب المدير المسؤول عن العلاقات العامة في الديوان الوطني للصناعات التقليدية، حسن الدغري، فإن هذا القطاع ضارب في القدم وموجود في تونس منذ سنة 1923.
اقرأ أيضا: المطارات التونسيّة فضاءات للتسوّق والنهوض التجاري
وأشار الدغري إلى أن هذا القطاع، كان منظماً منذ بداية ظهوره، حيث كانت جماعات الصناعيين والحرفيين يصطفون في أماكنهم نفسها في السوق، ولكن بحسب الاختصاص. وهو ما جعل السوق الكبيرة مقسمة بحسب الاختصاصات إلى حد اليوم.
وأردف: "في تونس توجد أكثر من 70 حرفة موزعة على أسواق عدة، أهمها سوق الشواشية المتخصصة في صناعة الشاشية، وسوق الجلد المتخصصة في الصناعات الجلدية، وسوق البركة المتخصصة في صناعة الذهب وتجارته، وسوق النحاس المتخصصة في صناعة النحاس وصقله، وغيرها من الأسواق المعروفة لدى عامة التونسيين والسياح الأجانب.
وأضاف الدغري، أنه تم تأسيس هيكل خاص يعنى بقطاع الصناعات التقليدية منذ 1959 متى تم إحداث الديوان الوطني للصناعات التقليدية. واضطلع الديوان بمهام عدة، أبرزها تحسين المنتج التقليدي والسهر على ترويجه، وذلك عبر المشاركة في المعارض الوطنية والدولية.
ونظراً لارتباط السوق التقليدية ومنتجات الحرفيين بالقطاع السياحي الذي يساهم بـ 7% من الناتج المحلي الإجمالي فإن تراجع المبيعات في هذه الأسواق يكون أوتوماتيكياً إذ تنخفض المبيعات بانخفاض عدد السياح الأجانب.
حرف حساسة
وفي فترة ما بعد الثورة، عرف قطاع السياحة التونسية تراجعاً ملحوظاً، إذ أصبح معدل السياح سنوياً يقدر بنحو 6 ملايين سائح. ولم يسبب ذلك قلقاً كبيراً لدى الخبراء، حيث أكدوا أن تونس تمر بفترة حساسة غير أنها ستستعيد عافيتها بعد الاستقرار السياسي... لكن انقلبت الموازين بعد تواتر الضربات الإرهابية في المناطق السياحية، ما أعاد القطاع إلى نقطة الصفر.
وأطلق الحرفيون في الأسواق التقليدية التونسية في هذه الفترة صيحة فزع، يطالبون من خلالها باجتثاث جذور الإرهاب من تونس قائلين: "تونس بلد سلم وأمان والإرهاب غريب عنّا وسنطرده لتستعيد البلاد عافيتها".
ويتذمر الباعة والصناعيون، على حد سواء، من أسواق شبه خالية من الزوار. حيث أكد الهادي العرفاوي، مختص في صناعة أقفاص سيدي بوسعيد التقليدية، أن حرفته حساسة جداً وأن الزبون الأهم لديه هو السائح، وبالتالي فإن الحرفة مهددة بالاندثار في ظل غلاء أسعار المواد الأولية والتراجع شبه الكلي في المبيعات.
ويجمع الباعة والصناعيون في سوق الشاشية على أن نسبة المبيعات تراجعت كما تراجع عدد الصناعيين في مجال الشاشية وأوضحوا أنه علاوة على تراجع هذه الصناعة بمفعول الزمن، فإنها تزداد ركوداً يوماً بعد يوم، في ظل سوق تكاد تخلو من السياح الأجانب.
اقرأ أيضا: تونس الحبيسة: صناعة الترفيه مازالت صعبة
في حين رأى الحرفي المختص في صناعة الجليز التقليدي، فتحي البنزرتي، أن حرفته لا تعتمد كثيراً على وجود السياح. مضيفاً أن "زبائني لا يرتبطون بموسم سياحي، وهم تونسيون وأجانب".
حملات لإعادة السياح
تراجعت نسبة السياح الأجانب في تونس إلى قرابة 70% في الفترة الصيفية الحالية، وفق وزيرة السياحة التونسية، سلمى الرقيق، مشيرة إلى أن هذا التراجع اللافت يعود إلى "(هجوم باردو) الذي أودى بحياة 21 سائحا أجنبياً، و(هجوم سوسة) الذي سقط في إثره 38 سائحاً، 30 منهم من البريطانيين". وأعلنت عن إجراءات أمنية وتدابير اقتصادية داعمة لإعادة القطاع إلى وهجه السابق، إضافة إلى إطلاق حملات ترويجية خصوصاً في أوروبا والدول العربية.
يتحدث كثيرون عن سحر هذا البلد وجماله، خصوصاً تلك المناطق الساحلية التي تمتد على حوالي 1300 كيلومتر على شواطئ البحر الأبيض المتوسط. وتقول الإحصائيات الرسمية أن تونس استقطبت نحو 10 ملايين سائح خلال الموسم السياحي قبل عام 2011، لينخفض العدد مع التوتر السياسي الذي عصف بالبلاد، وصولاً إلى الضربات الإرهابية التي طاولت الياسمينة، لتحصد الأرواح والكثير من الخسائر التي طاولت القطاع السياحي، لتنسحب التأثيرات على القطاعات الأخرى.
اقرأ أيضا: تونس تستعد لموسمها السياحي
هذا وقد توقع وزير السياحة التونسية، سلمى اللومي الرقيق، في مؤتمرها الصحافي الأخير، أن يخسر اقتصاد بلادها في 2015 أكثر من 450 مليون يورو، بسبب تأثيرات الهجوم الإرهابي على فندق في ولاية سوسة، معلنة إجراءات ستسير بها السلطات المعنية في ظل الظروف الاستثنائية التي تعيشها تونس لدعم القطاع السياحي في محنته. وأبرز هذه الإجراءات إعادة جدولة ديون ومستحقات مؤسسات سياحية ومنحها قروضاً جديدة.
لكن، على الضفة الأخرى من الأزمة، تبرز الصناعات التقليدية التونسية، مستمرة في الإنتاج، على أمل عودة النشاط السياحي إلى سابق عهده.
السوق العتيقة
ولتوفير المنتجات التقليدية للأسواق العتيقة، لا تتوقف أنامل الحرفيين عن الحركة والنشاط. ومن المعروف أن ورشات الحرف التقليدية في تونس تتوزع على مختلف محافظات البلاد، ويصل العدد الإجمالي للعاملين في القطاع إلى 142 ألف حرفي.
ووفق إحصائيات رسمية، يساهم قطاع الصناعات التقليدية بنسبة 2% من صادرات البلاد، ويوفر أكثر من 10% من فرص العمل سنوياً.
وبحسب المدير المسؤول عن العلاقات العامة في الديوان الوطني للصناعات التقليدية، حسن الدغري، فإن هذا القطاع ضارب في القدم وموجود في تونس منذ سنة 1923.
اقرأ أيضا: المطارات التونسيّة فضاءات للتسوّق والنهوض التجاري
وأشار الدغري إلى أن هذا القطاع، كان منظماً منذ بداية ظهوره، حيث كانت جماعات الصناعيين والحرفيين يصطفون في أماكنهم نفسها في السوق، ولكن بحسب الاختصاص. وهو ما جعل السوق الكبيرة مقسمة بحسب الاختصاصات إلى حد اليوم.
وأردف: "في تونس توجد أكثر من 70 حرفة موزعة على أسواق عدة، أهمها سوق الشواشية المتخصصة في صناعة الشاشية، وسوق الجلد المتخصصة في الصناعات الجلدية، وسوق البركة المتخصصة في صناعة الذهب وتجارته، وسوق النحاس المتخصصة في صناعة النحاس وصقله، وغيرها من الأسواق المعروفة لدى عامة التونسيين والسياح الأجانب.
وأضاف الدغري، أنه تم تأسيس هيكل خاص يعنى بقطاع الصناعات التقليدية منذ 1959 متى تم إحداث الديوان الوطني للصناعات التقليدية. واضطلع الديوان بمهام عدة، أبرزها تحسين المنتج التقليدي والسهر على ترويجه، وذلك عبر المشاركة في المعارض الوطنية والدولية.
ونظراً لارتباط السوق التقليدية ومنتجات الحرفيين بالقطاع السياحي الذي يساهم بـ 7% من الناتج المحلي الإجمالي فإن تراجع المبيعات في هذه الأسواق يكون أوتوماتيكياً إذ تنخفض المبيعات بانخفاض عدد السياح الأجانب.
حرف حساسة
وفي فترة ما بعد الثورة، عرف قطاع السياحة التونسية تراجعاً ملحوظاً، إذ أصبح معدل السياح سنوياً يقدر بنحو 6 ملايين سائح. ولم يسبب ذلك قلقاً كبيراً لدى الخبراء، حيث أكدوا أن تونس تمر بفترة حساسة غير أنها ستستعيد عافيتها بعد الاستقرار السياسي... لكن انقلبت الموازين بعد تواتر الضربات الإرهابية في المناطق السياحية، ما أعاد القطاع إلى نقطة الصفر.
وأطلق الحرفيون في الأسواق التقليدية التونسية في هذه الفترة صيحة فزع، يطالبون من خلالها باجتثاث جذور الإرهاب من تونس قائلين: "تونس بلد سلم وأمان والإرهاب غريب عنّا وسنطرده لتستعيد البلاد عافيتها".
ويتذمر الباعة والصناعيون، على حد سواء، من أسواق شبه خالية من الزوار. حيث أكد الهادي العرفاوي، مختص في صناعة أقفاص سيدي بوسعيد التقليدية، أن حرفته حساسة جداً وأن الزبون الأهم لديه هو السائح، وبالتالي فإن الحرفة مهددة بالاندثار في ظل غلاء أسعار المواد الأولية والتراجع شبه الكلي في المبيعات.
ويجمع الباعة والصناعيون في سوق الشاشية على أن نسبة المبيعات تراجعت كما تراجع عدد الصناعيين في مجال الشاشية وأوضحوا أنه علاوة على تراجع هذه الصناعة بمفعول الزمن، فإنها تزداد ركوداً يوماً بعد يوم، في ظل سوق تكاد تخلو من السياح الأجانب.
اقرأ أيضا: تونس الحبيسة: صناعة الترفيه مازالت صعبة
في حين رأى الحرفي المختص في صناعة الجليز التقليدي، فتحي البنزرتي، أن حرفته لا تعتمد كثيراً على وجود السياح. مضيفاً أن "زبائني لا يرتبطون بموسم سياحي، وهم تونسيون وأجانب".
حملات لإعادة السياح
تراجعت نسبة السياح الأجانب في تونس إلى قرابة 70% في الفترة الصيفية الحالية، وفق وزيرة السياحة التونسية، سلمى الرقيق، مشيرة إلى أن هذا التراجع اللافت يعود إلى "(هجوم باردو) الذي أودى بحياة 21 سائحا أجنبياً، و(هجوم سوسة) الذي سقط في إثره 38 سائحاً، 30 منهم من البريطانيين". وأعلنت عن إجراءات أمنية وتدابير اقتصادية داعمة لإعادة القطاع إلى وهجه السابق، إضافة إلى إطلاق حملات ترويجية خصوصاً في أوروبا والدول العربية.