الصرف الصحي كارثة إضافية يعاني منها نازحو مخيم الركبان

27 يناير 2019
بدائية الصرف الصحي في المخيم (يسبوك)
+ الخط -
تستمر معاناة النازحين السوريين في مخيم الركبان في ظل نقص الرعاية الطبية، وتشتد في الشتاء مع انتشار الأمراض خصوصاً بين الأطفال، ويفاقمها عدم وجود نظام صرف صحي داخل المخيم، الذي تنتشر فيه الخيام عشوائياً.

وأوضح بيان صادر عن الإدارة المدنية في المخيم، أنه "بسبب انتشار الخيم غير المنظم، وانتشار نقاط الصرف الصحي البدائية، وتراكم القمامة في الأماكن القريبة من الخيام، فإن ذلك ساعد على تفشي الأوبئة وانتشار الأمراض السارية، ولا يوجد لدى أهالي المخيم إمكانية لتفادي هذا البلاء من نقص الأدوية والكوادر الطبية".

وطالبت الإدارة المدنية في مخيم الركبان، في بيانها منظمة الصحة العالمية وجميع منظمات حقوق الإنسان "بإنقاذ أهالي المخيم من هذا الموت المحتوم الذي يعصف بهم".

وعن آلية عمل الصرف الصحي في مخيم الركبان قال النازح من مدينة تدمر، غزوان مطلق،  لـ"العربي الجديد"، "إن سكان المخيم يعتمدون لحل مشكلة الصرف الصحي على الحفر البدائية، ولجأ النازحون إليها في ظل غياب شبكة للصرف الصحي في المخيم".


وأوضح أن "المشكلة في هذه الحفر أنها تتعرض للفيضان وتختلط مع مياه الأمطار عند حدوث هطولات غزيرة كما حدث هذا العام، وتنتشر المياه الآسنة في كل مكان فتجلب الحشرات والأمراض والروائح الكريهة معها، وما يزيد الأمر سوءا هو أن الحفر هذه عند امتلائها لا يمكن أبدا تصريفها، ما يرغم الناس على حفر حفرة أخرى بالقرب منها".

ومشكلة النفايات تعد مشكلة ثانية يعاني منها المخيم، فليس هناك أماكن لدفنها، أو أماكن محددة يمكن للنازحين رمي القمامة فيها، نظرا لامتداد المخيم في المنطقة الصحراوية والتوزع العشوائي للخيم والبيوت الطينية فيه، مع تجاوز عدد النازحين 55 ألفا.

وقال سليم التدمري، أحد سكان المخيم لـ"العربي الجديد"، أن "مشكلة القمامة تتفاقم على الدوام، ويعمد النازحون إلى رميها في أماكن عشوائية قريبة من المخيم، وعند تراكمها إلى حدّ كبير يلجأ النازحون لإضرام النار فيها، والنيران تبقى مشتعلة لفترات طويلة وتنتشر الأبخرة السامة والدخان في المخيم، وهذه تعتبر كارثة".

وأوضح أن "المأساة الأخرى هي وجود أطفال من المخيم يلعبون بالقرب من أماكن رمي النفايات وحتى فيها، ما يسبب لهم أمراضاً خطرة، وكل هذا ينعكس على تزايد الأمراض بسبب هذا التلوث في مخيم الركبان، الذي يقطنه نحو ستين ألف شخص، فروا من مناطق سورية مختلفة، وخاصة من البادية نتيجة العمليات العسكرية هناك".
المساهمون