الصراع يُزيح ليبيا من قائمة منتجي النفط

تسبب القتال في ليبيا، العضو في أوبك، في وقف العمل بالمرفأين الرئيسيين السدرة ورأس لانوف شرق البلاد، بينما تراجع الإنتاج بحقول الخام المتصلة بميناء مرسى الحريقة إلى نحو 128 ألف برميل يوميا في الوقت الحالي.
وفي الوقت ذاته، توقف تصدير النفط في مرفأي الزاوية ومليتة بغرب البلاد، بعدما تسبب الصراع في إغلاق الحقلين المغذيين لهما، الشرارة والفيل، وهما من أكبر الحقول في ليبيا.
ولا يزال إنتاج ليبيا عضو منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) يشكل جزءاً ضئيلاً من إنتاجها البالغ 1.6 مليون برميل يوميا، قبل الإطاحة بحكم معمر القذافي في 2011.
وتوقف العمل في السدرة ورأس لانوف، أكبر مرفأين نفطيين في ليبيا بسبب الاشتباكات بين قوات متحالفة مع حكومة عبد الله الثني المعترف بها دوليا، وحكومة عمر الحاسي، المدعومة من قوات "فجر ليبيا" التي سيطرت على العاصمة طرابلس في أغسطس/آب.
ولا تزال النيران مشتعلة منذ أيام في عدد من صهاريج تخزين النفط بميناء السدرة، بعد وقوع اشتباكات هناك. وقال مسؤولون، أمس الأول الأحد، إن النيران دمرت كميات تقدر بإنتاج البلاد في أكثر من يومين. وأصاب صاروخ صهريجاً لتخزين النفط الأسبوع الماضي في الميناء الواقع في شرق ليبيا، أثناء اشتباكات بين قوات تابعة للحكومتين المتنافستين في البلاد، حيث شنت القوات المتحالفة مع فجر ليبيا هجوما بهدف السيطرة على ميناء السدرة.
وقال مشاء الله الزوي، وزير النفط بحكومة عمر الحاسي، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن النيران مشتعلة حاليا في خمسة خزانات بميناء السدرة النفطي. ويغذي ميناء السدرة حقولا نفطية تديرها شركة الواحة للنفط، وهي مشروع مشترك بين المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا والشركات الأميركية هيس وماراثون وكونوكو فيليبس.
ولا يزال ميناء البريقة شرقي رأس لانوف مفتوحا، لكن معظم إمداداته تتجه إلى مصفاة الزاوية. ويظل الحريقة الواقع في أقصى الشرق بالقرب من الحدود المصرية في منأى عن القتال الدائر في أنحاء كثيرة بالبلاد.
وحسب الزوي، فقد تراجع إنتاج ليبيا من النفط حاليا، إلى حدود 350 ألف برميل يومياً، مقابل أكثر من 550 ألف برميل يوميا مطلع ديسمبر/كانون الأول الجاري.
وميناء السدرة النفطي الذي تندلع فيه النيران منذ أيام، هو أكبر موانئ التصدير الليبية، وبدأت عمليات التصدير منه منذ عام 1962. ويصدر نحو 30% من صادرات ليبيا النفطية في الأوضاع الطبيعية.