الصراع الطائفي يفقد باكستان أطباءها

18 مارس 2015
طبيب لكلّ 10 آلاف باكستاني(محمد عبد الوهاب/ فرانس برس)
+ الخط -
يغادر الطبيب روبرت ويلسون بيته إلى عيادته كلّ صباح. لكنّه، حين يودّع زوجته وأطفاله الثلاثة، لا يعرف إن كان سيعود إلى البيت أم لا.

ويشير موقع "كي بي آر" الإخباري إلى أنّ متخصصين، كحال ويلسون، باتوا، بشكل متزايد، هدفاً للمليشيات المسلحة وعصابات الإجرام، التي تقتل بعضهم أو تخطفهم من أجل طلب فدية.

يقول ويلسون: "الأطباء أسهل صيد بالنسبة لهؤلاء". ومثل هذا الكلام له ما يبرره، بحسب الأرقام. فالجمعية الطبية الباكستانية تؤكد مقتل أكثر من 120 طبيباً في البلاد في السنوات العشر الأخيرة. وهذا العام بالذات، قتل 5 أطباء في كراتشي. أما العام الماضي فقد كانت حصيلته مقتل 17 طبيباً في باكستان.

يقول ويلسون إنّه اضطر لدفع مبالغ مالية عدة مرات، من أجل عدم تعريض حياته للخطر. ويفسر: "وضع مسدس في رأسي 3 مرات، كما تلقيت العديد من رسائل التهديد".

في أوائل فبراير/ شباط الماضي، نظّم الجسم الطبي في باكستان إضراباً عاماً على مستوى البلاد. وطالب الأطباء الحكومة بتوفير ظروف حماية أفضل لهم، أو أن تعطيهم الحق في اقتناء السلاح.

وفي هذا الإطار، يقول الطبيب قيصر سجاد، من الجمعية الطبية الباكستانية: "تقدمنا بالعديد من الطلبات إلى السلطات، بمن فيها قائد الجيش، ورئيس الوزراء، والرئيس، وحكام الأقاليم وحكوماتها. لكنّ أحداً منهم لم يزعج نفسه حتى بالرد على مطالبنا".

من جهته، يقول الطبيب جنيد علي شاه، الذي يمثل رابطة المستشفيات والعيادات الخاصة: "يجب على الحكومة أن تدرك أنّ الأطباء جزء مهم من أيّ مجتمع. لكنّ مطالبنا بالحماية أهملت، كما أهملت قضايا الأطباء القتلى ودفنت معهم".

نتائج الإضراب كانت كبيرة للغاية بالنظر إلى وجود الملايين من المواطنين المراجعين يومياً، والذين يعتمدون على القطاع الطبي العام. فقد تأجلت يومها عشرات آلاف العمليات الجراحية.

من جهته، سافر كرم دين أكثر من 1200 كيلومتر من أجل إجراء عملية جراحية لشقيقه. لكن، ومع وصوله، أبلغته إدارة المستشفى أنّ العملية أجّلت إلى موعد لاحق. لم يملك الرجل إلاّ أن يبكي حاله وحال شقيقه، وهو يقول: "ليس لنا إلاّ الله، لا أحد يساعدنا".

يشار إلى أنّ باكستان تعاني عجزاً كبيراً في الأطباء، خصوصاً مع تفضيل كثيرين الابتعاد للعمل في الخارج بسبب الظروف الصعبة. ففي البلاد طبيب واحد لكلّ 10 آلاف مواطن تقريباً. ويسافر من البلاد سنوياً ما يقرب من 1500 خريج طبي للعمل في الدول الغربية ودول الخليج العربي على وجه الخصوص، بحسب لجنة التعليم العالي في باكستان.
دلالات
المساهمون