الصدر والسيستاني... وثالثهما إسقاط المالكي

13 ابريل 2014
اللقاء بمثابة إعلان عن رفض المالكي (أحمد الرباعي/فرانس برس/getty)
+ الخط -

أعلن مكتب زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، اليوم الأحد، عن لقاء جمع الصدر مع المرجع الديني علي السيستاني في مدينة النجف جرى خلاله الاتفاق على ضرورة اختيار الأصلح في الانتخابات المقبلة، ونبذ الطائفية والإرهاب، في حين اعتبر مراقبون اللقاء موجهاً بشكل مباشر الى رئيس الحكومة نوري المالكي.

وقال بيان صادر عن مكتب الصدر عقب اللقاء إن "السيد الصدر زار المرجع الديني علي السيستاني في منزله بمدينة النجف الأشرف ودار اللقاء حول الوضع العام في العراق وضرورة توفير الأمن والخدمات لأبناء الشعب العراقي".

وأضاف البيان أن "المرجع السيستاني والصدر أكدا على نبذ الطائفية والإرهاب والوقوف بوجه الفساد وتقديم المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفئوية الضيقة والحفاظ على الوحدة الإسلامية والوطنية". وأشار الى أنهما "شددا على ضرورة أن يكون الشعب العراقي على درجة عالية من المسؤولية في اختيار الأصلح والأكفأ والمخلص في الانتخابات البرلمانية المقبلة كونها تمثل الطريق الوحيد للتغيير نحو الأفضل".

ولقاء الصدر مع المرجع السيستاني هو الأول من نوعه منذ نحو ثلاث سنوات. واعتبر المحلل السياسي العراقي نهاد الجبوري اللقاء بمثابة إعلان رسمي عن رفض تولي المالكي ولاية ثالثة.

وقال الجبوري في حديث لـ"العربي الجديد" إن تناول ملف الخدمات والإرهاب والطائفية، اضافة الى ورود عبارة "اختيار الأصلح في الانتخابات المقبلة" تعني شخصاً غير المالكي، موضحاً "اعتدنا من خلال بيانات المرجعية الدينية السابقة عام 2006 و2010 على عبارة محددة تصب في صالح المالكي مثل استكمال برنامج الاصلاح وإصلاح الأخطاء السابقة، لكن هذه المرة كان البيان مختلفاً"، مرجحاً أن زيارة الصدر للسيستاني تأتي ضمن سعي الأول إلى سحب كل أشكال الدعم من رئيس الحكومة الحالي.

وكان ممثل المرجعية الدينية في كربلاء، السيد أحمد الصافي، قد دعا في خطبة الجمعة الماضية، المواطنين الى استبدال الوجوه التي لم تجلب الخير للبلد خلال الانتخابات النيابية المقبلة، محذراً من الوعود البراقة والإعلانات المنتشرة في الشوارع للمرشحين. وأكد على أهمية الاستعانة بأهل العقل في حال عدم التعرف إلى المرشح لاختيار الشخصية الأرجح.

بدوره، وصف القيادي في التيار الصدري، حسين البصري، اللقاء القمة بأنه ما كان ليتم لولا وجود تطابق في وجهات النظر بين السيستاني والصدر. وأوضح البصري لـ "العربي الجديد" أن "اللقاء عُقد لوجود تطابق واتفاق على استبدال المالكي، وأتوقع شخصياً أن المرحلة المقبلة ستشمل البحث في اختيار شخصية غير المالكي ومواجهة إمكانية تصدره في الانتخابات عبر التزوير أو التلاعب بالانتخابات، خصوصاً أن أصوات المؤسسة العسكرية والأمنية تبلغ نحو مليون ونصف المليون صوت وقد يتلاعب بها".

وأكد البصري أن "المرحلة المقبلة قد تكون الأصعب أمنياً وسياسياً في حال أصر المالكي على تجاهل أصوات رفض ولايته الثالثة واعتمد على طريق ملتوية عرفه العراقيون بها خلال السنوات الماضية".