الصحراء تشعل الصراع بين المغرب وجنوب أفريقيا

25 مارس 2019
المغرب يدعم الجهود الأممية بقيادة كوهلر (فابريس كوفريني/فرانس برس)
+ الخط -

تدور معركة دبلوماسية حامية بين المغرب وجنوب أفريقيا وقودها نزاع الصحراء، إذ إن بريتوريا تحتضن اليوم وغدا مؤتمرا دوليا لدعم "جبهة البوليساريو" وما يسمى "الشعب الصحراوي"، في الوقت الذي أعلن فيه المغرب بشكل مفاجئ احتضانه اليوم أيضا مؤتمرا أفريقيا لدعم جهود الأمم المتحدة لحلحلة ملف الصحراء.


ورغم محاولة الرباط "تحييد" جنوب أفريقيا في مواقفها المناصرة تاريخيا لـ"جبهة البوليساريو" التي تطالب بتقرير مصير حلا لنزاع الصحراء، من خلال تعيين سفير جديد في بريتوريا، إلا أن جنوب أفريقيا ما زالت تحتضن وتدعم مطالب "البوليساريو"، كما تحاول فتح ملف النزاع في أجهزة الاتحاد الأفريقي، وهو ما تعارضه الرباط التي تشدد على أن الحل تباشره جهود الأمم المتحدة حصرا.

وانطلقت اليوم الاثنين في مقر وزارة خارجية جنوب أفريقيا أشغال "المجموعة الإنمائية لجنوب القارة الأفريقية"، والمشكلة من 16 بلدا أفريقيا، للتضامن مع "جبهة البوليساريو"، حيث حضرها زعيم "البوليساريو" إبراهيم غالي، ووزير الخارجية الجزائري رمطان لعمامرة، وشخصيات تمثل بلدانا أفريقية وآسيوية وأميركية تناصر طرح الجبهة.

ويورد برنامج المؤتمر الذي ترعاه جنوب أفريقيا نقاشات حول دور المجتمع الدولي في فرض تطبيق كافة قرارات الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي المتعلقة بالصحراء، فضلا عن عرض شريط وثائقي قصير لتسليط الضوء على ملف الصحراء، قبل الخروج ببيان يدعم "البوليساريو".

وفي اليوم ذاته ينعقد بمدينة مراكش جنوب المغرب المؤتمر الوزاري الأفريقي حول الدعم المقدم من الاتحاد الأفريقي للمسار السياسي للأمم المتحدة بشأن الخلاف الإقليمي حول الصحراء المغربية بمشاركة 37 بلدا من المناطق الخمس للقارة السمراء.

ووفق الخارجية المغربية، فإن المؤتمر يروم التعبير عن دعم قرار الجمعية العامة للاتحاد الأفريقي (رقم 693)، الذي تم اعتماده في القمة الحادية والثلاثين للاتحاد، المنعقدة يومي 1 و2 يوليو/ تموز 2018 بنواكشوط، والذي يجدد التأكيد على الاختصاص الحصري للأمم المتحدة في بحث النزاع الإقليمي حول الصحراء.

وأرسى القرار 693 حول تقرير رئيس لجنة قضية الصحراء آلية افريقية تضم "ترويكا" الاتحاد الأفريقي، وهم الرؤساء المنتهية ولايتهم والحاليون والملتحقون الجدد ورئيس اللجنة، من أجل تقديم الدعم الفعال للجهود المبذولة تحت إشراف الأمم المتحدة، كما حصر تدبير قضية الصحراء في المسلسل الأممي مستبعدا كل مسلسل موازٍ.


ويشكل هذا المؤتمر المنعقد في مراكش ردا فعليا ومباشرا على المؤتمر الذي تحتضنه جنوب أفريقيا، وهو بحسب الرباط "مناسبة للتأكيد على الإجماع الأفريقي بشأن القرار 693، وليبرهن على الدعم الأفريقي للمسلسل السياسي الجاري في إطار الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سياسي واقعي وبراغماتي ومستدام لقضية الصحراء".

المساهمون