الصحة العالمية: عدد المصابين بـ"إيبولا" تجاوز العشرة آلاف

25 أكتوبر 2014
محاولات مكافحة إيبولا لا تمنع انتشار المرض (فرانس برس)
+ الخط -

ارتفع عدد حالات الإصابة بفيروس إيبولا ليتجاوز العشرة آلاف حالة حسب الإحصائيات التي أعلنت منظمة الصحة العالمية عنها اليوم السبت، فيما يستمر الفيروس في التفشي.

ويعتبر تفشي الفيروس في غرب أفريقيا أكبر تفشٍّ حتى الآن. وحصد الكثير من الأرواح على وجه التحديد في غينيا وليبيريا وسيراليون، لكن ظهرت حالات أخرى في دول في غرب أفريقيا وإسبانيا والولايات المتحدة.
وقالت منظمة الصحة التابعة للأمم المتحدة اليوم السبت إن عدد الحالات المؤكدة، والمحتملة والمشتبه بها ارتفع إلى 10141 حالة، وتوفي منها 4922 حالة.
وتوضح هذه الأرقام أن هناك حوالي مائتي حالة جديدة منذ الإعلان عن آخر تقرير منذ أربعة أيام مضت.
وحتى هذه الأعداد الكبيرة يحتمل أنها أقل من الأعداد الحقيقية، إذ حذرت المنظمة من أن الناس في الدول الأكثر إصابة بالإيبولا لا يستطيعون أو خائفون من الحصول على رعاية صحية. وزاد من صعوبة تتبع تفشي الفيروس نقص المعامل التي تستطيع التعامل مع عينات الدم المشتبه في إصابتها بالفيروس.
وعلى سبيل المثال، تظهر الأرقام الأخيرة أنه لا تغيير في عدد الحالات في ليبيريا، مما يشير إلى أنه ربما يكون هناك تخلف عن الأرقام الحقيقية.
وأعلنت منظمة الصحة العالمية أن تجارب للقاحات ضد حمى إيبولا ستجري في ديسمبر/ كانون الأول المقبل إذا كان ذلك ممكنا في الدول الثلاث التي ينتشر فيها المرض في غرب أفريقيا، بينما أعلن حاكما ولايتيين أميركيتين فرض عزلة إلزامية بعد تأكيد اصابة طبيب في نيويورك.

وفي مالي أعلن مصدر حكومي وفاة فتاة تأكدت اصابتها بالمرض. وقالت مساعدة المديرة العامة لمنظمة الصحة العالمية ماري بول كيني في جنيف إن تجارب للقاحات ستجرى في ديسمبر/ كانون الأول إذا أمكن في الدول الافريقية الثلاث التي تشهد أكبر انتشار للمرض (ليبيريا وغينيا وسيراليون).
وأوضحت كيني في مؤتمر صحافي أنه إذا تبين أن هذه اللقاحات مجدية، فسيتم ارسال مئات الآلاف منها إلى غرب أفريقيا بحلول نهاية الفصل الأول من 2015. وتابعت أن اختبارات تجري في الولايات المتحدة وبريطانيا ومالي وستستكمل في سويسرا وألمانيا قريبا.
وفي مالي قالت وزارة الصحة في بيان إنه "على الرغم من الجهود الكبيرة التي بذلتها الأجهزة الطبية، توفيت الطفلة الجمعة". وأوضحت الوزارة أن الطفلة البالغة من العمر سنتين وصلت في 19 أكتوبر/ تشرين الأول بحافلة مع جدتها من غينيا ووضعت في العزل في كاييس (غرب).
وأكدت الحكومة المالية الجمعة أن البلاد مستعدة لتطويق الفيروس لكنها لم تتمكن من طمأنة السكان.

الوضع خطير في مالي
من جهتها، أعلنت منظمة الصحة العالمية أنها "تعتبر الوضع في مالي ملحا. حالة الطفلة خلال نقلها بحافلة تثير القلق لأنها كانت فرصة في عدة مناسبات لانتقال العدوى ولعدد كبير من الناس".
وأضافت المنظمة في بيان أن "التحقيقات الأولية حددت 43 شخصا اتصلوا بها عن قرب وبلا وقاية، بينهم عشرة من العاملين في القطاع الصحي، تم عزلهم على الفور".
وفي الولايات المتحدة، أعلنت هيئات صحية أميركية أمس الجمعة أن الممرضتين من تكساس اللتين أصيبتا بفيروس إيبولا تعافتا، وغادرت إحداهما العيادة التي تلقت فيها العلاج. وأعلن أنتوني فاوتشي مدير المعهد الوطني للتحسس والأمراض المعدية في مؤتمر صحافي مشترك مع مسؤولي وكالات الصحة الاميركية والفريق المعالج "لدي خبر ممتاز: نينا (فام، احدى الممرضتين) لم يعد لديها أي أثر للفيروس".
لكن رئيس بلدية نيويورك بيل دي بلازيو أعلن أمس عن اصابة طبيب عاد أخيراً من غينيا حيث كان يعمل مع منظمة أطباء بلا حدود وعالج مصابين بإيبولا.
والطبيب كريج سبنسر (33 عاما) هو رابع شخص تتأكد اصابته بالمرض في الولايات المتحدة. وبعد هذا الاعلان، أمر حاكما نيويورك ونيوجيرسي الجمعة بفرض العزل على كل المسافرين الذين كانوا على اتصال بمرضى مصابين بإيبولا في غرب أفريقيا.
وقال حاكم نيويورك أندرو كومو إن العزل الطوعي لم يعد كافيا"، معتبرا أنها "مشكلة في الصحة العامة خطيرة جدا".

إصابات جديدة في أميركا
بينما أشار حاكم نيوجيرسي كريس كريستي إلى امرأة وصلت إلى البلاد بعدما عالجت مصابين بإيبولا في غرب أفريقيا، مؤكدا أنه كان يجب اخضاعها للعزل 21 يوما.
وفي ساحل العاج المجاورة لغينيا وسيراليون، والتي تمكنت من البقاء بمنأى عن الوباء حتى الأن، يشتبه في اصابة مساعد ممرض غيني تسلل إلى البلاد ويجري البحث عنه بشكل حثيث. من جهته، رفع الاتحاد الأوروبي مساعدته لمكافحة وباء إيبولا الجمعة إلى مليار يورو. وأعلن رئيس المجلس الأوروبي هرمان فان رومبوي خلال قمة رؤساء الدول والحكومات في بروكسل على شبكة "تويتر" أنه أمام سرعة انتشار الفيروس قرر الاتحاد الأوروبي "زيادة مساعدته المالية إلى مليار يورو لمكافحة إيبولا" من 600 مليون.
وسينسق المساعدة الأوروبية المفوض الأوروبي الجديد للشؤون الانسانية القبرصي خريستوس ستيليانيديس.
وأعلنت بريطانيا والسويد أنهما ستدفعان 47 مليون دولار لصندوق خاص للأمم المتحدة بهدف مكافحة وباء إيبولا، وذلك بعد النداء الذي وجهه الأمين العام للمنظمة الدولية بان كي مون في هذا الصدد.
وقالت الأمم المتحدة إن لندن وعدت بدفع 32 مليون دولار واستوكهولم بدفع 15 مليونا لهذا الصندوق الذي أنشئ للتصدي للحمى النزفية التي تسببت بوفاة نحو 4900 شخص غالبيتهم الكبرى في غرب أفريقيا.

صندوق تمويل أممي
وأعلن بان كي مون الأسبوع الفائت أنه لم يتم تسديد سوى مئة ألف دولار داعيا الدول إلى السخاء. ومذاك، دفعت أستراليا 8,7 ملايين دولار والتزمت فنزويلا دفع خمسة ملايين دولار وكندا 3,6 ملايين ونيوزيلندا 1,2 مليون.
وتأمل الأمم المتحدة في أن تتلقى حتى نهاية هذا الشهر وعودا بهبات تصل إلى مئة مليون دولار. وتهدف هذه الأموال إلى التمكن من القيام بتعبئة سريعة للسيولة عند بروز حاجة طارئة لتمويل اجراءات التصدي لإيبولا.
كذلك، أنشأت الأمم المتحدة صندوقا آخر بهدف تمويل مختلف وكالاتها. وطلبت المنظمة الدولية مليار دولار لهذا الصندوق وتمكنت حتى الأن من جمع 491 مليون دولار.
وفي السياق وضعت عاملة في مجال الصحة قيد الحجر الصحي في نيوجيرسي عقب عودتها من غرب افريقيا حيث عالجت المصابين بمرض الإيبولا وذلك تطبيقا لقواعد جديدة لاحتواء العدوى في أكبر مركز حضري في الولايات المتحدة.

وهذه أول حالة تخضع للحجر الصحي بموجب سياسة جديدة تبنتها ولايتا نيويورك ونيوجيرسي تقضي باخضاع جميع العاملين في مجال الصحة والعائدين من دول غرب أفريقيا حيث يتفشى إيبولا قيد الحجر الصحي ومتابعة حالتهم لمدة 21 يوما وهي فترة احتضان الفيروس.
وقالت وزارة الصحة إن العاملة التي لم يكشف اسمها لم تظهر عليها أي من أعراض المرض عند وصولها لمطار نيويوك ليبرتي الدولي أمس الجمعة ولكنها أصيبت بحمى بعد دخولها مستشفى الجامعة في نيوارك.
وقد تكون الحمى من الأعراض المبكرة للمرض الذي ينتشر من خلال الاتصال المباشر بسوائل حامل الفيروس. ولم تذكر أي تفاصيل أخرى عن خلفيتها وحالتها ولكن البيان ذكر أنها "عزلت ويجري تقييم حالتها".
وقررت ولايتا نيويورك ونيوجيرسي تطبيق العزل الإجباري على جميع العاملين في مجال الصحة القادمين من المناطق التي يتفشى بها مرض إيبولا بعد عودة الطبيب كريج سبنسر الذي عالج المرضى في غينيا لمدة شهر مصابا إلى نيويورك ليسجل أول حالة إصابة في المدينة.
وذكرت منظمة الصحة العالمية أن اسوأ تفش لمرض إيبولا أودى بحياة 4800 شخص على الأقل منذ ظهوره في مارس/ آذار معظمهم في ليبيريا وغينيا وسيراليون في غرب أفريقيا.

المساهمون