ويشهد اليمن، منذ نحو 3 أعوام، حربًا ضارية بين القوات الحكومية المسنودة بـقوات التحالف العربي الذي تقوده السعودية من جهة، ومسلحو "أنصار الله" (الحوثيين) والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح، من جهة ثانية، مخلفة أوضاعًا إنسانية وصحية صعبة، فضلًا عن تدهور حاد في اقتصاد البلد الفقير.
وبحسب منظمة الصحة العالمية، قد ارتفع العدد الإجمالي لحالات الإصابة بالكوليرا في جميع أرجاء اليمن إلى 900 ألف حالة توفي منها 2194 مصاباً، كما أن الحالات الـمُشتَبه بإصابتها بهذا المرض الفتَّاك المنقول بالمياه ما زالت تتفشى في البلاد لتصيب حسب التقديرات 5000 شخصٍ كل يوم.
وتُعزَى أسباب سرعة انتشار وباء الكوليرا في اليمن، وهو الوباء الأسوأ الذي يشهده العالم حالياً، إلى تدهور أوضاع النظافة العامة وتردي خدمات الصحة، وانقطاع إمدادات المياه في جميع أنحاء البلاد. فهناك ملايين الأشخاص لا يحصلون على المياه النظيفة، بل وتوقفت خدمات جمع النفايات في كبرى المدن اليمنية.
Twitter Post
|
ويكافح النظام الصحي المتهالك لمسايرة الوضع، بعد إغلاق أكثر من نصف جميع المرافق الصحية بسبب ما لحقها من ضرر أو دمار أو نظراً لقلة الموارد المالية. وتعاني البلاد من نقصٍ مستمر وواسع النطاق في الأدوية والمستلزمات، ولم يحصل طيلة عام تقريباً 30 ألف عامل صحي في تخصصات دقيقة على رواتبهم.
Twitter Post
|
ويشتغل العاملون الصحيون في اليمن في ظروف مستحيلة. فهناك آلاف المرضى ولكن لا توجد مستشفيات كافية، أو أدوية كافية، أو مياه نظيفة كافية. وتقول المنظمة، إنها تعمل وباقي الشركاء على مدار الساعة لإنشاء عيادات لعلاج الكوليرا، وإعادة تأهيل المرافق الصحية، وإيصال الإمدادات الطبية، ودعم جهود الاستجابة الصحية على الصعيد الوطني.
ويتعافى أكثر من 99 في المائة من المرضى الـمُشتَبه بإصابتهم بالكوليرا، ممن يستطيعون الحصول على الخدمات الصحية، ويظلون على قيد الحياة. لكن هناك 15 مليون شخص تقريباً لا يستطيعون الحصول على الرعاية الصحية الأساسية.
والكوليرا عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوث ببكتيريا. وهو مرض يحدث بسبب الفقر ويرتبط ارتباطًا وثيقًا بخدمات الصرف الصحي السيئة ونقص مياه الشرب النظيفة. وله فترة حضانة قصيرة تتراوح من بضع ساعات إلى خمسة أيام، ويتم التعرُّف عليها في معظم الحالات بحدوث إسهال مائي غزير حاد يمتد من يوم واحد إلى بضعة أيام. وفي أخطر حالاته، يمكن أن يكون مرض الكوليرا قاتلاً سريعًا. وتحدث الإصابة بهذا المرض في كل من الأشكال المتوطنة والوبائية.
(العربي الجديد)