الصحافيون العراقيون يتسترون خلف الأسماء المستعارة

12 يوليو 2014
داعش تحتل والعراقيون ينزحون.. والصحافيون يتعرّضون للخطر (Getty)
+ الخط -
يلجأ الصحافيون العراقيون إلى استخدام الأسماء المستعارة بدلاً من أسمائهم الصريحة، في تقاريرهم الإخبارية، في الصحف والمواقع الإخبارية، التي يعملون فيها مراسلين ميدانيين في المدن العراقية، وخصوصاً الملتهبة بالأحداث.
ويدّعي الصحافيون أن الاستتار خلف الأسماء المستعارة يجنبهم الملاحقة الأمنية أو المساءلة، في أقل تقدير، جرّاء نقلهم الحقيقة، التي تخالف توجه الحكومة العراقية والجهات المسلحة المختلفة، وفق تصورهم.

وانتشرت، منذ شهر تقريباً، ظاهرة الاسماء المستعارة بين الصحافيين العراقيين بعد استعانة وسائل إعلامية عربية وأجنبية بمراسلين يغطون أحداث المدن، التي يسيطر عليها المسلحون والأحداث الأمنية الأخيرة، خصوصاً بعد وقوع عدد من المدن تحت سيطرة المسلحين.

يقول الصحافي، محمد الدليمي، من محافظة الأنبار، إن إحدى الصحف العالمية المشهورة اتفقت معه على أن يعمل لديها بصفة مراسل، منذ قرابة الشهر، ليزوّدها بأخبار تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام، "داعش"، في الأنبار، و"نظراً لخطورة هذا العمل كان علي أن أستعين باسم مستعار"، لافتاً إلى أن على الصحافي، الذي يعمل في مناطق خطرة وغير مستقرة أمنياً، أن يكون حذراً، "فالصحافيون يبقون مراقـَبين من قبل الجهات الأمنية، التي تعلم أن وسائل الإعلام تستعين بهم في مناطق تواجدهم".

بدوره يرى الصحافي، ابراهيم الجبوري، الذي باشر عمله مراسلا مع إحدى الوكالات الإخبارية العالمية منذ ثلاثة أسابيع في الموصل، ضرورة الاستعانة باسم لا يمتُّ إلى المراسل بصفة، "لكي يبعد عنه الشبهات".

الجبوري، الذي عرف عنه عمله مع وسائل الإعلام غير المحلية، يقول إن الموصل تختلف عن المدن العراقية الأخرى بسبب وجود عدد من الفصائل المسلحة:"عليّ أن أكون حذراً، خصوصاً أن المسلحين يملكون معلومات عن الصحافيين في المدينة، ويعرفون جيداً الصحافيين الذين يعملون، أو سبق أن عملوا، في وسائل اعلامية غير عراقية، وليس كل ما نكتبه من أخبار تروق للجهات المسلحة".

أما الصحافي، علي القيسي، الذي يعمل مراسلاً في موقع إخباري عربي، ويغطي أحداث مدينته ديالى، فقد اكد أن مدينته تخضع لسيطرة جهات مختلفة، وأنه يعيش ظروفاً صعبة بسبب ارتباطه الوظيفي. يقول لـ"العربي الجديد": "كوني أعمل صحافياً في مكتب إعلام إحدى الدوائر الحكومية، يعتبرني المسلحون صحافيا حكومياً لكنني أنقل ما يجري بمصداقية".

وتجري الأحداث الأمنية، والخروقات والانتهاكات بحق السكان، من قبل الجيش العراقي والميليشيات بالإضافة إلى المسلحين بمختلف فصائلهم، لذا يعيش القيسي في خطر كبير كونه يغطي تجاوزات كل هذه الجهات في تقاريره، "وإذا ما كشفت إحدى هذه الجهات أمري، فمن المؤكد أنه ستتم تصفيتي جسدياً".
المساهمون