الصحافة تعزز حضور اليمين الإسرائيلي بالروسية

16 مايو 2016
يركز حزب "الليكود" على اليهود الروس (Getty)
+ الخط -
تعد وسائل الإعلام الناطقة باللغة الروسية، أحد أهم مصادر التأثير على التوجهات السياسية والثقافية لمئات الآلاف من اليهود الذين هاجروا إلى "إسرائيل" من روسيا، والدول التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي أواخر ثمانينيات ومطلع تسعينيات القرن الماضي. ونظراً لأن الأغلبية الساحقة من هؤلاء المهاجرين ما زالوا يتحدثون الروسية، فقد برز بشكل خاص دور قنوات التلفزة ومحطات الإذاعة والصحف ومواقع الإنترنت الصادرة باللغة الروسية في تصميم المواقف السياسية وأنماط التصويت في الانتخابات التشريعية والمحلية للاحتلال.

ويصدر في "إسرائيل" باللغة الروسية عدد من الصحف ذات الانتشار القُطْرِيّ والصحف المناطقية والأسبوعيات والمجلات، إلى جانب قنوات تلفزة فضائية وعدد من الإذاعات ومواقع الإنترنت. ويقول الصحافي الإسرائيلي، أرئيل شنبال، إن صحيفة "فيستي"، المتفرعة عن مجموعة "يديعوت أحرنوت" هي أكثر الصحف الناطقة بالروسية انتشاراً في "إسرائيل"، تليها صحيفة "نوفيستي ندلي"، في حين أن "القناة 9" هي الأكثر شعبية في أوساط الناطقين بالروسية، إلى جانب إذاعة "فوريا"، الأكثر استماعاً.

وفي تقرير نشره موقع صحيفة "ميكور ريشون"، ضمن سلسلة من التقارير والتحقيقات أعدت عن الروس في إسرائيل بمناسبة ذكرى النكبة، التي يُطلق عليها الاحتلال "يوم الاستقلال"، نوه شنبال إلى أنّ هناك عدداً كبيراً من الصحف المناطقية التي تتخصص في تلبية الحاجيات الإعلامية لليهود الروس، حيث تعنى بمناقشة "مشاكلهم" المتعلقة بالسكن والاستيعاب والعمل وغيرها، علاوةً على أن المؤسسات الرسمية والخاصة تنشر إعلانات تتعلق بالناطقين باللغة الروسية. ويلفت شنبال إلى أن بعض قنوات التلفزة الفضائية الموجهة لليهود الروس في "إسرائيل"، تبث من روسيا وبعض الجمهوريات، التي كانت تشكل الاتحاد السوفياتي. ويشير إلى أن أحزاب الاحتلال الإسرائيلي وظفت وسائل الإعلام بالروسية في الترويج لبرامجها الانتخابية.



وتحرص هذه الأحزاب على تخصيص فقرات باللغة الروسية في دعايتها الانتخابية، تبث في وسائل الإعلام باللغة الروسية ووسائل الإعلام باللغة العبرية. وتستعين هذه الأحزاب وتلك الحركات بممثلين عنها يتقنون اللغة الروسية من أجل شرح مواقف الأحزاب والحركات في الفقرات المخصصة للمتحدثين بالروسية. ولم يتردد بعض قادة الأحزاب، الذين لا يتقنون اللغة الروسية، في حفظ نصوص قصيرة بالروسية للتدليل على اهتمامهم بهذه الفئة.

ويقر القائمون على وسائل الإعلام الروسية في إسرائيل، بأنه حدث تراجع في استهلاك وسائل الإعلام التقليدية باللغة الروسية بسبب ثورة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي.
وفي المقابل، فإن وسائل الإعلام بالروسية لعبت وتلعب دوراً حاسماً في تعزيز نفوذ اليمين الإسرائيلي، حيث أن معظم الصحف وقنوات التلفزة ذات توجهات يمينية، وبعضها تتخذ خطاً يمينياً متطرفاً.

ويقول عضو الكنيست السابق عن حزب العمل، رومان بروفمان، وهو أحد الذين هاجروا من الاتحاد السوفياتي أواخر ثمانينيات القرن الماضي، وترأس تحرير صحيفة "فيريان"، التي كانت تصدر عن مجموعة "معاريف"، وأغلقت بعد ذلك، إن الصحف الصادرة باللغة الروسية في إسرائيل تتبنى موقفاً يمينياً بشكل عام. ويشير بروفمان، في مقابلة أجرتها معه صحيفة "ميكور ريشون"، إلى أن جميع طاقم محرري صحيفة "فيستي" هم من الأوساط ذات التوجهات اليمينية المتطرفة.

وحسب بروفمان، فإن ما يزيد من تأثير الصحافة باللغة الروسية، على التوجهات السياسية والحزبية للمهاجرين الروس، حقيقة أن اليهود الروس في إسرائيل يعيشون في معازل إثنية ولا يرتبطون ببقية مركبات المجتمع، علاوة على أن نسبة كبيرة منهم لا تتحدث إلا اللغة الروسية، مما يزيد من تأثير هذا الإعلام على التوجهات العامة لهذا الجمهور. ويذكر أن أكثر من 70 بالمائة من الروس صوّتوا في الانتخابات الأخيرة لصالح الأحزاب اليمينية.

ويشار إلى أن حزب "يسرائيل بيتنا" اليميني المتطرف، الذي يقوده وزير الخارجية السابق، أفيغدور ليبرمان، يعد حزباً قطاعياً يمثل بشكل خاص اليهود الروس، علاوة على أن الأحزاب الأخرى، لا سيما حزب "الليكود"، حرصت على تصدير عدد من المهاجرين الروس على رأس قوائمها الحزبية من أجل الترويج لهذه الأحزاب في أوساط المهاجرين الروس. فعلى سبيل المثال، يعد رئيس الكنيست الليكودي، يولي إدلشتاين، من قادة اليهود الروس، حيث حلّ في المكانة الثالثة على قائمة "الليكود" البرلمانية.



دلالات
المساهمون