لم تنتظر وسائل الإعلام الفرنسية حصيلة السبت حتى تغيّر من بعض مواقفها، فقد كانت متفقة مسبقاً على أن حجم تظاهرات "السترات الصفراء" سيكون أقل بكثير مما سبق.
لكنّ صحيفة "لوباريزيان" تحدثت الأحد، عن "ضربة برد أصابت السترات الصفراء"، وهو ما يعني في نظرها تراجعاً ولكنه لا يضع حدّاً للأزمة. ورأت الصحيفة أن السلطات أحسّت بنوع من الارتياح، بأمل الخروج من أزمة مكلفة من مختلف الجوانب، إن على مستوى الميزانية أو صورة فرنسا ورئيسها.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة، بعد السبت الماضي وضعف التعبئة بوجود 66 ألف متظاهر، لم تصدر صيحات الانتصار، وإنما بعض الارتياح. وتحدثت عن بعض مقربي ماكرون، وهم يؤكدون أن الاحتجاج قد انتهى، ويسخرون من قياديي السترات الصفراء المعلنين، كـ يريسيليا لودوسكي، صاحبة حملة التوقيعات التي تجاوزت مليون توقيع ضد ارتفاع أسعار وضرائب المحروقات، وزميلها فلي ريدر.
وشدّدت الصحيفة على أنه "إذا كانت القوة الشرائية لا تزال المحك للاحتجاج، إلا أن المطلب الرئيس للسترات الصفراء يتمثل حالياً في ثلاثة حروف: RIC، أي "إرساء استفتاء المبادرة المواطنية" يقرره الشعب وليس فقط الرئيس والبرلمان، الذي يحظى بدعم من ميلانشون ومارين لوبان".
واستعانت الصحيفة بتحليل عالم الاجتماع جان فرانسوا أماديو، الذي يؤكّد "قدرة الحركة على التجذر من أجل مواصلة الحياة".
اقــرأ أيضاً
واكتشفت صحيفة "ويست فرانس" خفوتاً كبيراً للمطالب الفورية والقوة الشرائية، لكنها كانت متفاجئة بإعلان جديد يتصاعد لدى السترات الصفراء، منذ إعلان الحكومة تراجعها عن زيادة أسعار المحروقات، وهو RIC الذي "أصبح هو الحل من أجل الخروج من الأزمة السياسية، بالنسبة لمن ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي ويؤكدون قربهم من الحراك". وأشارت الصحيفة إلى أن المطلب ليس جيداً فقد طالبت به حركة "باريس، واقفة".
وإذا كانت الصحيفة لاحظت تراجع الزخم، إلا أنها لا تعرف إن كان الاحتجاج سيتوقف أم لا. وتساءلت: "الجولة الخامسة، إشارة النهاية؟ والسلطة التنفيذية تأمل أن يؤشر انخفاض التعبئة على مخرج من أزمة زعزعت الماكرونية، التي تعتمد على الاستشارات من أجل أن تُهدئ، على المدى البعيد، الغضب".
ولاحظت الصحيفة أن المطالب المتعددة والمتناقضة، أحياناً، لحركة غير منظمة، تجعل من الصعب جداً التنبؤ بمستقبلها واحتمال تحوّلها إلى حركات سياسية، ولم ترَ الصحيفة أن الرئيس سيتراجع عن وعوده، "لأن الناس أصبحوا وَاعِينَ بالسلطة التي يمتلكونها".
صحيفة "لوفيغارو" المقربة من حزب "الجمهوريين" اليميني، لم يختلف موقفها كثيراً عن مواقف الحزب، فقد سارعت بعد الإعلانات الرئاسية إلى التقاط محتوياتها الإيجابية، في نظرها، خصوصاً تأكيد الرئيس إيمانويل ماكرون عدم إعادة فرض الضريبة على الدخل، على الرغم من أنها من مطالب السترات الصفراء. ويبدو أنّ "لوفيغارو" تريد إضعاف ماكرون وليس القضاء عليه واستقالته، لهذا نشرت مقالة لفرنسوا دورسيفال، بعنوان لافت: "ضريبة التضامن على الدخل (ISF)، هل هي عودة طوطم اليسار؟".
وانتهزت الصحيفة اليمينية اعتداء ستراسبورغ الإرهابي، فأصبحت وكأنها لسانُ حال زعماء اليمين الذين بادروا إلى مطالبة "السترات الصفراء" بوقف احتجاجهم، لأن ما حدث في ستراسبورغ "يفرض وقف كل شيء في البلد، والتضامن مع قوى الأمن لمواجهة الإرهاب، وأيضاً الهجرة".
ولا ترى الصحيفة اليمينية بعين الرضا استفادة اليمين المتطرف من الاحتجاج، وغياب أي استفادة لحزب الجمهوريين منه، على الرغم من مسارعة زعيمه لوران فوكييز لدعمه، من البداية.
اقــرأ أيضاً
والحقيقة أن الإعلام الفرنسي في أغلبيته، حتى الذي كان يناصب ماكرون العداء، بسبب توجس هذا الأخير من الإعلام، أو بسبب سياساته الليبرالية و"الملكية"، أحياناً أخرى، لم يَنْقُد "السترات الصفراء" لأسباب كثيرة، منها توجس هذه الحركة من الإعلام، التي وصلت أحياناً إلى درجة الاعتداء اللفظي والجسدي على الصحافيين. وليس غريباً من هذا الحذر حضور شعارات متطرفة أحياناً، لا تخلو من نزعات اليمين المتطرف والعنصرية أحياناً أخرى، خصوصاً بعض المواقف من المهاجرين. ولا تستطيع أي صحيفة فرنسية دعم مطالب تنادي باستقالة رئيس الجمهورية وحل البرلمان، وتعيين رئيس الأركان السابق رئيساً للحكومة.
وهذا الموقف الحذر بين السترات الصفراء والصحافة، هو ما يوضحه مؤرخ الأفكار والديانات جان فرانسوا كولوسيمو، في صحيفة "لوفيغارو"، حين يقول: "السترات الصفراء تتوجه إلى الأرستقراطية الدولتية والإكليروس الميديوي". ويحذّر كولوسيمو من "الرهان على خفوت الاحتجاج وانقلاب الرأي العام. فالفكرة الأوروبية، من الآن فصاعداً، هي الخاسر الأكبر من المماطلات العنيدة لماكرون".
أما صحيفة "لوموند"، التي تقاسمت مع صحف أخرى تشكيكها بتنظيم الجولة الخامسة التي توعدت بها صفحات إلكترونية تابعة للسترات الصفراء، فقد تحدثت عن جولة خامسة، جرت في ظروف مناخية ممطرة ونقص في التعبئة. ولكنها تعبئة خافتة ساهمت فيها الظروف الأمنية المشددة، ولجوء السلطات إلى مختلف الوسائل لمنع وصول كثيرين إلى الشانزليزيه. ونقلت "لوموند" عن متظاهر قوله: "في البداية، كان من الصعب جداً الوصول للشانزليزيه بسبب الغربلة، ثم تعرضنا لكل ضغوط أقاربنا بعدم المشاركة، ولكننا في النهاية، إما أن نمتلك قناعات أو لا نمتلكها. هل تعقدون أننا كنا سنصل إلى ثورة 1789، لو أن المتظاهرين كانوا موتى من الجزع عند أول طلقة للحرس الملكي؟".
ونقلت "لوموند" أنّ متظاهري السترات الصفراء كانوا ضحية للابتزاز بالخوف من الحكومة، وأيضاً للتفتيش وعمليات الإيقاف الاحترازي.
ومن جهتها عنونت صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، المقربة من الإيليزيه، صفحتها الأولى بحذر: "لماذا لم يَتِمَّ حلّ كل القضايا". وفيه أنه رغم أن تعبئة السترات الصفراء انخفضت بشكل واضح، إلا أن الرئيس يظل في وضع صعب. والسبب لأنّ تطبيق الإصلاحات التي وعد بها ليس سهلاً، وتمويلها يظل غير مؤكد، فيما شعبيته في الحضيض، إذ لا يعبّر عن الرضا بسياساته سوى 23 في المئة من الفرنسيين، في حين أن رئيس حكومته المكلف بتنفيذ الإصلاحات، لا يُرضي سوى 31 في المئة من الذين شملهم استطلاع الرأي.
ورأت الصحيفة أنه "إذا كانت حركة السترات الصفراء في خفوت، فإن العدوى تسري دائماً في قطاعات أخرى، كالقطاع التلاميذي والفلاحين والمزارعين، من دون إهمال عمدات البلديات (10 آلاف عمدة)، الذين عبروا عن رفضهم أن يكونوا "المنسيّين الأبديين" في كل الظروف والإصلاحات".
فرنسا في ظروف بالغة الصعوبة، فلم يتمّ إيجاد حلّ لكل القضايا، كما عنونت الصحيفة، ولكن الرئيس يحتاج للهدوء لتطبيق ما وعد وللبدء في تنفيذ الإصلاحات الموعودة، أي الاستشارة الوطنية الكبرى، وقد بدأ ماكرون بتوبيخ حليفه فرانسوا بايرو، زعيم الموديم الذي يراهن مثل كثيرين على تغييرات حكومية، طالباً إياهه بوقف إزعاجه لرئيس الحكومة.
أما الصحيفة فقد دعّمت الرئيس بطريقتها، حين تحدثت عن "السترات الصفراء المزوّرة في مدينة بيو-أون- فيلاي"، التي اخترق متظاهرون مقر ولاية الأمن فيها، وكتبت: "فوكييز، رئيس حزب الجمهوريين، وقف أمام الكاميرات مع منتَخَبين مقنَّعين في سترات صفراء، ثم لَمَعَ بغيابه حين احترق مقر ولاية الأمن".
لم تعد للسترات الصفراء بعدما انفضّ من حولها الكثير من الناشطين ومن الأحزاب المناصرة، بسبب تراجع الحكومة عن الزيادة في أسعار المحروقات أو بسبب إعلانات ماكرون، أو بسبب هجوم ستراسبورغ الإرهابي، سوى دعم مشبوه من اليمين المتطرف، عبر ممثليْه الرئيسيَين مارين لوبان ودوبون إينيان، ومن "فرنسا غير الخاضعة".
لكنّ "السترات الصفراء" لم تنتهِ بعد، فرغم خيبتها من حصيلة السبت، دعت في وسائل الاتصال الاجتماعية إلى جولة سادسة، في كل فرنسا، ومن ضمنها باريس، يوم 22 ديسمبر/كانون الأول، تحت شعار: "الجولة السادسة، يجب التضحية بعيد الميلاد (نويل)"، والبعض يريدها يوم الجمعة 21 من الشهر ذاته. وقد تجاوز عدد المتابعين والمهتمين 100 ألف شخص.
وأكدت الصحيفة أن الحكومة، بعد السبت الماضي وضعف التعبئة بوجود 66 ألف متظاهر، لم تصدر صيحات الانتصار، وإنما بعض الارتياح. وتحدثت عن بعض مقربي ماكرون، وهم يؤكدون أن الاحتجاج قد انتهى، ويسخرون من قياديي السترات الصفراء المعلنين، كـ يريسيليا لودوسكي، صاحبة حملة التوقيعات التي تجاوزت مليون توقيع ضد ارتفاع أسعار وضرائب المحروقات، وزميلها فلي ريدر.
وشدّدت الصحيفة على أنه "إذا كانت القوة الشرائية لا تزال المحك للاحتجاج، إلا أن المطلب الرئيس للسترات الصفراء يتمثل حالياً في ثلاثة حروف: RIC، أي "إرساء استفتاء المبادرة المواطنية" يقرره الشعب وليس فقط الرئيس والبرلمان، الذي يحظى بدعم من ميلانشون ومارين لوبان".
واستعانت الصحيفة بتحليل عالم الاجتماع جان فرانسوا أماديو، الذي يؤكّد "قدرة الحركة على التجذر من أجل مواصلة الحياة".
واكتشفت صحيفة "ويست فرانس" خفوتاً كبيراً للمطالب الفورية والقوة الشرائية، لكنها كانت متفاجئة بإعلان جديد يتصاعد لدى السترات الصفراء، منذ إعلان الحكومة تراجعها عن زيادة أسعار المحروقات، وهو RIC الذي "أصبح هو الحل من أجل الخروج من الأزمة السياسية، بالنسبة لمن ينشط في وسائل التواصل الاجتماعي ويؤكدون قربهم من الحراك". وأشارت الصحيفة إلى أن المطلب ليس جيداً فقد طالبت به حركة "باريس، واقفة".
وإذا كانت الصحيفة لاحظت تراجع الزخم، إلا أنها لا تعرف إن كان الاحتجاج سيتوقف أم لا. وتساءلت: "الجولة الخامسة، إشارة النهاية؟ والسلطة التنفيذية تأمل أن يؤشر انخفاض التعبئة على مخرج من أزمة زعزعت الماكرونية، التي تعتمد على الاستشارات من أجل أن تُهدئ، على المدى البعيد، الغضب".
ولاحظت الصحيفة أن المطالب المتعددة والمتناقضة، أحياناً، لحركة غير منظمة، تجعل من الصعب جداً التنبؤ بمستقبلها واحتمال تحوّلها إلى حركات سياسية، ولم ترَ الصحيفة أن الرئيس سيتراجع عن وعوده، "لأن الناس أصبحوا وَاعِينَ بالسلطة التي يمتلكونها".
صحيفة "لوفيغارو" المقربة من حزب "الجمهوريين" اليميني، لم يختلف موقفها كثيراً عن مواقف الحزب، فقد سارعت بعد الإعلانات الرئاسية إلى التقاط محتوياتها الإيجابية، في نظرها، خصوصاً تأكيد الرئيس إيمانويل ماكرون عدم إعادة فرض الضريبة على الدخل، على الرغم من أنها من مطالب السترات الصفراء. ويبدو أنّ "لوفيغارو" تريد إضعاف ماكرون وليس القضاء عليه واستقالته، لهذا نشرت مقالة لفرنسوا دورسيفال، بعنوان لافت: "ضريبة التضامن على الدخل (ISF)، هل هي عودة طوطم اليسار؟".
وانتهزت الصحيفة اليمينية اعتداء ستراسبورغ الإرهابي، فأصبحت وكأنها لسانُ حال زعماء اليمين الذين بادروا إلى مطالبة "السترات الصفراء" بوقف احتجاجهم، لأن ما حدث في ستراسبورغ "يفرض وقف كل شيء في البلد، والتضامن مع قوى الأمن لمواجهة الإرهاب، وأيضاً الهجرة".
ولا ترى الصحيفة اليمينية بعين الرضا استفادة اليمين المتطرف من الاحتجاج، وغياب أي استفادة لحزب الجمهوريين منه، على الرغم من مسارعة زعيمه لوران فوكييز لدعمه، من البداية.
والحقيقة أن الإعلام الفرنسي في أغلبيته، حتى الذي كان يناصب ماكرون العداء، بسبب توجس هذا الأخير من الإعلام، أو بسبب سياساته الليبرالية و"الملكية"، أحياناً أخرى، لم يَنْقُد "السترات الصفراء" لأسباب كثيرة، منها توجس هذه الحركة من الإعلام، التي وصلت أحياناً إلى درجة الاعتداء اللفظي والجسدي على الصحافيين. وليس غريباً من هذا الحذر حضور شعارات متطرفة أحياناً، لا تخلو من نزعات اليمين المتطرف والعنصرية أحياناً أخرى، خصوصاً بعض المواقف من المهاجرين. ولا تستطيع أي صحيفة فرنسية دعم مطالب تنادي باستقالة رئيس الجمهورية وحل البرلمان، وتعيين رئيس الأركان السابق رئيساً للحكومة.
وهذا الموقف الحذر بين السترات الصفراء والصحافة، هو ما يوضحه مؤرخ الأفكار والديانات جان فرانسوا كولوسيمو، في صحيفة "لوفيغارو"، حين يقول: "السترات الصفراء تتوجه إلى الأرستقراطية الدولتية والإكليروس الميديوي". ويحذّر كولوسيمو من "الرهان على خفوت الاحتجاج وانقلاب الرأي العام. فالفكرة الأوروبية، من الآن فصاعداً، هي الخاسر الأكبر من المماطلات العنيدة لماكرون".
أما صحيفة "لوموند"، التي تقاسمت مع صحف أخرى تشكيكها بتنظيم الجولة الخامسة التي توعدت بها صفحات إلكترونية تابعة للسترات الصفراء، فقد تحدثت عن جولة خامسة، جرت في ظروف مناخية ممطرة ونقص في التعبئة. ولكنها تعبئة خافتة ساهمت فيها الظروف الأمنية المشددة، ولجوء السلطات إلى مختلف الوسائل لمنع وصول كثيرين إلى الشانزليزيه. ونقلت "لوموند" عن متظاهر قوله: "في البداية، كان من الصعب جداً الوصول للشانزليزيه بسبب الغربلة، ثم تعرضنا لكل ضغوط أقاربنا بعدم المشاركة، ولكننا في النهاية، إما أن نمتلك قناعات أو لا نمتلكها. هل تعقدون أننا كنا سنصل إلى ثورة 1789، لو أن المتظاهرين كانوا موتى من الجزع عند أول طلقة للحرس الملكي؟".
ونقلت "لوموند" أنّ متظاهري السترات الصفراء كانوا ضحية للابتزاز بالخوف من الحكومة، وأيضاً للتفتيش وعمليات الإيقاف الاحترازي.
ومن جهتها عنونت صحيفة "لوجورنال دي ديمانش"، المقربة من الإيليزيه، صفحتها الأولى بحذر: "لماذا لم يَتِمَّ حلّ كل القضايا". وفيه أنه رغم أن تعبئة السترات الصفراء انخفضت بشكل واضح، إلا أن الرئيس يظل في وضع صعب. والسبب لأنّ تطبيق الإصلاحات التي وعد بها ليس سهلاً، وتمويلها يظل غير مؤكد، فيما شعبيته في الحضيض، إذ لا يعبّر عن الرضا بسياساته سوى 23 في المئة من الفرنسيين، في حين أن رئيس حكومته المكلف بتنفيذ الإصلاحات، لا يُرضي سوى 31 في المئة من الذين شملهم استطلاع الرأي.
ورأت الصحيفة أنه "إذا كانت حركة السترات الصفراء في خفوت، فإن العدوى تسري دائماً في قطاعات أخرى، كالقطاع التلاميذي والفلاحين والمزارعين، من دون إهمال عمدات البلديات (10 آلاف عمدة)، الذين عبروا عن رفضهم أن يكونوا "المنسيّين الأبديين" في كل الظروف والإصلاحات".
فرنسا في ظروف بالغة الصعوبة، فلم يتمّ إيجاد حلّ لكل القضايا، كما عنونت الصحيفة، ولكن الرئيس يحتاج للهدوء لتطبيق ما وعد وللبدء في تنفيذ الإصلاحات الموعودة، أي الاستشارة الوطنية الكبرى، وقد بدأ ماكرون بتوبيخ حليفه فرانسوا بايرو، زعيم الموديم الذي يراهن مثل كثيرين على تغييرات حكومية، طالباً إياهه بوقف إزعاجه لرئيس الحكومة.
أما الصحيفة فقد دعّمت الرئيس بطريقتها، حين تحدثت عن "السترات الصفراء المزوّرة في مدينة بيو-أون- فيلاي"، التي اخترق متظاهرون مقر ولاية الأمن فيها، وكتبت: "فوكييز، رئيس حزب الجمهوريين، وقف أمام الكاميرات مع منتَخَبين مقنَّعين في سترات صفراء، ثم لَمَعَ بغيابه حين احترق مقر ولاية الأمن".
لم تعد للسترات الصفراء بعدما انفضّ من حولها الكثير من الناشطين ومن الأحزاب المناصرة، بسبب تراجع الحكومة عن الزيادة في أسعار المحروقات أو بسبب إعلانات ماكرون، أو بسبب هجوم ستراسبورغ الإرهابي، سوى دعم مشبوه من اليمين المتطرف، عبر ممثليْه الرئيسيَين مارين لوبان ودوبون إينيان، ومن "فرنسا غير الخاضعة".
لكنّ "السترات الصفراء" لم تنتهِ بعد، فرغم خيبتها من حصيلة السبت، دعت في وسائل الاتصال الاجتماعية إلى جولة سادسة، في كل فرنسا، ومن ضمنها باريس، يوم 22 ديسمبر/كانون الأول، تحت شعار: "الجولة السادسة، يجب التضحية بعيد الميلاد (نويل)"، والبعض يريدها يوم الجمعة 21 من الشهر ذاته. وقد تجاوز عدد المتابعين والمهتمين 100 ألف شخص.