الصحافة العالمية: التعاون الأميركي الإيراني يطيح بالمالكي

24 يونيو 2014
طهران تضغط في العراق لتكسب بمفاوضات النووي (فرانس برس/Getty)
+ الخط -

اقترحت صحيفة "ذي اندبندنت" البريطانية تعاوناً بين الولايات المتحدة وإيران لحل الازمة العراقية الراهنة، وإنقاذ العراق من الحرب الأهلية. وأوضحت الصحيفة أن المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، رفض التدخل الأميركي في العراق، غير أن المسؤولين الأميركيين يشككون في أنها مجرد مناورة سياسية، لأن طهران تريد الضغط على واشنطن، من خلال استغلال تعاونها في إحداث تغييرات سياسية في العراق، لانتزاع تنازلات في المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي.

وتشير الصحيفة إلى التقارير، التي تؤكد سيطرة المسلحين على اثنين من المعابر الحدودية الرئيسية، الوليد وتوريبيل الواقعين على الحدود السورية والأردنية، كما سيطروا على السدود العليا لنهر الفرات، مما يعطيهم القدرة على إغراق أو حرمان المعاقل الشيعية، في النصف الجنوبي من سهل ما بين النهرين، من الماء. وقد شهدت بغداد عمليات نزوح جماعي مع ارتفاع أسعار المواد الأساسية، إذ تعتمد العاصمة على امدادات الغذاء من تركيا والتي قطعها المسلحون.

وأدى صمت السلطات العراقية إلى انتشار الشائعات غير الصحيحة، بينما يخشى سكان المدن، التي وقعت في قبضة المسلحين، من لجوء السلطات العراقية إلى أسلوب الجيش السوري، في القصف العشوائي، باستخدام البراميل المتفجرة ضد التجمعات السكانية السنية.

وترى "ذي اندبندنت" أن "العراق لا يحارب فقط المسلحين، بل يشهد حرباً أهلية داخلية بين السنة والشيعة والأكراد". وتلفت إلى أن "المسلحين العراقيين يرون أنهم دمية في يد القوى الخارجية، ولا سيما الولايات المتحدة وإيران، فواشنطن وطهران يملكان سجلاً معقداً من المواجهات والتعاون معاً بشكل سري وعلني، في شأن العراق، فكلتاهما أرادتا التخلص من الرئيس السابق صدام حسين، وكلتاهما أيدتا الحكومة الكردية - الشيعية، التي حلت مكانه، وعارضتا التمرّد السني بين عامي 2004 و2008. وتضيف أن "الولايات المتحدة تنافس إيران في الهيمنة على مقاليد الأمور في العراق، مما أدى إلى الوضع المزري الحالي، وأن رئيس الوزراء العراقي، نوري المالكي، هو نتاج هذه العلاقة الغريبة".

وتفيد الصحيفة أن "المالكي، تأهب للعب بورقة الطائفية كرئيس وزراء شيعي يواجه ثورة مضادة سنية، وخصوصاً أن التمييز والاضطهاد جعل السنة ينفرون منه علناً منذ عام 2011، وهو أمر ليس بالسهل، فالمعروف أن إهمال أي فصيل في العراق سوف يكون له عواقب وخيمة. وسينتظر هذا الفصيل اللحظة المناسبة ليرد الصاع صاعين، وهو ما حدث عندما انتقل ميزان القوى لصالح السنة، عندما اشتعلت الثورة في سورية عام 2011، ثم أبدت السعودية والكويت وقطر وتركيا استعدادها لتقديم المساعدات المالية والعسكرية للثوار السوريين، مما أدى إلى تجدد المعارضة في العراق، وأُصيبت واشنطن وطهران بالذهول من جراء هذا التطور الجديد، ولكنهما لم تجدا صعوبة في التعاون من أجل إيقاف ذلك".

تربط "ذي اندبندنت" بين خلافات الولايات المتحدة وإيران في العراق، وسورية، والبرنامج النووي الإيراني، كون تلك الملفات متداخلة مع بعضها بعضاً، ولكن التعاون مع إيران يبقى أمراً شديد الحساسية سياسياً في الولايات المتحدة. فحين صرّح رئيس الأركان الإيراني، محمد نهونديان، الأسبوع الماضي، أن المحادثات النووية والأزمة العراقية مرتبطتان ببعضهما بعضاً، رفضت وزارة الخارجية الأميركية وجود أي ربط بينهما.

وتتوقع الصحيفة أنه "ربما على المدى الطويل، يمكن أن تتفق الولايات المتحدة وإيران حول كيفية ادارة الأمور في العراق، فالمشكلة تكمن في الحاجة إلى درجة عالية من التعاون الفوري، لأن المسلحين باتوا على أبواب بغداد، والتعاون مطلوب للإطاحة بالمالكي، وتنصيب حكومة عراقية جديدة فعّالة، مع أن خامنئي، يرى أنه سيتم استبدال رئيس الوزراء الموالي لإيران، بآخر موالٍ للولايات المتحدة وهو ما ترفضه طهران". وتؤكد الصحيفة، أن "على المالكي الرحيل، ليُفسح المجال أمام رئيس وزراء آخر، تتوافق عليه الولايات المتحدة وإيران".

أما صحيفة "ذي تلغراف" البريطانية، فتناولت الأزمة العراقية من منظور مختلف، فنسبت لرئيس الاستخبارات الكردية، لاهور طالباني، تحذيره بغداد وواشنطن ولندن من أن "جهاديين" سيشنون هجوماً على الموصل، لكنهم تجاهلوا الأمر.

وتزامنت هذه التصريحات بعد اتضاح أن "ما يصل إلى 500 مقاتل بريطاني المولد، سافروا إلى منطقة الشرق الأوسط في الأشهر الأخيرة للقتال مع المسلحين".

وتشير الصحيفة إلى أن "الأكراد يحاولون إجبار الغرب على التدخل مرة أخرى لحمايتهم من خطر المسلحين، الذين يجتاحون المنطقة، فالحكومة الكردية الإقليمية وذات السيادة الجزئية، هي نتاج للتدخل الأميركي والبريطاني لتوفير غطاء لحربهم ضد نظام صدام حسين، في مطلع التسعينيات بعد حرب الخليج الأولى".

من جهتها، اهتمت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية بمناقشة تأثير الفراغ، الذي تركه الأميركيون بعد انسحابهم من العراق. وأوضحت أن "الحرب على العراق كانت خطأ، ولكن الخطأ الأفظع كان الانسحاب السريع منه". وأضافت أن "الإهمال الجسيم تمثل في تجاهل التحذيرات بخصوص المسلحين منذ زمن بعيد، وليس فقط منذ أسبوعين كما يزعم البعض".

وتشير الصحيفة الألمانية إلى أن "خطر المسلحين على المانيا يزداد، اذ حذر وزير الداخلية الالماني، توماس دي ميزير، من احتمال حدوث هجمات إرهابية في بلاده، وهو ما أكده عالم الدراسات الإسلامية، غيدو شتاينبرغ، من خلال مناقشته مؤشرات الإرهاب المتزايدة، بما في ذلك الهياكل الإسلامية الجديدة في ألمانيا وعدد كبير من المقاتلين الألمان في سورية والعراق". كما وجهت الصحيفة انتقادات لتركيا، التي يزعم البعض أنها "تساند المسلحين لكنها تريد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وتدعم حصول الأكراد على الاستقلال، مما يعطي الفرصة للمسلحين أن يتحركوا بحرية". 
المساهمون