الصحافة الخليجية تعيد فتح ملف اللاجئين

07 سبتمبر 2015
عودة الحديث عن اللاجئين (Getty)
+ الخط -
كانت صورة الطفل عيلان الكردي صادمة للرأي العام العالمي أكثر بكثير من أخبار موت مئات اللاجئين السوريين في "القبر الأبيض المتوسط"، كما سماه أحد السوريين الناجين من رحلة الموت.

انعكست هذه الصورة على مقالات الرأي في الصحف الخليجية، وبينما ركزت الصحف الإماراتية على مقتل العشرات من جنود القوات المسلحة الإماراتية في اليمن، كانت الصحف السعودية تناقش زيارة الملك سلمان إلى واشنطن. أما الصحف الكويتية فقد غلب عليها تناول قضية "خلايا حزب الله" بعد أن اتهمت النيابة الكويتية مواطنين كويتيين وآخر إيرانياً بالتآمر لارتكاب أعمال إجرامية في الكويت، والارتباط بإيران وحزب الله.

وقد علق عبدالعزيز الخضر على صورة عيلان، في صحيفة "مكة" السعودية، بمقالة بعنوان "ليس للمأساة السورية.. عدة روايات". يكتب الخضر: "هناك آلاف الصور والمشاهد التي تحكي المأساة منذ البداية، لكن هذه الصورة من الناحية الإعلامية حققت شروطاً جوهرية في رمزيتها، وكأنها مشهد من فيلم سينمائي، فوضعية الطفل منكفئاً على وجهه في ساحل البحر بحذائه وملابسه المألوفة لدينا، كانت قادرة على إثارة التأمل بأخلاقيات هذا العالم وإنسانيته" ويضيف "هذه الصورة ليست هي الأكثر بشاعة، لكنها الأقدر على تجاوز عوائق النشر وأخلاقيات المهنة الإعلامية... دون الحاجة لكتابة تحذيرات، لأصحاب القلوب الضعيفة، ويمكن وضعها في كل مكان وعلى أغلفة صحف عالمية".

يتم الخضر مقاله بالحديث عن جرائم النظام السوري منذ اندلاع الثورة، بل استعداده لإبادة السوريين من أجل "الثورة"، كما في شعارات تم تداولها في سنة 1980.

في صحيفة "الوسط" البحرينية كتب جميل المحاري مقالة بعنوان "مأساة اللاجئين السوريين والدول العربية"، متطرقاً إلى عمق مأساة اللاجئين السوريين. وقد قارن المحاري بين فاعلية الخطوات المتخذة أوروبياً لمعالجة أزمة اللاجئين، في مقابل تخاذل الدول العربية "وكأن الأمر لا يعنيها".

كتب المحاري: "في حين يصرح رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون "سنتحرك بما يمليه علينا عقلنا وقلبنا لتأمين ملاذ لمن هم بحاجة إليه مع العمل على حل الأزمة السورية على المدى الطويل"، فإن الأمين العام لجامعة الدول العربية، نبيل العربي، يرى أن "الجامعة العربية عاجزة عن معالجة قضية اللاجئين... وأن الحل أكبر من الجامعة".

ويضيف المحاري، أن تعليق حل أزمة اللاجئين بالحل السياسي يعني "أنه حتى يتم حل المشكلة السياسية في سورية فإن على السوريين إما مواجهة الموت في كل لحظة إن بقوا في وطنهم أو مواجهة المصير المجهول في حالة قرروا المخاطرة والبحث عن دول أخرى أكثر أماناً".

يكتب خليل علي حيدر في صحيفة "الاتحاد" الإماراتية عن مأساة سورية مقالاً بعنوان "العالم العربي... ومأساة سورية". حيث يستنكر حيدر ما سماها باللامبالاة العربية تجاه أزمة السوريين.

وقد استهل حيدر مقاله: "الكُتاب في الصحافة العربية حائرون في تفسير لا مبالاة العالم العربي بما يحدث في سورية، فكل أشكال الدمار باتت مألوفة وكل أنواع القتل باتت مقبولة وكل أنماط انتهاك حقوق الإنسان، المرأة والرجل والطفل والشيخ وحتى الحيوانات الأليفة بل وتدمير الآثار... صارت تمر بالقارئ والمستمع والمشاهد... كأبسط الأمور!".

ويستعرض حيدر حيرة الكُتاب العرب تجاه سورية، وتجاه لا مبالة العرب تجاهها، ليختم، إن سورية باتت أكثر من دولة وشعب تحت التمزق، بل "عذاب يحل في زمن تبلّدت فيه المشاعر وتكالبت الكوارث والأحزان".

وتعود الصحف الخليجية لتناول أزمة اللاجئين السوريين من ناحية إنسانية، بعد تواري هذا الجانب لفترة طويلة أخيراً، لصالح التحليل السياسي والعسكري. والنقاشات حول النظام السوري والمعارض بشقيها السياسي والعسكري، بالإضافة إلى تنظيمات داعش وجبهة النصرة ...الخ.

اقرأ أيضاً: والد عيلان أفشل خطط الإبراشي:لم ينصفني إلا أردوغان
المساهمون