في كلّ عائلة فلسطينية شهيد ربما سرقته رصاصات المحتل وغيبته عن عيون أحبائه، أو أسير يقبع خلف قضبان الاحتلال لا يراه أهله إلّا في صور وزيارات مشروطة بالوقت والمكان، تحت رقابة صهيونية مشددة.
داخل أزقة مخيم جنين إلى الغرب من مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، تعيش عائلة الشيخ الأسير جمال أبو الهيجا. هذه العائلة قدمت للوطن شهيداً، وأمضى معظم أفرادها فترات في سجون الاحتلال، بتهم مختلفة منها المقاومة. كذلك، فإنّ من بينهم من سجن بلا تهمة واضحة، واحتجز تحت بند الملف السري.
الشيخ القيادي جمال أبو الهيجا (57 عاماً) معتقل منذ السادس والعشرين من أغسطس/آب 2002. يومها، اعتقله الصهاينة مصاباً بعد مطاردة دامت فترة طويلة. حكم عليه بالسجن تسعة مؤبدات وعشرين عاماً، بتهمة قيادة الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وتنفيذ عمليات فدائية، والمشاركة في الدفاع عن مخيم جنين أثناء اجتياحه.
عائلة الشيخ أبو الهيجا لم تزره سوى مرة واحدة منذ اعتقاله، إذ تؤكّد زوجته أسماء أبو الهيجا لـ"العربي الجديد" أنّ المرة اليتيمة تلك كانت عقب استشهاد نجلهما حمزة في مارس/آذار عام 2014، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني داخل المخيم.
تقول أبو الهيجا: "تفاجأنا باتصال اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاملة في الضفة الغربية بعد استشهاد حمزة بثلاثة أشهر، فأبلغتنا بموعد زيارة للشيخ في سجون الاحتلال. كانت زيارة جميلة لأنّ الشيخ كان معزولاً طوال ثماني سنوات ونصف السنة، في الزنازين الانفرادية، ولم يسمح لنا بزيارته منذ اعتقاله".
تضيف: "في يوم الزيارة كان ولداي عاصم وعماد معتقلين في سجون الاحتلال، وعندما دخلنا القاعة وجدناهما مع والدهما ينتظراننا، وكانت الفرحة تغمرنا عندما التقينا وتحدثنا لأول مرة منذ سنوات كأنّنا داخل المنزل نجتمع من جديد على طاولة واحدة".
كانت هذه أول زيارة وآخر زيارة لأسماء أبو الهيجا. أطفال الشيخ كان يسمح لهم بزيارته قبل بلوغهم الثالثة عشرة. أما اليوم فالجميع ممنوع من الزيارة بعد تجاوز الأطفال هذه السن. تتحجج قوات الاحتلال بالمنع الأمني، وفق زوجة الشيخ جمال.
اقــرأ أيضاً
داخل أزقة مخيم جنين إلى الغرب من مدينة جنين، شمال الضفة الغربية المحتلة، تعيش عائلة الشيخ الأسير جمال أبو الهيجا. هذه العائلة قدمت للوطن شهيداً، وأمضى معظم أفرادها فترات في سجون الاحتلال، بتهم مختلفة منها المقاومة. كذلك، فإنّ من بينهم من سجن بلا تهمة واضحة، واحتجز تحت بند الملف السري.
الشيخ القيادي جمال أبو الهيجا (57 عاماً) معتقل منذ السادس والعشرين من أغسطس/آب 2002. يومها، اعتقله الصهاينة مصاباً بعد مطاردة دامت فترة طويلة. حكم عليه بالسجن تسعة مؤبدات وعشرين عاماً، بتهمة قيادة الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس، وتنفيذ عمليات فدائية، والمشاركة في الدفاع عن مخيم جنين أثناء اجتياحه.
عائلة الشيخ أبو الهيجا لم تزره سوى مرة واحدة منذ اعتقاله، إذ تؤكّد زوجته أسماء أبو الهيجا لـ"العربي الجديد" أنّ المرة اليتيمة تلك كانت عقب استشهاد نجلهما حمزة في مارس/آذار عام 2014، بعد اشتباك مسلح مع قوات الاحتلال الصهيوني داخل المخيم.
تقول أبو الهيجا: "تفاجأنا باتصال اللجنة الدولية للصليب الأحمر العاملة في الضفة الغربية بعد استشهاد حمزة بثلاثة أشهر، فأبلغتنا بموعد زيارة للشيخ في سجون الاحتلال. كانت زيارة جميلة لأنّ الشيخ كان معزولاً طوال ثماني سنوات ونصف السنة، في الزنازين الانفرادية، ولم يسمح لنا بزيارته منذ اعتقاله".
تضيف: "في يوم الزيارة كان ولداي عاصم وعماد معتقلين في سجون الاحتلال، وعندما دخلنا القاعة وجدناهما مع والدهما ينتظراننا، وكانت الفرحة تغمرنا عندما التقينا وتحدثنا لأول مرة منذ سنوات كأنّنا داخل المنزل نجتمع من جديد على طاولة واحدة".
كانت هذه أول زيارة وآخر زيارة لأسماء أبو الهيجا. أطفال الشيخ كان يسمح لهم بزيارته قبل بلوغهم الثالثة عشرة. أما اليوم فالجميع ممنوع من الزيارة بعد تجاوز الأطفال هذه السن. تتحجج قوات الاحتلال بالمنع الأمني، وفق زوجة الشيخ جمال.
تشير أبو الهيجا إلى أنّ زوجها يعاني من وضع صحي صعب، فيده اليسرى بُترت برصاصة خلال معركة اجتياح مخيم جنين، بالإضافة إلى إصابته برصاصة في الصدر، وما ترتب على ذلك من مشاكل صحية، عدا عن كبره في السن وضعف بصره، وإجراءات الاحتلال القاسية كالعزل طوال سنوات من دون رعاية طبية جيدة.
على الرغم من منع الزيارة عن العائلة، إلّا أنّها كانت تعرف الكثير من الأخبار عن الشيخ أبو الهيجا من خلال الأسرى المحررين الذين يتوجّهون إلى منزل عائلته لكي يطمئنوا أفرادها عنه، ويخبروهم بوضعه الصحي. كذلك، عرفت العائلة مثل هذه الأخبار من خلال الصليب الأحمر، ونادي الأسير الفلسطيني.
تنقّل الشيخ أبو الهيجا بين كثير من سجون الاحتلال ووحداتها الداخلية. وكانت السلطات الصهيونية تتعمّد نقله بين فترة وأخرى، في إجراء عقابي له. كذلك، كانت تمنعه من اللقاء بأبنائه المعتقلين داخل السجون. مع ذلك، فقد التقوا فترة قصيرة، كما تقول أسماء أبو الهيجا، فعماد وعاصم أفرج عنهما في المرة الأخيرة بعدما كانا في نفس السجن الذي يعتقل فيه والدهما.
على الرغم من كلّ شيء لا تكلّ أسماء أبو الهيجا ولا تملّ من الاتصال في كلّ شهر باللجنة الدولية للصليب الأحمر. تسأل إن كان هناك زيارة جديدة لهذا الشهر، وتدعو اللجنة بشكل مستمر إلى تقديم طلب الزيارة مجدداً إلى سلطات السجون الصهيونية للسماح لها وللعائلة بزيارة الشيخ في سجنه والاطمئنان عليه. لكنّ إجابة الصهاينة سلبية دائماً، وتبقي زيارة عام 2014 يتيمة.
العائلة في المعتقل
معظم أفراد عائلة الشيخ جمال أبو الهيجا سجنوا. فبالإضافة إليه، يعتقل الاحتلال نجله عبد السلام. أمّا عماد وعاصم فأسيران محرران، ووالدتهم، زوجة الشيخ، تعرضت للاعتقال الإداري لمدة تسعة أشهر، كذلك اعتقل الاحتلال البنت الكبرى بنان، واستشهد الابن القسّامي حمزة خلال معركة مع الصهاينة داخل المخيم.
اقــرأ أيضاً
على الرغم من منع الزيارة عن العائلة، إلّا أنّها كانت تعرف الكثير من الأخبار عن الشيخ أبو الهيجا من خلال الأسرى المحررين الذين يتوجّهون إلى منزل عائلته لكي يطمئنوا أفرادها عنه، ويخبروهم بوضعه الصحي. كذلك، عرفت العائلة مثل هذه الأخبار من خلال الصليب الأحمر، ونادي الأسير الفلسطيني.
تنقّل الشيخ أبو الهيجا بين كثير من سجون الاحتلال ووحداتها الداخلية. وكانت السلطات الصهيونية تتعمّد نقله بين فترة وأخرى، في إجراء عقابي له. كذلك، كانت تمنعه من اللقاء بأبنائه المعتقلين داخل السجون. مع ذلك، فقد التقوا فترة قصيرة، كما تقول أسماء أبو الهيجا، فعماد وعاصم أفرج عنهما في المرة الأخيرة بعدما كانا في نفس السجن الذي يعتقل فيه والدهما.
على الرغم من كلّ شيء لا تكلّ أسماء أبو الهيجا ولا تملّ من الاتصال في كلّ شهر باللجنة الدولية للصليب الأحمر. تسأل إن كان هناك زيارة جديدة لهذا الشهر، وتدعو اللجنة بشكل مستمر إلى تقديم طلب الزيارة مجدداً إلى سلطات السجون الصهيونية للسماح لها وللعائلة بزيارة الشيخ في سجنه والاطمئنان عليه. لكنّ إجابة الصهاينة سلبية دائماً، وتبقي زيارة عام 2014 يتيمة.
العائلة في المعتقل
معظم أفراد عائلة الشيخ جمال أبو الهيجا سجنوا. فبالإضافة إليه، يعتقل الاحتلال نجله عبد السلام. أمّا عماد وعاصم فأسيران محرران، ووالدتهم، زوجة الشيخ، تعرضت للاعتقال الإداري لمدة تسعة أشهر، كذلك اعتقل الاحتلال البنت الكبرى بنان، واستشهد الابن القسّامي حمزة خلال معركة مع الصهاينة داخل المخيم.