استشهد الفتى الفسطيني أركان مزهر، (15 عاماً)، بعد أن اخترقت رصاصة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي صدره، تاركاً حزناً وصدمة لدى عائلته وأصدقائه، الذين يتذكرون ابتسامته وخفة دمه بمخيم الدهيشة للاجئين الفلسطينيين جنوبي مدينة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية المحتلة.
قصة استشهاد أركان مزهر، تعود إلى الساعة الرابعة من فجر يوم الإثنين، عندما اقتحمت قوة كبيرة من جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم الدهيشة، وكان الفتى في الجوار في مبيت عند جدته العجوز، حين سمع أصوات إطلاق الرصاص وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، فخرج حينها وأخبر جدته أنه جائع وفي طريقه للبحث عن الطعام.
أصيب برصاصة في الصدر، عجز الأطباء في مستشفى الحسين ببيت لحم عن إنقاذ حياته. انتشر في المخيم نبأ استشهاده، ليخيم الحزن على كل بيت فيه، وتعلو صيحات التكبير وصرخات الأصدقاء والأقارب.
يقول عمه أحمد مزهر لـ"العربي الجديد"، إنّ أركان فتى شجاع، ترك خلفه أثراً كبيراً كونه كان اجتماعياً، ومن الناس الذي يحبون أن يخدموا أقاربهم بشكل كبير دون تردد أو كلل، عدا عن كونه صاحب الابتسامة والوجه البشوش، وأينما يذهب كان يترك المرح خلفه.
كان أركان يتابع دراسته ويستعد للانتقال إلى الصف الحادي عشر في مدرسة المخيم، ليمضي قدماً نحو تحقيق أحلامه بإكمال تعليمه الذي كان يحبه ويجتهد فيه بحسب عمه، بالإضافة إلى أنه كان يسعى إلى تطوير مهارته في الأشغال اليدوية خصوصاً صناعة فرش الأثاث المنزلي "التنجيد"، وترك خلفه وعوداً كثيرة لأقاربه بأن ينجد مقاعدهم وأثاثهم المنزلي.
كان نشيطاً وكثير الحركة، ويحرص على التواجد في كل المناسبات الاجتماعية والوطنية، خصوصاً المسيرات وجنازات الشهداء، أو أي فعالية وطنية من باب الواجب اتجاه بلده ووطنه ومخيمه.
ولم يخف أصدقاؤه حزنهم لرحيل رفيقهم، لا سيما أنهم اعتادوا الخروج مع بعضهم في كافة الأنشطة، أو جلسات الترفيه، أو السهر ليلاً، وقد بدا الحزن واضحاً على ملامحهم لحظة سماعهم نبأ استشهاده وعند تشييع جثمانه.
ويقول عمه، أركان أكبر الأبناء الذكور في العائلة، ويعتبر الآلة المحركة في البيت، فهو من يلبي الطلبات، ويساعد الوالد، وعليه بعض المسؤولية، كما أن للمرح الذي يتمتع به لمسة خاصة، ما جعل جدران المنزل تفتقد لابتسامته التي أجهضها رصاص جنود الاحتلال.