11 ابريل 2019
الشعب صاحب الحق
جـمال بوزيان (الجزائر)
كان يوم 22 فبراير/ شباط محطّة تاريخيّة للجزائريّين؛ وقد شبّهه كثيرون بالفاتح من نوفمبر، يوم انطلاق الشَّرارة الأولى ضدّ المُستدمِر الفرنسيّ؛ نادوا بِحريّةٍ حقيقيّةٍ مسؤولة، كما نادَى بها أمس شهداء الوطن الذين عرفوا الحقَّ فدافعوا عن الحقِّ بالحقِّ.
في مسيراتٍ مليونيّة، قالوا بصوت واحد: لا يزال الشَّعب حيًّا فَطِنًا يَقِظًا؛ يُتابِع الشّأن العام عن كثبٍ. وها هو الشَّعب الجزائريّ يَسير بوعيٍ وهدوءٍ وسِلميّة، يُسجِّلها التّاريخ مثل ما سجَّل أمجاد الثّورة المجيدة الّتي صارت مضربًا للأمثال في الحريّة وتقرير المصير؛ وها نحن أمام فرحةٍ عارمة تَشهدها الجزائر كلّ يوم جمعة؛ إذ يَسيرون في شوارع المُدن هاتفين "الجزائر حُرّة مُستقلّة"؛ وهو شعارٌ يُشير إلى حريّة الشَّعب واستقلال تام عن فرنسا التي لا تَزال تَحشر نفسها في شؤون الجزائر، إنْ سِرًّا وإنْ علنًا. كما سار أيضًا الجزائريّون في الخارج من أجل الوطـن، ودعموا الحراك الشعبي السِّلميّ الذي يَتنامى يومًا بعد يومٍ، رافضًا "مُناوَرات السُّلطة" في ظلِّ ولاءٍ واضحٍ من "الـمؤسَّسة العسكريّة" لـ"السُّلطة"، مثل ما يُشير الـمُحلّلون السياسيّون.
لقد سار الشّيوخ والكهول والشّباب والأطفال، ذكورًا وإناثًا، مجموعات مجموعات؛ إنّها سيولٌ جارفة من الـجماهير الغفيرة التي بَدَت مثل الطّوفان الذي لاحَظه العالم عبر وسائل الإعلام والصّحافة؛ لا سيما من خلال وسائط التّواصُل الـمُجتمعيّ الـمُتنوّعة.
يسير الجزائريّون كلَّ يومٍ وبأعداد كثيرة، صباح كُلّ جمعة، وبعد الصلاة، وحتى وقت مُتأخرٍ مِنَ الليل في مسيرات جميلة زيّنوها بورودٍ وأعلام الوطن المُفدَّى والزّغاريد والأهازيج الوطنيّة والشِّعارات البَيِّنة ضدّ "السُّلطة"؛ ولا يُريدون إلّا رحيلها اليوم قبل الغد.
يَرفض الجزائريّون فترة "تمديد العهدة الرابعة"؛ ويَعدّون ذلك خروجًا عن الدستور؛ ورفضوا ذلك التمديد جملةً وتَفصيلًا؛ إذ عدّوه "إعلانًا دستوريًّا" يُلغي الدستور نفسه، على الرغم من أنّه على مَقاس "السُّلطة"، وهي مُحاولاتٌ يراها المُلاحظون يائسة، لأنّ موازين القوّة صارت بيد الشعب، كُلّ الشعب، من كُلّ الفئات الاجتماعيّة؛ هذا الشعب الذي يَدعو إلى الحرّيّة والعدل والوَحدة والتّنمية والأمان في شعاراته بأكثر من لسانٍ؛ وتَزيدها الرّايات الوطنيّة جمالًا عن جمالٍ في مَشاهد ربيعيّة بإخراج جزائريّ مُزخرف بِعفويّة بارزة على ملامح الجزائريّين الذين سُرِقتْ أفراحهم وقُبِرتْ أحلامهم وغُدِرتْ أشواقهم ذات استقلال.
يرى مُحلِّلون، وجزائريّون كثيرون، أنّ "السُّلطة" بيدِ "الجيش" منذ الانقلاب على الرجل الفذّ، بن يوسف بن خدّة، رئيس الحكومة الـجزائريّة الـمُؤقَّتة غداة الاستقلال الـهش؛ وإنْ يحكم أحيانًا بـ"واجهة مدنيّة" لذرّ الرماد في العيون.
رفع الجزائريّون، في يوم الكرامة ويوم حريّة التعبير، شعارات التّغيير السلميّ الذي يَنشدُونه من أجل مُواصَلة البِناء الوطنيّ الشَّامل، ومُواكبة الركب الـحضاريّ عبر مُقدّرات البلد التي يملكها في باطن الأرض، وظاهرها؛ مَوارد بشريّة وماليّة وماديّة.
مَسيرات حاشدة في جميع مدن الجزائر، بكُلّ أطيافها؛ ومن دون شعارات ضيِّقة الأُفق؛ بل سار الجزائريّون في مسيراتٍ جامِعة هادئة؛ برهن في هذا الموعد الوطنيّ أنّ الوطن لجميع الـجزائريّين من دون استثناء، ويَبنيه جميع الـجزائريّين من دون تمييز.
موقف الشعب الـجزائريّ هذا هو قصيدة شعريّة مَوزونة ومُقفّاة، كتَبها بِألوان الوطن العزيز، فلا عِزّة لوطنٍ، أيّ وطـنٍ، إلّا بالشَّعب بجميع مُكوِّناته.
هذه المسيرات الشعبيّة المُمتدّة في كُلّ ربوع الوطن مُؤشِّر إيجابيّ لبداية تقرير مصير الجزائريّين بأنفسهم حقيقة؛ وهي رسائلُ بليغة فصيحة، وحتّى لا ننسى أنّ الجزائر استُشهِد من أجلها أكثر من مليون ونصف مليون شهيدٍ في أثناء ثورة نوفمبر الـمُظفَّرة؛ والذين استُشهدوا من بعدها؛ حيث رَوَتْ دماؤهم التّربة الطيّبة لهذا البلد الطيّب، من أجل الحريّة والاستقلال.
هكذا يصنع الجزائريّون تاريخهم بأيديهم في حراكٍ شعبي أبهر العالم، ولا يَزالُ صداه؛ بعيدًا عن الدول التي تَدعم "السُّلطة" الـمغضوب عليها من الشعب الأبيّ الحُرِّ الذي يَعرف جيدًا تحرير نفسه من أيّ غاصبٍ مُعتدٍ، سواء أكان خارجيًّا أو مَحلّيًا؛ ويَعرف كُلّ مُتخاذِلٍ ومُتواطئٍ ومُتحامِلٍ.
وبعيدًا، كُلّ البعد، عن أولئك العبيد الذين يَعشقون الأغلال والقيود، وهي تُزيِّن عقولهم وقلوبهم وأيديهم وأرجلهم، من أجل منافع فرديّة آنية؛ ويلوكون بألسنتهم الإشاعات والأراجيف والاستفزازات؛ لكن الجزائريّين حريصون على حماية الأملاك العامّة والخاصّة؛ ومُصمِّمون على سلميّةٍ مثاليةٍ، وحذر شديد، وهو طريق الجزائريّين نحو الـحريّة والعدالة.
تَظلُّ وسائل الإعلام والصّحافة الأمينة ذات المصداقيّة تتابع الأحداث المُتسارعة، حَدثًا حَدثًا؛ وهي تتساءل كُلّ حينٍ عن جديد الشعب، لأنّه صاحب الحقِّ؛ ولا حَقَّ لغيره، إنّه زمن التغيير السِّلمي بـ"مليونيات ارحل" التي لا لون لها إلّا السِّلم في جزائر الجيل الجديد، من أجل البناء الحضاريّ الـمَنشود.
لقد سار الشّيوخ والكهول والشّباب والأطفال، ذكورًا وإناثًا، مجموعات مجموعات؛ إنّها سيولٌ جارفة من الـجماهير الغفيرة التي بَدَت مثل الطّوفان الذي لاحَظه العالم عبر وسائل الإعلام والصّحافة؛ لا سيما من خلال وسائط التّواصُل الـمُجتمعيّ الـمُتنوّعة.
يسير الجزائريّون كلَّ يومٍ وبأعداد كثيرة، صباح كُلّ جمعة، وبعد الصلاة، وحتى وقت مُتأخرٍ مِنَ الليل في مسيرات جميلة زيّنوها بورودٍ وأعلام الوطن المُفدَّى والزّغاريد والأهازيج الوطنيّة والشِّعارات البَيِّنة ضدّ "السُّلطة"؛ ولا يُريدون إلّا رحيلها اليوم قبل الغد.
يَرفض الجزائريّون فترة "تمديد العهدة الرابعة"؛ ويَعدّون ذلك خروجًا عن الدستور؛ ورفضوا ذلك التمديد جملةً وتَفصيلًا؛ إذ عدّوه "إعلانًا دستوريًّا" يُلغي الدستور نفسه، على الرغم من أنّه على مَقاس "السُّلطة"، وهي مُحاولاتٌ يراها المُلاحظون يائسة، لأنّ موازين القوّة صارت بيد الشعب، كُلّ الشعب، من كُلّ الفئات الاجتماعيّة؛ هذا الشعب الذي يَدعو إلى الحرّيّة والعدل والوَحدة والتّنمية والأمان في شعاراته بأكثر من لسانٍ؛ وتَزيدها الرّايات الوطنيّة جمالًا عن جمالٍ في مَشاهد ربيعيّة بإخراج جزائريّ مُزخرف بِعفويّة بارزة على ملامح الجزائريّين الذين سُرِقتْ أفراحهم وقُبِرتْ أحلامهم وغُدِرتْ أشواقهم ذات استقلال.
يرى مُحلِّلون، وجزائريّون كثيرون، أنّ "السُّلطة" بيدِ "الجيش" منذ الانقلاب على الرجل الفذّ، بن يوسف بن خدّة، رئيس الحكومة الـجزائريّة الـمُؤقَّتة غداة الاستقلال الـهش؛ وإنْ يحكم أحيانًا بـ"واجهة مدنيّة" لذرّ الرماد في العيون.
رفع الجزائريّون، في يوم الكرامة ويوم حريّة التعبير، شعارات التّغيير السلميّ الذي يَنشدُونه من أجل مُواصَلة البِناء الوطنيّ الشَّامل، ومُواكبة الركب الـحضاريّ عبر مُقدّرات البلد التي يملكها في باطن الأرض، وظاهرها؛ مَوارد بشريّة وماليّة وماديّة.
مَسيرات حاشدة في جميع مدن الجزائر، بكُلّ أطيافها؛ ومن دون شعارات ضيِّقة الأُفق؛ بل سار الجزائريّون في مسيراتٍ جامِعة هادئة؛ برهن في هذا الموعد الوطنيّ أنّ الوطن لجميع الـجزائريّين من دون استثناء، ويَبنيه جميع الـجزائريّين من دون تمييز.
موقف الشعب الـجزائريّ هذا هو قصيدة شعريّة مَوزونة ومُقفّاة، كتَبها بِألوان الوطن العزيز، فلا عِزّة لوطنٍ، أيّ وطـنٍ، إلّا بالشَّعب بجميع مُكوِّناته.
هذه المسيرات الشعبيّة المُمتدّة في كُلّ ربوع الوطن مُؤشِّر إيجابيّ لبداية تقرير مصير الجزائريّين بأنفسهم حقيقة؛ وهي رسائلُ بليغة فصيحة، وحتّى لا ننسى أنّ الجزائر استُشهِد من أجلها أكثر من مليون ونصف مليون شهيدٍ في أثناء ثورة نوفمبر الـمُظفَّرة؛ والذين استُشهدوا من بعدها؛ حيث رَوَتْ دماؤهم التّربة الطيّبة لهذا البلد الطيّب، من أجل الحريّة والاستقلال.
هكذا يصنع الجزائريّون تاريخهم بأيديهم في حراكٍ شعبي أبهر العالم، ولا يَزالُ صداه؛ بعيدًا عن الدول التي تَدعم "السُّلطة" الـمغضوب عليها من الشعب الأبيّ الحُرِّ الذي يَعرف جيدًا تحرير نفسه من أيّ غاصبٍ مُعتدٍ، سواء أكان خارجيًّا أو مَحلّيًا؛ ويَعرف كُلّ مُتخاذِلٍ ومُتواطئٍ ومُتحامِلٍ.
وبعيدًا، كُلّ البعد، عن أولئك العبيد الذين يَعشقون الأغلال والقيود، وهي تُزيِّن عقولهم وقلوبهم وأيديهم وأرجلهم، من أجل منافع فرديّة آنية؛ ويلوكون بألسنتهم الإشاعات والأراجيف والاستفزازات؛ لكن الجزائريّين حريصون على حماية الأملاك العامّة والخاصّة؛ ومُصمِّمون على سلميّةٍ مثاليةٍ، وحذر شديد، وهو طريق الجزائريّين نحو الـحريّة والعدالة.
تَظلُّ وسائل الإعلام والصّحافة الأمينة ذات المصداقيّة تتابع الأحداث المُتسارعة، حَدثًا حَدثًا؛ وهي تتساءل كُلّ حينٍ عن جديد الشعب، لأنّه صاحب الحقِّ؛ ولا حَقَّ لغيره، إنّه زمن التغيير السِّلمي بـ"مليونيات ارحل" التي لا لون لها إلّا السِّلم في جزائر الجيل الجديد، من أجل البناء الحضاريّ الـمَنشود.