وقالت الشبكة الوطنية لشرطة مكافحة الإرهاب، التي تقود هذه التحقيقات، إنها طلبت المساعدة في إزالة عدد من العربات والمواد من مسرح الجريمة في سالزبيري من الجيش البريطاني لافتقارها للخبرات الضرورية.
وطلبت الشبكة من البريطانيين عدم القلق من وجود الجيش "لأنه يمتلك الخبرة والقدرة على التعامل مع عدد من حالات الطوارئ".
وسيتم نشر عدد من العسكريين من الجيش وسلاحي الجو والبحرية، إضافة إلى خبراء في الحرب الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، والتي تعرف اختصارًا باسم (CBRN).
وسيقوم الخبراء بتفحص مسرح الجريمة، وخاصة المقعد الذي وجد فيه سيرغي وجوليا سكريبال فاقدين للوعي يوم الأحد، إضافة إلى منزل سكريبال ومحطة الإسعاف التي نقلت إحدى سياراتها العميل المزدوج إلى المستشفى.
كما نقلت عدة عينات من الأشخاص الذين جرى فحصهم إلى مخبر يعود لوزارة الدفاع البريطانية، والذي يتم فيه فحص غاز الأعصاب المستخدم في الجريمة.
وقال وزير الدفاع البريطاني، غافين وليامسون، إن التطورات التي جرت، اليوم الجمعة، مبنية على المعلومات المتوفرة حتى الآن "وإننا نمتلك الأشخاص المناسبين ذوي الخبرات الملائمة للمساعدة في هذا التحقيق الهام".
أما وزيرة الداخلية، آمبر رود، فقد وصفت غاز الأعصاب المستخدم، والذي أصاب أيضاً عددًا من ضباط الشرطة العاملين في القضية، إضافة إلى 18 شخصًا آخرين، بأنه "نادر جداً"، ولكن المحققين لم يسموا المادة المستخدمة.
ويعمل المحققون على احتمال أن يكون سكريبال قد استهدف في منزله في سالزبيري، حيث برزت شهادات بتلقيه طرداً بريدياً قد يكون احتوى على المادة السامة، وفتحه أمام ابنته جوليا.
وقالت رود، التي كانت في زيارة لمقر الحادثة، إن سيرغي سكريبال (66 عاماً)، وجوليا (33 عاماً)، لا يزالان في العناية المشددة في مشفى المدينة.
وتحوم الشكوك حول دور الحكومة الروسية، التي سجنت سكريبال بتهمة الخيانة عام 2006، أو حول نظرية أن يكون عرضة لهجوم من جواسيس آخرين خانهم عندما كان عميلاً لجهاز المخابرات البريطانية الخارجي "إم آي 6".
وفيما رفض الوزراء التصريح بمن يعتقد بتورطه في هذه الجريمة بعيد اجتماع مجلس الأمن القومي، لوحت الحكومة باحتمال فرض المزيد من العقوبات على روسيا في حال ثبت تورطها في هذا الأمر.
وقالت رود: "في ما يتعلق بالخيارات الأخرى، سننتظر حتى نتيقن تماماً من العواقب المحتملة والمصدر الحقيقي لغاز الأعصاب المستخدم".
وكانت الشرطة البريطانية قد بدأت في تفحص قبر زوجة سيرغي، ليودميلا، والتي توفيت عام 2012، وقبر ابنه ألكساندر الذي دفن العام الماضي. ويوجد القبران في مكانين مختلفين في مقبرة المدينة وهما تحت حراسة عناصر الشرطة.
ويعتقد أن الشرطة تحقق في وفاتهما، بالإضافة إلى وفاة أخ سيرغي الأكبر، فاليري، وهو جندي سابق من القوات المظلية الروسية، وتوفي قبل عامين بعد فقدان مفاجئ للوزن.
وكان سبب وفاة ليودميلا، وفقاً للوثائق الطبية، السرطان، بينما عانى ألكساندر (44 عاماً)، من فشل كبدي عندما كان في عطلة.
وتوفيت زوجة سكريبال في المملكة المتحدة، ولكن ألكساندر وفاليري توفيا في روسيا، وأي تحقيق في تفاصيل وفاتهما سيتطلب تعاوناً من السلطات الروسية.
وتركز الفحوص الجنائية حالياً على منزل الضحية ومطاعم كان يرتادها، إذ روى شهود عيان أن سكريبال بدأ يتصرف بشكل غريب بعد غدائه مع ابنته.
وقد يكون العميل المزدوج السابق قد أصبح هدفاً بعد أن لجأ إلى عدد من معارفه في مجتمع المخابرات للعمل في شركات أمنية خاصة. ووفقاً لمصدر أمني، فإن سكريبال أصبح على شاشة رادار أشخاص معينين في روسيا على خلفية رغبته في العمل "الحر" لصالح شركات أمنية يديرها جواسيس سابقون عملوا لصالح المخابرات البريطانية.