ويتعرض الصحافيون لاعتداء من الشرطة والجيش الإسرائيلي دون تفرقة وبشكل مقصود ومستهدف. وفي هذا الإطار، أصدرت مجموعة من الصحافيين عريضة استنكار يوم أمس الخميس بعد مظاهرة الناصرة، دانت فيها "الاعتداءات التي تعرّض لها الزملاء الصحافيون مساء اليوم منهم فرات نصار، موشيه هرشكوفيتس، أحمد عزايزة، ساهر الحاج، ليلى عبدة، وسمير جمامعة؛ وذلك أثناء تغطية المواجهات التي وقعت في الناصرة بين متظاهرين وقوات من الشرطة، وأيضًا أثناء تغطية عملية الطعن في العفولة".
وأكدت أنّ "تلك الاعتداءات تأتي ضمن محاولات الشرطة قمع أبناء شعبنا، ومصادرة حريتهم في التظاهر والتعبير عن حقهم في رفض ما تتعرّض له مقدساتنا، وآخرها المسجد الأقصى، من انتهاكات وتدنيس". ورأت المجموعة "خطورة كبيرة في تزايد حالات الاعتداء على الصحافيين في الآونة الأخيرة، خاصة الزملاء في القدس والضفة الغربية، حيث تحوّلت إلى ظاهرة مقلقة تؤكد مساعي إسرائيل، بكافة أذرعها، طمس الحقيقة والوقائع".
وأكد الصحافيون الموقّعون أنّهم "حرمة تضمنها لهم الأعراف والمواثيق الدولية، وأن أي تضييق عليهم أو ملاحقتهم أو الاعتداء عليهم أو المس بحرية عملهم، يعتبر مسًّا صارخًا بحق التعبير عن الرأي الذي تضمنه الشرائع والقوانين، وكذلك مسًّا بحق المواطن في الحصول على المعلومة من المصادر الإعلامية دون قيدٍ أو شرطٍ أو وصاية، بمهنية وموضوعية".
وكانت قد أصيبت الصحافية هناء محاميد قبل أسبوع من قناة الميادين، خلال تغطيتها مباشرة على الهواء من قنبلة صوت من الجيش الإسرائيلي، وأصيبت في وجهها في مدينة القدس.
Al Mayadeen Reporter Hanaa Mahamid continues her work after her face was burnt by a bomb hit by Israeli soldiers. pic.twitter.com/PfjQWkzgO9
— ميسا (@MaysaSlaimen) October 4, 2015
وقالت خلود مصالحة صحافية ومبادرة للعريضة ومركزة المشاريع في مركز إعلام بالناصرة: "إسرائيل وشرطة الاحتلال لا تفرق بين الصحافيين والمتظاهرين، وتتعامل معهم بموقف العربدة. من منطلق أن قمع المظاهرات يحتاج قمعا أيضا إلى الحقائق والواقع. إسرائيل لا يخوّفها مجموعة متظاهرين بالناصرة، بل تخاف على صورتها عالميًا. استهداف الصحافيين مقصود، فمعظم الصحافيين يتواجدون في مكان واحد مع بعضهم، ويرتدون سترات تُشير إلى أنّهم صحافيون ومعهم الكاميرات. باعتقادي هذا استهداف مقصود".
أما ساهر الحاج، وهو صحافي ومحرر موقع جفرة فقال: "كنت أقوم بتصوير متظاهر خلال اعتقاله من وحدة المستعربين من الشرطة، وهو مطروح على الأرض. فصرخ شرطي بوجهي وقال لي أن أبتعد عن المكان فابتعدت، واستمررت في التصوير والتوثيق. وعندما رأوا أنني مستمر في عملي، قام شرطي بتوجيه بندقيته لي ولزملائي، وأطلقوا الرصاص المطاطي علينا مباشرة بشكل مقصود، فأصبت في أعلى بطني. هذا أمر متعمد طبعاً لأنه حصل عن بعد 30 مترا فقط عن الشرطة".
وتابع: "صوبنا كاميراتنا، سلاحنا الوحيد لنكشف الحقيقة، فصوبوا علينا بنادقهم وأصابونا بصورة مباشرة ومتعمدة بالرصاص المطاطي، لكنهم لن يستطيعوا إخفاء الحقيقة مهما حاولوا".
ومن جهتها قالت ليلى عبده، الصحافية ومديرة موقع "إحنا تي في" التي ما زالت ترقد بالمستشفى: "كنت أوثق التظاهرة عندما تقدم الجنود وبدأ تصويب القنابل باتجاهنا، فأصبت في رجلي ووقعت أرضاً، قبل أن ينقلني أحد الأصدقاء إلى المستشفى، وعلمت هناك أن رجلي مكسورة". وتضيف: "هذه ليست المرة الأولى التي يقوم المستعربون فيها بتصويرنا كصحافيين".