الشخصية الأوروبية

17 نوفمبر 2015
+ الخط -

مُلفتٌ جداً التفاوت بين يوفنتوس الأوروبي ويوفنتوس المحلّي هذا الموسم، من ناحية الأداء والنتائج وشكل الفريق بشكلٍ عام، وخاصة أن الاختلاف هذه المرّة عكس كلّ المرّات، فللمرة الأولى في تاريخ الفريق يكون أوروبياً أفضل منه محلياً، على الأقل، حتى اللحظة.

بعد بداية متعثّرة وصادمة، وبعد اثنتي عشرة جولة، يقبع يوفنتوس في المركز السابع من ترتيب الدوري الإيطالي برصيد 18 نقطة فقط، وبفضل فوزين أخيرين متتاليين أمام تورينو وإمبولي، بينما ضمن تأهّله للدور الثاني من دوي الأبطال مبدئياً بعد أن كان متصدّراً للمجموعة التي تُعتبر من المجموعات الأقوى هذا الموسم، قبل أن يعود ليتصدّر مانشستر سيتي بعد آخر جولة بفارق نقطة عن اليوفي.

من المعروف عن يوفنتوس أنه لطالما واجه صعوبات في دوري الأبطال مقارنة مع سهولة سيطرته على الدوري الإيطالي، أو ربما، لم يكن يمتلك "حظ دوري الأبطال"، والذي يرافق عادة الفرق التي اعتادت السيطرة على هذه البطولة. الحظ، والذي هو بمعنى آخر: "التوفيق".

فمن شاهد مباريات يوفنتوس في دوري الأبطال، البطولة التي لطالما مثّل إيطاليا فيها، فاز بها مرتين ووصل إلى مبارياتها النهائية في ستّ مناسبات أخرى، يجد أن هذا الفريق في أغلب الأحيان يفعل كل ما بوسعه ويعطي أكثر ما عنده، لكنّها "تلك الأمتار الأخيرة" التي تحسم الموجهات دائماً، والتي يبدو أن يوفنتوس كان يجهل تقنيّتها الخاصة، أضف إلى ذلك اهتمام اليوفي وتركيزه الدائم على زعامة الدوري الإيطالي وتفضيله على أية بطولة أخرى.

في الدوري، يبدو اليوفي كلُعبة (puzzle) التي لا تتطابق قطعها مع بعضها البعض، بينما أوروبياً، كشف عن شخصيةٍ أقوى وأعنف، إن صحّ التعبير، بدا وكأنه حفظ أخيراً أبجديّة الفوز أو حسم المباريات لصالحه.

تفاصيل أقل وربما أسهل لكن فاعليتها أكبر، هي تلك التي تحسم الأمور في دوري الأبطال، وحسابات تختلف كلياً عن تلك التي في الدوري، فهناك، على المدرّب أن يفكّر في مرحلتي الذهاب والإياب، وصحة كلّ لاعب، ومعرفة كيفية تدوير اللعب، حتى التفكير بعدد البطاقات التي يتلقّاها لاعبوه، في الدوري عليه حساب جميع الجولات، بينما في دوري الأبطال، تجتمع عناصر عدّة لتحقّق ما يريده المدرّب، أوّلاً، تُلعب كل مباراة على حدة، ولكل مواجهة حساباتها الخاصة، أحياناً يكفي تألّق حارس المرمى ولاعب واحد من الفريق لتُحسم الأمور لصالحه.

بعد فوزين متتاليين في الدوري وصعود للمركز السابع، بدأ جمهور البيانكونيري يتنفس الصعداء نوعاً ما، خاصّة قبل اللقاء المنتظر مع ميلان، والذي يحتل المركز السادس بفارق نقطتين عن يوفنتوس.

محلياً، لم تُحسم الأمور نهائياً، ولم يقُل يوفنتوس كلمته الأخيرة بعد، وممّا لا شكّ فيه أن فِرق الصدارة الآن بدأت تقلق من عودة فريق اعتاد التواجد على قمّة اللائحة، لكن بالنسبة لجماهير اليوفي الأهم، هو المحافظة على الشخصية الأوروبية التي حلمت بها دائماً، والتي ربما تكون بداية الانتقال من السيطرة المحليّة، إلى السيطرة الأوروبية، ولمَ لا الاثنان معاً... من يدري!

لمتابعة الكاتبة... https://twitter.com/ShifaaMrad

المساهمون