الشباب القطري يتابع كوميديا "كلمة راس" على "يوتيوب"

الدوحة
أنور الخطيب
أنور الخطيب
صحافي أردني. مراسل "العربي الجديد" في قطر.
15 ابريل 2014
AAC5CF12-BF20-458B-851E-993D68E1442D
+ الخط -
 
يستعد فريق برنامج "كلمة راس" الكوميدي الساخر في "يوتيوب"، غداً الأربعاء، لإطلاق الحلقة الرابعة منه، بعد أن استقطب، في الأسابيع القليلة الماضية، شرائح واسعة من القطريين، وخصوصاً الشباب، فقد حظيت حلقة منه عن الاحتفالات باليوم الوطني في قطر، في ديسمبر/كانون أول الماضي، كانت انتقدت ممارسات بعض الشباب في الاحتفالات بـ 120 ألف مشاهدة في أيام قليلة.
ويعد "كلمة راس" أول إنتاج قطري شبابي لبرنامج اجتماعي كوميدي ساخر، يقدمه الفنان الكوميدي حمد العماري، وإعداد محمد التميمي، وعبد الرحمن الحوسني، وتقدم رسومه الكرتونية الفنانة خلود، وتصوير وإخراج جاسم محمد العلي، الذي يطمح إلى رفع سقف البرنامج في الحلقات المقبلة، بعد أن وجد انتشاراً وقبولاً واسعين في الشارع القطري، لانتقاده بأداء ساخر مظاهر وسلوكيات مرفوضة في المجتمع. ويقول العلي لـ"العربي الجديد" "نسعى في الحلقات المقبلة الى رفع (الدوز)، السقف أكثر، على الرغم من وجود تحفظات، لكن كلاً منا يجب أن يخاف على بلاده، ونحن ننجز البرنامج لخوفنا على قطر بلدنا، وليس خوفاً منها".
ويلفت العلي، إلى أن فكرة البرنامج جاءت صدوراً عن قناعةٍ بأن "يوتيوب" يتجه إلى أن يكون بديلاً من التليفزيون، خصوصاً لإمكانية سرعة النشر، ما يحقق نسب مشاهدة عالية جداً، وفي فترة قصيرة. وقال "أردنا أن نخدم وطننا قطر بهذه الوسيلة الإعلامية المتاحة بشكل كبير ومهم، والبرنامج من قطر وإلى قطر، محلي وأفكاره محلية، ويعالج قضايا قطرية، وهمه الأول والأخير المواطن القطري".
 وفيما تعد ثقافة النقد والسخرية نادرة في المجتمع القطري المحافظ، والمترابط قبلياً، إلا أن نجاح الحلقات الأولى من برنامج "كلمة راس" (النصيحة بالعامية القطرية) أعطت فريقه حماساً مضافاً من تلمس مظاهر وسلوكيات اجتماعية، وعرضها بسخرية في "يوتيوب"، على الرغم من أن إمكانات المعدين والممثلين محدودة، ومشغولون بوظائفهم، ولا يتلقون دعماً مادياً من أي جهة.
  ويذكر أن قطر تحتل المركز الحادي عشر عالمياً، نسبة إلى عدد السكان، في الانتشار الواسع لخدمة الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي، وحسب تقرير "المشهد الرقمي في دولة قطر2013″، فإن الأسرة القطرية الواحدة تمتلك، في المتوسط، ثلاثة أجهزة هواتف محمولة وجهازي كمبيوتر وجهازًا من الهواتف الذكية التي يستخدمها 55%. ويورد التقرير، أن 61% من مستخدمي الإنترنت من عموم السكان يستخدمون شبكات التواصل الاجتماعي يومياً.
ويدل شعار برنامج "كلمة راس" على هويته وخصوصيته، ويؤشر إلى اللهجة الخليجية فيه، ومناقشته هموم شباب الخليج، وشباب قطر خصوصاً، حيث يحرص فريق البرنامج، في هذه المرحلة، على إظهار الطابع القطري، والتركيز على قضايا الشارع في قطر وهمومه، قبل التفكير بالانتشار خليجياً أو عربياً.
ولا يتحمس فريق العمل في "كلمة راس"، هذه المرحلة على الأقل، لكسر " تابو" الحديث في السياسة، وللتوجه إلى انتقاد بعض المظاهر السياسية، في قطر أو في المنطقة العربية.  ويقول جاسم العلي، "قد نتطرق لبعض هذه القضايا مستقبلاً، خصوصاً إذا ارتبطت بالشأن القطري".
وحرص مقدم "كلمة راس"، حمد العماري، على تأكيد أن البرنامج " ماركة قطرية"، وليس تقليداً لأي برنامج ساخر آخر، وإن ظهر تشابه هنا أو هناك، وهو ينتقد سلوكيات ومظاهر اجتماعية في المجتمع، لكنه لا يوجه اتهاماً لأحد. ويؤكد، في الوقت نفسه، قدرات الشباب القطري، وحبهم بلادهم وغيرتهم عليها، ويدل على أن المجتمع القطري حيويٌ، ونابض بالحياة ومتطور، على الرغم من قلة عدد السكان التي يعدّها بعضهم مدخلاً للهجوم على قطر. وقال العماري، "يركز الإعلام العربي والأجنبي على قطر كثيراً، خصوصاً مع تطورٍ تشهده في جميع القطاعات، ونسعى في برنامج (كلمة راس) إلى أن نقدم قطر إلى العالم، كما نراها، وكما نحبها، وكما هي، وليس كما يحاول أن يرسمها الآخرون".
  
 

 
المساهمون