الشاهد من فرنسا: الغرب لم يفِ بوعوده مع تونس

11 نوفمبر 2016
خلال لقاء الشاهد الرئيس الفرنسي أمس(جوفري فان ديرهاسيلت/الأناضول)
+ الخط -
لم يتردد رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد في الإفصاح عن حقيقة الدعم الغربي لبلاده، وكانت رسائله للحكومات الغربية، في أوروبا والولايات المتحدة، مباشرة وواضحة.

وقال الشاهد في حوار إذاعي مطول على إذاعة "أوروبا 1"، خلال زيارته الرسمية الى فرنسا، أمس الخميس: "هناك دول في حجم تونس تلقت ألف مرة ما وصلنا، على الرغم من أنها ليست على هذا القدر من الديمقراطية".

كما أكد أن تونس في حربها على الاٍرهاب "تقتني أسلحتها بسعر السوق وفي الآجال العادية"، ما يشير إلى أنها لا تلقى معاملة خاصة على الرغم من كل خطابات المساندة للديمقراطية الوليدة.

وحول وعود الـ25 مليار دولار، التي أطلقتها الدول الكبرى لتونس بعد الثورة، أكّد الشاهد "أنها لم تتحقق، وما وصل إلى تونس كان قليلاً جداً"، معرباً عن أمله في ارتفاع هذا الدعم. وأضاف أن "تونس ليست مجرد أرقام تجمع وتطرح، وإنما هي رهان جيوسياسي كبير".

وأوضح رئيس الحكومة أن "دعم الديمقراطية التونسية يمر حتماً عبر الاستقرار الاقتصادي، وإلا فإنها ستكون في خطر".

من جهة ثانية، نفى الشاهد احتمالية تغيّر العلاقة مع الولايات المتحدة بعد انتخاب الجمهوري دونالد ترامب رئيساً، مبرراً أن "علاقاتنا بواشنطن متينة وعمرها حوالي مائتي عام، وهي علاقة استراتيجية"، متوقعاً التواصل بالنسق ذاته.

وتعكس تصريحات رئيس الحكومة التونسية بعض المرارة التي سبق لرئيس الدولة الباجي قائد السبسي أن أثارها بالطريقة ذاتها، وفي فرنسا بالذات، وخيبة أمل من الوعود الغربية التي لم تتحقق.

من جهته، أكد الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، خلال مؤتمر صحافي مشترك مع الشاهد، صباح أمس، أنّ "فرنسا تتمسك بالوقوف إلى جانب تونس لدعم التنمية والانتقال الديمقراطي".

وأضاف هولاند أن بلاده "خصصت مخططاً استثنائياً لمساعدة تونس على تطوير اقتصادها بوصفها الشريك الاقتصادي الأول، ولتحقيق ذلك، فإن الحضور الفرنسي في الندوة الدولية للاستثمار سيكون متميزاً".

وسبق لهولاند أن أعلن خلال استقباله لرئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد، عن برنامج مساعدات إلى تونس للسنوات الخمس المقبلة، بقيمة مليار يورو.

وتواجه تونس جملة من التحديات، اقتصادياً وأمنياً، بين عجز للموازنة وشحّ في الموارد، وضرورة الزيادة في الأموال المرصودة لعدد من الوزارات المعنية بمقاومة "الاٍرهاب"، ومن بينها وزارة الدفاع، التي ارتفعت بشكل ملحوظ عما كانت عليه في السنوات السابقة، بحسب تأكيد وزير الدفاع فرحات الحرشاني.

وأوضح الحرشاني في البرلمان، أمس الخميس، أن هذا الارتفاع الهام في ميزانية وزارته، مردّه التغييرات الكبرى التي طرأت على تونس بعد الثورة، إذ أصبحت المؤسسة العسكرية تواجه ظرفاً دقيقاً وهشاً وتواجه تهديدات أمنية غير تقليدية زاد من حدتها الوضع الإقليمي المتأزم، خاصة في الجارة ليبيا.

وأضاف أن "محاربة الإرهاب ومواجهة هذه المتغيّرات تتطلب إمكانيات جبارة لتتمكن المؤسسة العسكرية من القيام بواجبها على أكمل وجه".

المساهمون