حين يأتي الحديث عن الملف النووي في الداخل الإيراني، فأول ما يخطر ببال الإيرانيين جميعاً هو العقوبات الاقتصادية الغربية المشددة في السنوات الأخيرة، والتي أثقلت كاهلهم وأدت لتراجع ظروفهم المعيشية والاقتصادية. وهو السبب الأساس الذي دفع الإيرانيين للخروج إلى الشوارع للاحتفال فور إعلان وزير خارجية البلاد ورئيس الوفد المفاوض النووي، محمد جواد ظريف، من لوزان السويسرية، عن التوصّل لاتفاق أولي إطاري مع دول 5+1. كان الخبر بمثابة هدية مميّزة جاءتهم في اليوم الأخير من العطلة الرسمية لمناسبة عيد النوروز، أو رأس السنة الإيرانية الجديدة.
لم يكتفِ الإيرانيون بالاحتفالات الليلية، بل خرجوا لاستقبال الوفد المفاوض العائد من سويسرا صباح أمس، الجمعة، مرددين شعارات تُثني على جهود أعضائه جميعاً، وتشكر ظريف، الذي يبدو أنه تحوّل إلى بطل في الشارع الإيراني، لتحقيقه ما لم يستطع المفاوضون تحقيقه من قبل.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر"، موجة تعليقات عبّرت عن ارتياح الإيرانيين لما حصل في هذه الجولة من المفاوضات مع الغرب. وبارك كثر لظريف ولرئيس البلاد، حسن روحاني، ما يعني أن الشارع الإيراني كان معنياً مباشرة بكل نتائج المفاوضات النووية السابقة.
ورغم وجود بعض الانتقادات على الساحة السياسية، تحديداً من المتشددين في البلاد، الذين ينظرون نظرة أكثر واقعية للاتفاق النووي، الذي ما زال شفهياً ولم يتحوّل لاتفاق نهائي بعد، إلا أن الشارع غير معني بتفاصيل السياسيين على ما يبدو.
اقرأ أيضاً: النظام السوري ينتظر نصيبه من اتفاق الغرب وإيران
ويتحدث بعض المنتقدين عن عدم وضوح بند "إلغاء العقوبات"، كما لم يجرِ توضيح آلية إلغائها، وما إذا كان الأمر سيتم بشكل فوري أم تدريجي، كما يتحدث آخرون عن "حدّ نشاط إيران النووي، بسبب قبول التخصيب بنسبة منخفضة، مع عدم تشغيل معظم أجهزة الطرد التي تمتلكها البلاد".
بالنسبة إلى مريم، وهي مواطنة إيرانية في العقد الثالث من العمر، فإن "كل ما يهمها هو إلغاء العقوبات ليعود الاستقرار لأسعار البضائع الأساسية"، وتُقرّ بأنها "لم تقرأ تفاصيل البيان المشترك الصادر من لوزان". من جهته، يقول الشاب أمير حسين، إن "إيران هي الفائزة بكل الأحوال، فحتى لو اعتبر البعض في الداخل أن بنود الاتفاق ستحدّ من نشاط إيران النووي، ولكن يكفي أن البلاد تفاوض الدول العظمى على طاولة واحدة".
وأضاف أنه "من الواضح أن الولايات المتحدة تحديداً تريد التوصل لاتفاق مع إيران، وهو أمر إيجابي"، قبل أن يطالب المعنيين بـ"دعم الوفد المفاوض والابتعاد عن الانتقادات في الوقت الحالي، فالبلاد الآن بحاجة للاستقرار أكثر من أي وقت مضى".
مواطن إيراني آخر، كان موجوداً في منطقة بارك وي، شمالي العاصمة، التي تجمّع فيها بعض الشباب للاحتفال بالاتفاق، قال إن "إبرام اتفاق نووي إيجابي للغاية، كونه يجعل من إيران قوة إقليمية، من دون أن يدور الحديث عن دور سلبي لها في أي ملف من ملفات المنطقة". وتابع: "ما يجري في اليمن وسورية، وما جرى سابقاً في البحرين، جعل إيران تفقد شعبيتها نسبياً في المنطقة، والاتفاق سيزيد التقارب بين الإيرانيين وشعوب المنطقة".
ويبدو كل هذا الارتياح مبرراً، بسبب دفع الشعب الإيراني أثماناً باهظة منذ انطلاق المفاوضات قبل أكثر من عقد، بموازاة فرض العقوبات على البلاد بسبب برنامجها النووي. وحول هذا الارتياح، يقول رئيس حزب "إيران الخضراء" المحافظ، حسين كنعاني مقدم، إن "الاتفاق أبعد الإيرانيين عن الخوف والترقّب، فالمفاوضات أبعدت شبح الحرب والتهديد العسكري عن إيران".
وأضاف، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "العقوبات كانت بمثابة حربة يستخدمها الفريق الغربي عموماً، والأميركي خصوصاً، وجرى انتزاعها من أيديهم، وهذا ما فهمه الشارع الإيراني بالاتفاق الأولي، وهو أمر إيجابي".
وذكر أيضاً أن "بنود التوافق، حتى وإن حدّت من النشاط النووي الإيراني في بعض الجوانب، لكنها أيضاً اعترفت بإيران كدولة نووية، وهذا سبب يزيد من الأفراح الإيرانية".
وتوقّع كنعاني مقدم، أن ينعكس هذا الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة على السوق الإيرانية، حتى قبل توقيع الاتفاق النهائي، المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ في يوليو/ تموز المقبل. واعتبر أن "السوق تأثرت دائماً بالعوامل النفسية أكثر من العوامل الحقيقية، سواء الاقتصادية أو حتى السياسية، وهذا يعني أن أسعار البضائع وسعر صرف العملة المحلية أمام الدولار أيضاً لن يشهدا المزيد من الانهيار، وكل هذا كفيل بخلق جو من التفاؤل والارتياح في الداخل الإيراني".
اقرأ أيضاً: نتنياهو يهاجم اتفاق لوزان
لم يكتفِ الإيرانيون بالاحتفالات الليلية، بل خرجوا لاستقبال الوفد المفاوض العائد من سويسرا صباح أمس، الجمعة، مرددين شعارات تُثني على جهود أعضائه جميعاً، وتشكر ظريف، الذي يبدو أنه تحوّل إلى بطل في الشارع الإيراني، لتحقيقه ما لم يستطع المفاوضون تحقيقه من قبل.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، "فيسبوك" و"تويتر"، موجة تعليقات عبّرت عن ارتياح الإيرانيين لما حصل في هذه الجولة من المفاوضات مع الغرب. وبارك كثر لظريف ولرئيس البلاد، حسن روحاني، ما يعني أن الشارع الإيراني كان معنياً مباشرة بكل نتائج المفاوضات النووية السابقة.
ورغم وجود بعض الانتقادات على الساحة السياسية، تحديداً من المتشددين في البلاد، الذين ينظرون نظرة أكثر واقعية للاتفاق النووي، الذي ما زال شفهياً ولم يتحوّل لاتفاق نهائي بعد، إلا أن الشارع غير معني بتفاصيل السياسيين على ما يبدو.
ويتحدث بعض المنتقدين عن عدم وضوح بند "إلغاء العقوبات"، كما لم يجرِ توضيح آلية إلغائها، وما إذا كان الأمر سيتم بشكل فوري أم تدريجي، كما يتحدث آخرون عن "حدّ نشاط إيران النووي، بسبب قبول التخصيب بنسبة منخفضة، مع عدم تشغيل معظم أجهزة الطرد التي تمتلكها البلاد".
بالنسبة إلى مريم، وهي مواطنة إيرانية في العقد الثالث من العمر، فإن "كل ما يهمها هو إلغاء العقوبات ليعود الاستقرار لأسعار البضائع الأساسية"، وتُقرّ بأنها "لم تقرأ تفاصيل البيان المشترك الصادر من لوزان". من جهته، يقول الشاب أمير حسين، إن "إيران هي الفائزة بكل الأحوال، فحتى لو اعتبر البعض في الداخل أن بنود الاتفاق ستحدّ من نشاط إيران النووي، ولكن يكفي أن البلاد تفاوض الدول العظمى على طاولة واحدة".
وأضاف أنه "من الواضح أن الولايات المتحدة تحديداً تريد التوصل لاتفاق مع إيران، وهو أمر إيجابي"، قبل أن يطالب المعنيين بـ"دعم الوفد المفاوض والابتعاد عن الانتقادات في الوقت الحالي، فالبلاد الآن بحاجة للاستقرار أكثر من أي وقت مضى".
مواطن إيراني آخر، كان موجوداً في منطقة بارك وي، شمالي العاصمة، التي تجمّع فيها بعض الشباب للاحتفال بالاتفاق، قال إن "إبرام اتفاق نووي إيجابي للغاية، كونه يجعل من إيران قوة إقليمية، من دون أن يدور الحديث عن دور سلبي لها في أي ملف من ملفات المنطقة". وتابع: "ما يجري في اليمن وسورية، وما جرى سابقاً في البحرين، جعل إيران تفقد شعبيتها نسبياً في المنطقة، والاتفاق سيزيد التقارب بين الإيرانيين وشعوب المنطقة".
ويبدو كل هذا الارتياح مبرراً، بسبب دفع الشعب الإيراني أثماناً باهظة منذ انطلاق المفاوضات قبل أكثر من عقد، بموازاة فرض العقوبات على البلاد بسبب برنامجها النووي. وحول هذا الارتياح، يقول رئيس حزب "إيران الخضراء" المحافظ، حسين كنعاني مقدم، إن "الاتفاق أبعد الإيرانيين عن الخوف والترقّب، فالمفاوضات أبعدت شبح الحرب والتهديد العسكري عن إيران".
وأضاف، في حديثٍ لـ"العربي الجديد"، أن "العقوبات كانت بمثابة حربة يستخدمها الفريق الغربي عموماً، والأميركي خصوصاً، وجرى انتزاعها من أيديهم، وهذا ما فهمه الشارع الإيراني بالاتفاق الأولي، وهو أمر إيجابي".
وذكر أيضاً أن "بنود التوافق، حتى وإن حدّت من النشاط النووي الإيراني في بعض الجوانب، لكنها أيضاً اعترفت بإيران كدولة نووية، وهذا سبب يزيد من الأفراح الإيرانية".
وتوقّع كنعاني مقدم، أن ينعكس هذا الاتفاق خلال الأيام القليلة المقبلة على السوق الإيرانية، حتى قبل توقيع الاتفاق النهائي، المفترض أن يدخل حيّز التنفيذ في يوليو/ تموز المقبل. واعتبر أن "السوق تأثرت دائماً بالعوامل النفسية أكثر من العوامل الحقيقية، سواء الاقتصادية أو حتى السياسية، وهذا يعني أن أسعار البضائع وسعر صرف العملة المحلية أمام الدولار أيضاً لن يشهدا المزيد من الانهيار، وكل هذا كفيل بخلق جو من التفاؤل والارتياح في الداخل الإيراني".
اقرأ أيضاً: نتنياهو يهاجم اتفاق لوزان