السيول تغمر "نهر البارد" واتهامات بالتقصير للأونروا

20 أكتوبر 2014
المياه غمرت الأحياء والمنازل (العربي الجديد)
+ الخط -

مازال أهالي مخيم نهر البارد المنكوب للاجئين الفلسطينيّين شمالي لبنان، يعانون آثار الفيضانات والسيول التي غمرت العديد من الأحياء والشوارع بالمخيم مساء أول أمس السبت.

واستيقظ سكان المخيم أمس الأحد على فيضانات وسيول غمرت منازلهم الموجودة في "بركسات الحديد"، التي يقطنها المهجرون الذين دمرت بيوتهم في المخيم القديم، وذلك بعد هطول الأمطار طوال الليل.

وارتفع منسوب المياه التي دخلت المنازل إلى حوالي المتر، في حين غرقت السيارات على جوانب الطرقات وجرفت السيول أغراض الناس وحاجياتهم ومعها مخلفات الأشجار، ودخلت المياه والمخلفات للمنازل في حي النهر وحارة الحاج عيسى، كما دخلت إلى المجمع السكني ومسجد التقوى.

وغرقت الشوارع والمساحات غير المبنية في منطقة الكورنيش، ولم تستطع شبكات الصرف الصحي استيعاب السيول.

وكانت الكارثة الأكبر في شارع المدارس، الذي يجري العمل فيه على إنجاز مشروع للصرف الصحي تجاوز المدة المحددة لإنجازه.. فقد أغرقت الوحول الطرقات وأغرقت البرك الطرقات، ما أدى لتعطيل المدارس.

وكان أهالي المخيم قد عملوا طوال الليل على فتح المجارير والمصافي، ومحاولة منع السيول من الوصول إلى المنازل، وقد نجحوا جزئياً في التخفيف من حجم الكارثة.

وبعد انحسار الفيضان، بدت الوحول والمخلفات في الطرقات، وبدأ الأهالي ورشة صيانة وتنظيف ما خلفته السيول.

اتهام للأونروا
وبدأت اللجان الشعبية في تفقد البيوت المتضررة التي أصبحت بركاً للمياه، وأصدرت بياناً، تقول فيه إنه بعد مرور 24 ساعة على العاصفة التي ضربت المخيم ليل أول أمس مازال أهل المخيم يعانون من آثار الطوفان الذي أغرق منازلهم وشوارعهم، وما زالت الوحول تملأ الشوارع بدءاً من حي النهر إلى المدارس وتمنع الأهالي من الخروج والدخول إلى منازلهم،  وما زال النازحون إلى بركسات الحديد يحاولون شفط المياه والوحول من منازلهم.

واتهم البيان منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "ألأونروا" بالتقصير، قائلا: "لا تزال الأونروا تستخدم وسائل بدائية من دون تأمين معدات جدية لمعالجة الكارثة، وتدعي أنها تقوم بواجبها في حين تترك بعض الموظفين والعمال يصارعون عوامل الطبيعة بدافعهم الوطني والإنساني".

وحملت اللجان الشعبية إدارة الأونروا المسؤولية عن التقاعس الحاصل، ودعتها "للقيام بواجباتها برفع المعاناة عن أهلنا في مخيم نهر البارد خلال الـ24 ساعة المقبلة، وإعادة الحياة في المخيم إلى طبيعتها".

وقالت اللجان إنها تتواصل مع عدد من المؤسسات الدولية من أجل مد يد العون والمساعدة لأهلنا المتضررين، وقد حصلنا على وعود من بعضها للمساعدة، كما تواصلنا مع القيادة السياسية الفلسطينية عبر لجنة المتابعة المركزية للجان الشعبية من أجل الضغط على الأونروا للقيام بواجباتها.

معاناة الأهالي
ووصف أحد شبان المخيم أداء الأونروا في الأزمة التي يواجهها المخيم: "لا حياة لمن تنادي"، وأنها غير مهتمة لأمر الناس ومشاكلهم، على حد تعبيره، مضيفا أن الأهالي المقيمون في "بركسات الحديد"، قاموا اليوم بعرض مشكلتهم المزمنة المتمثلة في عدم صلاحية مجارير الصرف الصحي، حيث تدخل مياه الصرف مع كل هطول للأمطار، والأونروا تشاهد ذلك وتعرفه.

وناشد الأهالي المسؤولين في اللجان الشعبية والفصائل، "مؤازرتهم في مطلبهم في إعادة تمديد شبكة صرف صحي تتجاوز الأخطاء الموجودة، وفي الحد الأدنى إصلاح الشبكة الموجودة، علما أن الأهالي طالبوا الأونروا بصيانة الشبكة منذ أشهر، لكن الأخيرة لم تستجب بحجة عدم وجود تمويل" على حد قولهم.