السيول تجرف أراضي مصر

08 سبتمبر 2020
في مصر الجديدة (فرانس برس)
+ الخط -

غمرت الأمطار الغزيرة الأراضي الزراعية في قرى محافظة الأقصر في صعيد مصر، مما تسبب في إتلاف عدد من المحاصيل الزراعية، نتيجة غمْرها بمياه السيول، منها مزروعات تعد أساسية بالنسبة إلى المزارعين كقصب السكر والقمح، إضافة إلى الطماطم وغيرها من الخضار، ما تسبّب في تعرضهم إلى خسائر فادحة.
في هذا الإطار، تفقد محافظ الإقليم المستشار مصطفى محمد خسائر الأراضي الزراعية، مطالباً الجهات المسؤولة سرعة التدخل السريع لإنقاذ المتضررين من الخسائر الفادحة التي تكبدوها، وتشكيل لجنة عليا لتقييم الأضرار التي سببتها. 
وكانت الهيئة العامة للأرصاد الجوية المصرية قد حذرت من سقوط أمطار غزيرة ورعدية أدت إلى سيول على مناطق متفرقة من وسط وجنوب سيناء والبحر الأحمر ومحافظات الصعيد، مطالبة الأجهزة المعنية الموجودة في المحافظات باليقظة. كما حذرت الأرصاد من وجود شبورة مائية صباحية (ضباب) وارتفاع في نسبة الرطوبة، ما يزيد من الإحساس بارتفاع في درجات الحرارة، إضافة إلى رياح نشطة عند خليج السويس، ما يؤدي إلى اضطرابات في الملاحة.

من جهة أخرى، أدّت السيول إلى خروج عدد من الثعابين والعقارب من جحورها، ما يعد تهديداً للمناطق المأهولة بالسكان القريبة من تلك المناطق الزراعية، وسط تحذيرات طبية في عدد من الوحدات الصحية في القرى (الجهات المسؤولة في المحافظة خصوصاً مديرية الصحة) بضرورة توفير "الأمصال" الطبية للمصابين في الوحدات الصحية، للوقاية من خطر الثعابين والعقارب على صحة المواطنين. 
ويؤكد مدير إحدى المستشفيات الطبية الموجودة في إحدى قرى محافظة الأقصر، الطبيب تامر، أن الخطورة الكبيرة تنجم من جرف السيول إلى الجحور حيث تعيش الثعابين والعقارب، ما يؤدي إلى خروجها وبأعداد كبيرة، وانتشارها في مواقع وبيئات غير متوقعة، وأحياناً دخولها إلى المنازل. ويؤكد أن عضات الثعابين ولدغات العقارب قاتلة، قبل إنقاذ حياة المصاب، لافتاً إلى عدم توفر أمصال في محافظة الأقصر وكافة قرى محافظات الصعيد، ما يؤدي إلى وفاة المواطن المصاب خلال رحلة نقله إلى مستشفى المدينة التي تبعد ما بين 30 و50 كيلومتراً عن القرية.
يضيف الطبيب تامر أن حالة الهلع الموجودة حالياً بين المواطنين مصدرها الخوف من هجوم العقارب والثعابين عليهم، خصوصاً خلال الليل وهم نيام. ويشير إلى أنه على الرغم من تأكيد وزارة الصحة على توفر الأمصال في جميع الوحدات الصحية والمستشفيات، إلا أن تزايد استهلاك الأمصال بسبب اللدغات اليومية يهدد بتناقص مخزون أمصال سموم العقارب في المستشفيات، مما يتسبب في تفاقم المشكلة.

إلى ذلك، سيطرت حالة من الغضب على مزارعي محافظة الأقصر، نتيجة السيول التي فاقت كل التوقعات. وطالب سعيد الشحات، وهو مزارع، الجهات المسؤولة في وزارة الزراعة، سرعة التدخل وإصدار قرار بتعويض المزارعين بقيمة عادلة، خصوصاً أن الكثير منهم ملتزمون بسداد قروض بنك التنمية والائتمان الزراعي بضمان المحاصيل التي أتلفتها الأمطار، ما يعرضهم لدخول السجن. يضيف أن الكارثة أكبر مع مستأجري الأراضي الزراعية. مزارع آخر يدعى عبد الكريم مكي يقول إن السيول جرفت المزروعات، لافتاً إلى أن الخسائر الزراعية كبيرة في مزروعات القصب والقمح.
وفي محافظة البحر الأحمر، أغلقت ثلاثة طرقات بسبب السيول، ويستمر إغلاق عدد من الطرقات الزراعية في محافظات الصعيد، مثل الطرقات التي تربط بين المنيا وسوهاج وأسيوط وقنا، بسبب انهيار عدد من الطرقات نتيجة سقوط الأمطار والسيول، ما جعل السير فيها شبه مستحيل.

المساهمون