ووصف الناشط أسعد الحمصي الأوضاع في تجمّع مخيمات الشيح بحر بمنطقة سلقين غربي إدلب، بأنه "مأساوي"، وأن فرق الإنقاذ لا تزال تبحث عن اثنين من المفقودين خلال السيول التي تسببت بها الأمطار أمس الجمعة، وذلك بعد وفاة 3 أطفال، وقال لـ"العربي الجديد"، إن "المنطقة جبلية، وخيام النازحين تنتشر عند مجاري السيل، ومع الهطول الغزير للأمطار وقعت المأساة، وجرفت السيول الخيام، وتجمعت المياه في بركة عميقة انتشل منها ثلاث جثث لأطفال".
وقال الدفاع المدني في إدلب إنه مع بدء هطول الأمطار وصلت إليه نداءات استغاثة، فسارعت الفرق للتدخل في مناطق عدة، منها منطقة سهل الروج، وتم إنقاذ الأهالي المتضررين، وانتشال السيارات العالقة في مجرى السيول، لكن العوائل المتضررة ليست لديها رغبة في الابتعاد عن خيامهما.
وأصدر فريق منسقو الاستجابة، اليوم السبت، تقييماً للأضرار التي تسببت بها السيول في المخيمات، وأوضح أن عدد المخيمات المتضررة خلال الأربع وعشرين ساعة الماضية بلغ 54 مخيماً، يقطنها أكثر 3174 عائلة، بينما تضررت 1167 خيمة بشكل جزئي، وأن الأضرار الكلية في المخيمات بلغت 1358 خيمة، وفقدت 1287 عائلة المأوى بشكل كامل، بينما أجبرت 287 عائلة على النزوح.
وقال مدير فريق منسقو الاستجابة، محمد حلاج، لـ"العربي الجديد"، إن الاستجابة الإنسانية ضعيفة والأضرار كبيرة، وأوضح أنه يتوجب على الفرق الإنسانية العمل على تصريف المياه المتجمعة في المخيمات بشكل فوري، والبدء بإنشاء شبكتي صرف صحي ومطري في المخيمات المتضررة، والانتقال تباعا إلى المخيمات الأخرى، وإنشاء حفر وخنادق في محيط المخيمات والخيام لامتصاص الصدمة المائية الأولى الناجمة عن السيول، إضافة إلى العمل على فرش طرق المخيمات بالحصى لتسهيل عمليات الإجلاء ووصول الفرق الإنسانية.
Facebook Post |
وقالت النازحة خديجة أم علاء، لـ"العربي الجديد"، إن المياه غمرت خيمتها، وعادت صباح اليوم لتجد ما بقي لها من أغراض مغموراً بالطين، وأضافت: "أشعر بالخوف عند هطول المطر، ويزيد الخوف مع زيادة الغزارة. مررنا بهذه الظروف سابقاً، لكن هذه المرة كانت مختلفة، فلما بدأت المياه بالتسرب إلى الخيمة حزمنا ما نستطيع من أغراض، وسارعت أنا وأولادي وزوجي بالخروج".
وأوضحت أم علاء: "نزحنا عدة مرات قبل استقرارنا هنا، وكنا نظن أننا سننال قسطاً من الراحة من عناء النزوح، لكن هذا كان صعب المنال، ونخشى أن نحرم من الخيمة التي تعتبر آخر مأوى لنا. سننتظر حتى تجف الأرض، وقد ننقل خيمتنا إلى مكان أكثر أمناً بعيداً عن مجرى السيل".
وتهدّد الأمطار المخيمات المنتشرة في ريف إدلب الغربي بشكل عام كون عدد كبير منها أقيم على أراضٍ زراعية، أو في المجاري الطبيعية للسيول، مع افتقارها إلى قنوات تصريف مياه الأمطار.
Facebook Post |