السينما المصرية تُحصي خسائرها

02 ابريل 2020
تراجعت عائدات فيلم تامر حسني "الفلوس" بشكل كبير (Getty)
+ الخط -
منذ بداية مارس/ آذار 2020، خَفّ إقبال الجمهور على الصالات السينمائية في مصر، بسبب تداعيات فيروس كورونا، والتحذيرات العالمية المستمرة من الوجود في أماكن مغلقة، تسمح بانتقاله بين الناس. هذا حاصلٌ قبل أنْ يُصدر رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، في 18 مارس قراراً رسمياً بالإغلاق الكامل للصالات السينمائية، مهما كانت التداعيات والخسائر المُحتَمَلة، حفاظاً على حياة المواطنين.
في ظلّ وضعٍ كهذا، تأجّل إطلاق العروض التجارية للأفلام إلى وقتٍ لاحق، وتوقّف تصوير أفلامٍ أخرى، بالإضافة إلى فئة ثالثة، أسوأ حظاً: الأفلام التي كانت معروضة فعلياً، وأدّت الأزمة إلى وقف عروضها، من دون أنْ تُحقّق كامل إيراداتها المتوقّعة، بالنسبة إلى أفلام السينما التجارية، أو أخذ فرصتها في المُشاهدة والجدل، كحال بعض الأفلام المستقلّة المُغايرة.
الفيلم الأكثر تضرّراً مالياً من إغلاق الصالات، "لص بغداد" لأحمد خالد موسى، تمثيل محمد إمام وياسمين رئيس، إذْ بدأ عرضه التجاري في 22 يناير/ كانون الثاني الماضي، مع توقّعات بتحقيقه إيرادات لا تقلّ عن 50 مليون جنيه مصري، في أسابيع عرضه الممتدة حتّى شهر رمضان المقبل، نظراً إلى ميزانيته المرتفعة، و"خلطة" المغامرات والكوميديا التي يتّخذها، والتي يُفترض بها أنْ تنجح مع الجمهور المصري. في الأسابيع الأربعة الأولى من عرضه، قبل أزمة "كورونا"، كان يحقّق إيراداتٍ مقبولة، بتجاوزه 25 مليون جنيه مصري، فعلياً، قبل أن يتراجع الإقبال تماماً، فحقّق في الأسابيع التالية (منذ مطلع مارس) نحو 6 ملايين جنيه فقط. ومع إغلاق الصالات السينمائية، فإن خسائره لا تقلّ عن 15 مليون جنيه إضافية، كان يُمكنه تحقيقها في ظرفٍ عادي، وفي المناسبات المقبلة التي يُقبل الناس فيها على السينما، كعيد "شمّ النسيم".
أما "الفلوس" لسعيد الماروق، مع المطرب والممثل تامر حسني، فوضعه أفضل، نظراً إلى أنّ بداية عرضه كانت في 24 ديسمبر/ كانون الأول 2019، قبل شهرٍ كامل على بدء عروض "لص بغداد"، ما منحه فرصة كافية في الصالات السينمائية لتحقيق إيرادات اكثر. مع ذلك، تأثّر "الفلوس" سلباً، إذْ حقّق حتّى أواخر فبراير/ شباط الماضي مليوني جنيه مصري كمتوسّط إيرادات أسبوعياً، ما يعني أنّه كان يُمكن أنْ يضيف نحو 10 ملايين في ظرفٍ عادي، لكن الوباء العالمي جعله يكتفي بـ46،6 مليون جنيه مصري، حقّقها في 10 أسابيع.
أفلامٌ أخرى تأثّرت بنسبةٍ أقلّ على مستوى الأرقام، لكن بما يتناسب مع المتوقّع منها: "صندوق الدنيا" لعماد البهات، مع خالد الصاوي ورانيا يوسف، بدأ عرضه في 19 فبراير/ شباط الماضي، وحقّق إيرادات بلغت نصف مليون جنيه في أسبوعي عرضه الأولين. مع إغلاق الصالات، توقّف الرقم عند مليون جنيه مصري، علماً أنّه كان يُحتَمل أن يحقّق ضعف هذا المبلغ لو استمرّت العروض بشكل عادي. الأمر نفسه حصل مع "رأس السنة" لمحمد صقر، الذي بدأ عرضه التجاري في 5 فبراير 2020، وحقّق في 4 أسابيع 3 ملايين جنيه، وكانت لديه فرصة لتحقيق أكثر من ذلك.
من ناحية أخرى، فإنّ الحظ الأسوأ كان من نصيب الفيلم المستقلّ "بعلم الوصول" لهشام صقر، الذي بدأ عرضه في 26 فبراير/ شباط الماضي. ورغم الإقبال الضعيف جداً عليه في أسبوعه الأول، الذي حقّق خلاله 78 ألف جنيه مصري فقط، كان يُنتظر أنْ يستمرّ عرضه أسابيع عدّة في حفلات محدّدة في "سينما زاوية"، بحضور المخرج والممثلين، وأنْ يؤدّي النقاش والجدل والآراء حوله إلى زيادة الإقبال عليه، كما حدث مع أفلام مصرية مستقلّة أخرى سابقاً.

لكن، ما حدث أنّ "سينما زاوية" نفسها علّقت عروضها منذ 12 مارس/ آذار، قبل أسبوع من صدور القرار الرسمي للدولة، فخسر الفيلم زخم العرض والنقاش والإقبال، بشكلٍ لن يُتاح له مرة أخرى بعد نهاية الأزمة.
المساهمون