السينما الجزائرية... دهرٌ تولى

20 مايو 2018
+ الخط -
إذا أردنا أن نقيّم السينما الجزائرية الحالية مقارنة مع الفترة المنتعشة من السبعينيات والثمانينيات، حين حصلت على العديد من الجوائز.. يبرز السؤال أين هي السينما الجزائرية اليوم؟

إن السينما الجزائرية اليوم في الحضيض مقارنة مع فترة الثمانينيات والسبعينيات، وكذلك مقارنة مع كل من السينما السورية والمصرية واللبنانية والسينما الهندية وغيرها، حيث وصلت هذه الأخيرة بقفزة نوعية وحصلت على العديد من جوائز الأوسكار، وشاركت في العديد من المهرجانات..

فما السبب الذي تواجهه السينما الجزائرية اليوم، لكي لا تكون في دائرة المنافسة؟ وما السبب وراء تراجعها وابتعادها عن قاعات السينما العالمية؟


يرى معظم النقاد أن المشكل الأكبر في كتابة السيناريو، إذ غابت التقاليد في مجال صناعة الأفلام، فتجد أحيانا المخرج يكون هو الكاتب، فضلا عن عدم وجود معاهد أو مدارس لتعليم فن الكتابة السيناريو وحتى أن المعهد الوطني للفنون الدرامية في الجزائر العاصمة، لا يكوّن كتاب السيناريو وكما لا تعطي كليات الآداب في الجامعات محاضرات للطلبة في فن السيناريو، وهم الذين يدرّسون القصة والرواية والمسرح وفنون التمثيل.

ويرى الروائي الجزائري محمد مفلاح أن ذهاب المنتجين إلى المسلسلات والأفلام البسيطة، زاد الإنتاج السينمائي ضعفا، فأصبحت أعمالهم هزيلة لا ترقى إلى التعبير عن الإنسان الجزائري.

والمشكل الآخر هو عدم معالجة المواضيع المهمة أي معالجة الواقع كما هو، وعدم محاولة تقليد السينمات الأخرى، فلدينا تنوع ثقافي كبير في الجزائر من شمالها إلى جنوبها من شرقها إلى غربها، فتكفينا هذه الثقافة لصناعة سينما جزائرية قوية تفرض نفسها على قاعات السينما العالمية. كذلك الافتقار لمخرجين مثقفين من أجل النهوض بثقافتنا الجزائرية ودسّها داخل السينما.

ومن بين المشاكل التي تتعرض لها السينما الجزائرية اليوم ضعف الشركات المروجة للأفلام والمسلسلات الوطنية.. واحتقارها للمنتوج الوطني.

إذا احتقرنا منتوجنا الوطني فإننا نحتقر الثقافة الجزائرية، وإذا احتقرنا الثقافة الجزائرية فإننا نحتقر أنفسنا.. فمن سينهض بثقافتنا غيرنا نحن؟