وقال السيسي في بيان له: "في إطار ما سبق، وإن أعلنته خلال الجلسة الختامية لمؤتمر (حكاية وطن)، من الاضطلاع بمسؤوليتي الوطنية، والترشح لمنصب رئيس الجمهورية، فقد تم اختيار السفير محمود كارم، منسقاً عاماً لحملتي الانتخابية"، والذي حظي بالمنصب نفسه في حملته الانتخابية للعام 2014، وقت أن كان وزيراً للدفاع، بوصفه أحد الأشخاص المحسوبين على "أهل الثقة".
ومحمد أبو شقة هو نجل البرلماني المُعين من السيسي، بهاء الدين أبو شقة، الذي يرأس لجنة الشؤون التشريعية في البرلمان منذ انعقاد الأخير في يناير/ كانون الثاني 2016، وساهم بدور فاعل في تمرير حزمة من التشريعات المُقيدة للحريات، على غرار تعديلات قوانين السلطة القضائية، وتنظيم حق التظاهر، والكيانات الإرهابية، وأخيراً الإجراءات الجنائية، التي تحظر بث جلسات المحاكمات، وتمنع فئات معينة من حضورها.
وعُرف أبو شقة (الابن) من خلال توليه الدفاع في قضية رجل الأعمال، هشام طلعت مصطفى، وإعداده مذكرة النقض على حكم إعدامه، بعد إدانته في قضية مقتل الفنانة سوزان تميم، ليقضي أقل من سبع سنوات في السجن، ويخرج بعفو رئاسي من السيسي، بحجة ظروفه الصحية. كما ترافع في قضية شقيقة الفنانة زينة، واستطاع الحصول على حكم البراءة لها، بعد دفعه ببطلان إجراءات التفتيش، عقب ضبطها متلبسة بحيازة مواد مُخدرة.
أيضاً تولى المتحدث باسم حملة السيسي الانتخابية الدفاع عن أمين التنظيم في الحزب الوطني (المنحل)، رجل الأعمال أحمد عز، في قضية اتهامه بإهدار 660 مليون جنيه من المال العام، وتسهيل الاستيلاء عليه، والمعروفة إعلاميا باسم قضية "تراخيص الحديد"، المقرر أن تفصل فيها محكمة جنايات القاهرة بجلسة 5 مارس/ آذار المقبل.
وتقدم أبو شقة بأوراق ترشح السيسي للرئاسة إلى الهيئة الوطنية للانتخابات، اليوم، في تكرار لمشهد العام 2014، باعتباره مستشاراً قانونياً للحملة في المرتين، بهدف مواجهة أي ثغرات قانونية قد تواجه ترشح الرئيس الحالي، أو عقبات تواجه حملته الانتخابية، التي تُديرها دائرته الاستخباراتية الموالية.
وفي مطلع العام 2016، نشر العضو السابق بحملة السيسي الانتخابية، حازم عبد العظيم، شهادته عن كواليس تشكيل قوائم الانتخابات النيابية، التي مثلت نواة للبرلمان، وخرجت منها قيادته، ورئيسه الحالي، علي عبد العال، ما عرضه للهجوم من قبل الأذرع الإعلامية المؤيدة لسلطة الانقلاب، من دون أن يجرؤ أحد من الإعلاميين أو نائب في البرلمان على تكذيب الرواية.
وكشف عبد العظيم أن صناعة مجلس النواب جرت داخل أروقة جهاز الاستخبارات العامة، التي شهدت اجتماعات تشكيل القوائم الانتخابية، واختيار المرشحين لها، في حضور وكيل الجهاز الأمني، وأربعة من رجال الاستخبارات، من بينهم الضابط محمود (نجل السيسي)، ونحو 15 من الشخصيات العامة - هو أحدهم - بناءً على دعوة موجهة للحضور من أبو شقة الابن، كونه لعب دور الوسيط في هذه الاجتماعات.