السيسي يبتُر أذرعه الإعلامية: "فيلم ولا مناظر"؟

14 يونيو 2015
+ الخط -
"اشتغالات، وإلهاء، ومسرحيات هزلية، تنتهي دائماً بظهور بطل العرض، الذي يحلّ المأزق، ويستخدم كل أقنعة المِحن في الحنو على الضحية، وإنقاذ الموقف"، هكذا يلخص إعلامي شهير، ما يعيشه متابعو الإعلام المصري، من حلقات في مسلسل العلاقة بين الرئيس المصري، عبدالفتاح السيسي، وأذرعه الإعلامية، الذي يبدو أنه سيكون أكثر تشويقاً من "مسلسلات رمضان".

ووصلت العلاقة هذه إلى مستوى الحكم بحبس الرجل الأقرب والأكثر التصاقًا بالسيسي في زياراته الخارجية والداخلية أحمد موسى. وفي ظلّ قضاء يعلم القاصي والداني تسييسه وإدارته بمهاتفات عباس كامل مدير مكتب السيسي وفق التسريبات الشهيرة، لا يستطيع أحد فصل الحكم عن إرادة النظام في تقليم أظفار أذرعه الإعلامية، ورغم ظن كثيرين، عدم تنفيذ الحكم لأن موسى فوق القانون، فوجئ الجميع باختفائه عن برنامجه على قناة "صدى البلد"، لتكثر التكهنات حول حقيقة حبسه، وهو ما أكده مصطفى بكري حول خوف موسى من الظهور خشية حكم الحبس.
ثم جاء تقديم وزارة "الداخلية" بلاغاً في "حبيب الأجهزة الأمنية" خالد صلاح، رئيس تحرير "اليوم السابع"، لتُحقّق معه النيابة بتهمة "تكدير السلم العام"، وليخرج بكفالة هو والصحافي الذي نشر خبر تعرض موكب السيسي لإطلاق النار، المتسبب في الأزمة.

إقرأ أيضاً: سفّاح الجيل

ويبدو أن صراع الأجهزة الأمنية مع الإعلام وصل لذروته، فحسب مداخلة خالد صلاح مع يوسف الحسيني على فضائية "أون تي في"، أن الداخلية تعاقب الإعلام على ما ينشره ضدها، وهاجم الداخلية بقوله: "بدلاً من حمايتنا من قوائم اغتيال الإخوان، الداخلية تتهمنا بتكدير الأمن العام وتسوقنا للتحقيق معنا"، ووصف ذلك بغلق الحوار ومزيد من العداوة.


وما زاد الطين بلة ويكشف مدى تدهور العلاقة مع الداخلية، توجيه توفيق عكاشة رسالة شديدة اللهجة لوزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار عبر قناته الخاصة قائلاً: "لو اتكلّمت وقيَّمت أداءك هفرُمَك".


عمرو أديب "فهِم" حقيقة ما يحدث بين النظام وأذرعه، وقال إن ما حدث مع موسى وصلاح يؤكد أنّ هذا النظام "ليس له رجال"، فلم ينفع موسى ولا صلاح علاقاتهم بالأجهزة الأمنية، والخدمات الجليلة التي قدماها، ليقول: "لا رجال لنا ولا أحد مهما فعل لنا ستكون له حصانة".


بعض المحللين يرون ما يحدث صراعاً بين الداخلية والأجهزة الأمنية الأخرى التي يعمل لها هؤلاء الإعلاميون من مخابرات عامة، وحربية، وشؤون معنوية. وعلّق بعض الناشطين على الأمر بالقول: "تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى".

إقرأ أيضاً: العفاسي يحسم الجدل ويتبرأ من السيسي: بهتان عظيم

على منصات التواصل، كانت الحرب بين أجهزة السيسي، وأذرعه حاضرة بقوة في الجدل بين المغردين والمدونين، فبعضهم سخر منها واحتفى بها وخاصة مؤيدي "الشرعية"، والبعض تعامل معها على استحياء وأغلبهم المعروفون بـ"الفلول"، وشمت كثير من مؤيدي السيسي وحرضوا على المزيد بدعوى أنّ "الإعلام يحارب الزعيم الملهم".

نونا اعتبرت تصريحات وتحليل أديب لما حدث يهدف منه إيصال رسالة للمشاهد بمدى قوة السيسي وقالت: "الخلاصه بقي عمرو اديب عايز يقولنا ان السيسي كبير وكبير اوى ومعندوش عزيز ولاغالي، واللي حيغلط حيتأدب حتى لو كان احمد موسي، برضه تطبيل بس بخوف".

عمرو تساءل عن تضامن أديب أو موسى مع بعض الصحافيين، غير المشهورين، في حالة انتقادهم للسيسي وقال: "لو صحافي معارض وكتب مقال وقال انقلاب واتحكم عليه هل احمد موسى وعمرو اديب وبكري هيتضامنوا مع الصحافي ده ولا هيتقال احسن ويستاهل؟".

أمّا منى، فاعتبرت ما حدث عقاباً طبيعياً للتطبيل للسيسي وقالت: "آدي آخرة اللي يطبّل للسيسي... المتغطي بالسيسي عريان". ورأى هادي الواقعة لا تتعدى "تمثيلية مصطنعة" وقال: "احبسوا خالد صلاح ابو لمونه وهيودوه السجن علشان السيسي يعفي عنه ويبقى الرئيس راعي الحريات والإعلام".

بينما رأى آخرون أنّ ما يحدث دليل على أنّ السيسي سيتخلّص من وزير الداخليّة قريباً، خصوصاً بعد واقعة اعتذاره من المحامين في معركتهم مع عبدالغفار.
المساهمون