السيسي وعون ينسقان لـ"محاربة الإرهاب"... ودعم مصري للجيش اللبناني
العربي الجديد
أعرب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الإثنين، عن استعداد بلاده لدعم قدرات الجيش اللبناني ومختلف الأجهزة الأمنيّة في لبنان، وذلك خلال لقائه مع الرئيس اللبناني ميشال عون الذي يقوم بزيارة رسمية لمصر حالياً.
وقال السيسي في كلمته، خلال مؤتمر صحافي عقده الرئيسان بقصر الاتحادية بضاحية مصر الجديدة إن "مصر سعت دوماً للحفاظ على كيان واستقرار الدولة اللبنانية ومؤسساتها، حيث تواصلت على مدار الفترة الماضية مع مختلف القوى السياسية اللبنانية لتأكيد ضرورة اعتماد الحوار أساساً لحل الخلافات".
ولفت الرئيس المصري أن مصر "كانت من أولى الدول التي رحبت بقدرة اللبنانيين على التوصل إلى تسوية سياسية صُنعت في لبنان بعيداً عن تدخل القوى الخارجية، وحافظت على النموذج اللبناني الفريد في التعايش بين كامل طوائفه، مما يجعل لبنان نموذجاً رائداً في المنطقة لتسوية الأزمات سياسياً".
وأضاف السيسي أن "مصر ستواصل دعمها للبنان على كافة الأصعدة، وأنه واثق في أن ولاية عون ستُعزز وضع لبنان كبلدٍ للتعددية السياسية والتنوع الثقافي، الذي تحكمه أسس المشاركة والتوافق بين القوى السياسية المختلفة، وستحفظه بعيداً عن أية محاولات لجره والمنطقة إلى ساحة للصراعات المذهبية أو الدينية الغريبة عن منطقتنا، والتي تحاول أن تسلب من منطقة المشرق العربي خصوصيتها التاريخية، كساحة تعايش وتلاق بين الأديان والمذاهب".
وأوضح أن المحادثات الثنائية مع عون ناقشت سُبل تعزيز العلاقات بين البلدين، خاصة في المجالات الاقتصادية والتجارية، واتفقنا على أهمية تعزيز التعاون الثلاثي في أفريقيا بغرض الترويج لصناعات ومنتجات البلدين في القارة الأفريقية، كما تطرقنا إلى العديد من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وفي مقدمتها مكافحة الإرهاب والأزمة السورية وأزمة اللاجئين التي يعاني منها لبنان. كما حثّ السيسي دول العالم على مساندة لبنان في الجهود الاقتصادية والأمنية التي يتحملها في سبيل إيواء النازحين واللاجئين.
وعقب المباحثات الموسعة بحضور وفدي الحكومتين، والتي استغرقت أقل من ساعة، أصدرت الرئاسة المصرية بياناً ذكر أن عون دعا السيسي لزيارة لبنان، وهو ما رحب به السيسي دون تحديد موعد للزيارة، ونسب لعون قوله إن "زيارته للقاهرة تهدف إلى تعزيز وتطوير العلاقات المتميزة بين البلدين، وأن لبنان يعول على الدور المصري المحوري في المنطقة للخروج من الأزمات التي تعصف بها".
وتناول الاجتماع أوضاع الجالية المصرية في لبنان، حيث عبر السيسي عن ثقته في توصل الجانبين المصري واللبناني إلى حل لكافة المشاكل التي قد تواجه أبناء الجالية خلال إقامتهم وعملهم في لبنان، كما ناقش بعض القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المُشترك، حيث أكد السيسي تقديره لدور لبنان الفاعل في إطار الأمة العربية باعتباره جزءاً لا يتجزأ منها، كما ناقش الجانبان عدداً من الأزمات التي تواجه المنطقة مثل الأزمة السورية، والتطورات على صعيد عملية السلام في الشرق الأوسط.
وأشار البيان إلى اتفاق الجانبين على وقوفهما معاً في معركة مشتركة لمواجهة خطر الإرهاب ومحاربة الفكر المتطرف، فضلاً عن ضرورة معالجة جذور الأزمات في منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ يضمن وحدة أراضي دول المنطقة واستعادة استقرارها.
من جانبه، دعا الرئيس اللبناني مصر إلى إطلاق مبادرة إنقاذ عربية تقوم على وضع استراتيجية مشتركة لمحاربة الإرهاب، والعمل على إيجاد حلول سياسية للأزمات الملحة في الوطن العربي وخاصة في سورية، التي ألقت الأزمة فيها بتداعياتها على مختلف دول المنطقة ولا سيما لبنان.
