كشف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أن المسح الطبي للمرحلة الأولى من مبادرة "100 مليون صحة" أظهر إصابة 700 ألف مواطن بفيروس "سي"، و11 مليوناً آخر بأمراض غير سارية منها السكري والضغط، من مجموع 17 مليون مصري شملهم المسح، متسائلاً: "إحنا بنعمل في نفسنا كده ليه؟ 17 مليون مصري من بينهم 11.7 مليون إنسان يعانون من مشكلات صحية بشكل أو بآخر".
وقال السيسي، في كلمة له في افتتاح بعض مشروعات المياه والإسكان اليوم السبت، إن "المشكلة تختلف من إنسان إلى آخر، وقد تجتمع كافة الأمراض غير السارية في إنسان واحد... ونتائج المسح الطبي للمبادرة تحمل مؤشرات كبيرة، منها أن أصحاب الأوزان الطبيعية في مصر، وما أقل، يقدرون بنحو 25 في المئة، فيما يعاني 75 في المئة من المصريين من السمنة المفرطة، وزيادة في الوزن!".
وأضاف السيسي: "هذه الأمراض تؤذي المصريين، وتصبح عبئاً على القلب، وأجهزة الجسم، والمخ، وقد يصاب المواطن بجلطة... وقلت لوزيرة الصحة هانطلع قدام الناس عشان نحلل الوضع اللي إحنا فيه، ونقول للمصريين شوف وزنك زيادة قد إيه؟، أي رجل أو امرأة، يشوف بطنه قد إيه، وهايعرف على طول... ده كلام لازم نعلمه للناس سواء في المدارس والجامعات، أو في الكنائس والمساجد".
وتابع: "إحنا بنفقد صحتنا في مصر، ومش بقول كده عشان التكلفة المالية على الدولة، لأن كل حاجة ممكن تتدبر إلا الصحة... حتى في الإعلام شوفوا الضيوف في البرامج بيطلعوا عاملين إزاي؟ ولما بدخل مكان بقول إيه ده، وإيه الناس دي... الناس مش واخدة بالها من نفسها ليه، طب هل تقدر تطلع السلم كده؟ وأنا بتكلم على شباب، مش على ناس كبار في السن، أو يتخطون 70 عاماً".
واستطرد السيسي: "علينا كأجهزة دولة وإعلام صياغة موازنة وزارة الصحة بمبادرات تحل المسائل، والبدء في برنامج ضخم جداً للتوعية الصحية... مش عشان التكلفة، لكن أنا عاوزك تعيش وتعيشي بصحة وسلامة لأكبر فترة ممكنة، لأن كل ما يكون الوزن قليل، والحركة كتير، كل ما تكون الصحة أفضل، والعكس صحيح... وكل ما نركب توك توك كل 100 متر، ونتحرك قليل، كل ما هانتخن، ومانعرفش نأخذ نفسنا".
واستكمل حديثه: "المرحلة محتاجة نخلي الرياضة مادة أساسية للنجاح، لأن الناس مهتمة يوصلوا أولادهم الكليات والمدارس بالعربية عشان يجيبوا مجموع كويس وخلاص، لكن ماحدش بيعلم أولاده رياضة... لما ابني وبنتي يتخرجوا من الجامعة، وظهرهم قابل للانزلاق الغضروفي نتيجة زيادة الوزن، أو ضعف عضلات الجسم، يبقى أنا كده سلمته للحياة مظبوط؟ لا والله، أنتم محتاجين برنامج من ضمنه الرياضة كجزء من الشهادة".
وقال السيسي: "عاوزين البرنامج ده في الجامعات والمدارس، ويكون فيه مباريات بشكل مستمر، ومسابقات بشكل مستمر... ونعمل مسابقات لماراثونات المشي والجري، ونخلي في مراكز الشباب ناس تشجع على هذا الأمر، وعلى ممارسة الشباب للرياضة".
وزاد: "مشكلة قوائم الانتظار بدأت من سنة، وقلنا شوفوا التكلفة المالية للقضاء عليها قد إيه... وخلال التقييم كان هناك 17 ألف حالة على هذه القوائم، وأنهت وزارة الصحة 5 آلاف حالة، وتبقى 12 ألفاً... واستطعنا خلال 4 أشهر الانتهاء من قوائم الانتظار، بعدما خصصنا 300 مليون جنيه من وزارة الصحة، و300 مليون جنيه من صندوق (تحيا مصر)، لكننا فوجئنا بوجود حاجة وخمسين ألف كمان في قوائم الانتظار".
وأضاف السيسي: "وعدت الناس بحل أزمة قوائم الانتظار خلال 3 سنوات، وتحدثت مع وزيرة الصحة، وقلت لها الكلام ده فوق طاقتنا المالية... فهناك 10 آلاف حالة كمتوسط في الشهر يعني 360 ألف حالة في 3 سنوات، وهو ما يتكلف نحو 18 مليار جنيه... وإحنا ماكناش عاملين حسابنا على كده، واضطررنا لأماكن أخرى (الاستدانة)، ومالقيتش حد فى الإعلام يتناول هذه المسألة، عشان يشكل منطق وموضوعية لدى الناس على حكاية المبادرة".
وواصل حديثه: "كل ما الدول تتقدم، كل ما حجم الخدمات وتكلفتها يبقى ضخم جداً، وهناك دول غنية ولا يزيد عدد سكانها، لكن لديها مشكلة في توفير المطالب لمواطنيها... ومصر تواجه عبئاً يتمثل في زيادة 2 مليون طفل على الأقل سنوياً، ولذا أنشأت الدولة مليوني وحدة سكنية خلال 7 سنوات... مين يقدر يعمل كده في العالم؟ لا توجد حكومة تستطيع بناء هذا العدد من الوحدات إلا في دولة واحدة عدد سكانها كبير للغاية".
وختم السيسي: "ماحدش عارف الحكاية فيها إيه، أو تكلفة الدول بتمشي إزاي... الناس بتفكر تأكل، وتشرب، وتدخل أطفالها المدارس وبس... لكن النهارده عشان تعمل محطات للصرف الصحي، ومياه الشرب، وشبكات للكهرباء، ومشروعات للإسكان الاجتماعي، ممكن ندخل في تكلفة تصل إلى 1.6 تريليون جنيه... مش تشوفوا الدولة دخلها كام، والمئة مليون مصري دخلهم كام الأول؟!".