يبدو أن الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، لا يزال على قناعة بأن الانتخابات الرئاسية، المقررة الأسبوع المقبل، ما هي إلا مجرد "استفتاء هزلي" على شخصه، إذ كرر مناداته للمصريين، خلال حفل تكريم الأمهات المثاليات، اليوم الأربعاء، طالباً منهم النزول والتصويت في الانتخابات "حتى لو قالوا له (لا)".
وقال السيسي: "قسماً بالله، لو نزل الشعب، وقال لي (لا)، هذا أمر عظيم جداً، ومحترم جداً، ويُنفذ فوراً.. بطلب من كل سيدة وأم وأخت: من فضلكم انزلوا وشاركوا في الانتخابات علشان خاطر بلدنا.. قولوا ما شئتم، المهم ينزل المصريين.. أنا محتاج الدنيا كلها تشوفنا في الشارع.. وعاوزين ندي المثل، ونأكد للعالم إن البلد دي يحكمها شعبها".
وأضاف مخاطباً السيدات الحاضرات: "ناس كتير بتحاول تأكل أكتاف مصر، من فضلكم شجعوا أزواجكم وأبناءكم على النزول، وحتى اللي مالهمش أصوات.. أنا محتاج لكم أيوة، لأن المشوار لم ينتهِ، ونحن لدينا إصرار على أن نأخذ بلادنا للمكانة التي تليق بها.. والإجرءات اللي عملناها الفترة الماضية ماكانش فيه خيارات غيرها".
واعتبر أن الإجراءات الاقتصادية الصعبة كانت حتمية، قائلاً "ماحدش أبداً هايبقى عايز يؤلم أهله، أو يقسو عليهم، أو يعرضهم لظروف صعبة، إلا اذا كان مُكره، أو هدفه ما يخليش وطنه بشكل لا يرضيهم.. وسيدات مصر وقفن بجوار بلدهن، ولم أصادف سيدة اعترضت على فقدها شهيدا للأبد، بل ابتلعت ألمها وأحزانها علشان خاطر وطنها".
وأضاف "خلال السبع سنوات الماضية، السيدات أكثر من تألمن من ظروف مصر، ودفعن الثمن، خاصة مع عدم استقرار الأوضاع الأمنية.. وسيدات مصر رمز للتضحية، وأيقونة للأمل، وهن ضمير الأمة، وحارس وجدان الوطن.. والمرأة المصرية صوت الضمير، وتُفني نفسها في سبيل بقاء الأسرة والمجتمع، في وجه كل ما يعصف بهما أو بالوطن".
كما أشار السيسي إلى اعتماده على المرأة المصرية في العمل التنفيذي بشكل غير مسبوق، حيث إن نسبة تمثيلها في الحكومة تبلغ 20%، إلى جانب تقلدها منصب المحافظ لأول مرة، مستدركاً بقوله "لا تتصوروا إننا بنمن على المرأة، ده حق ليها، ومكان يليق بيها.. مش هانجامل على حساب مصر، والتجربة رائعة وعظيمة لكل من شارك معنا بالعمل من السيدات".
وتابع "مش هانخلي أي ست مصرية بدون مساعدة، والدولة عملت على تغليظ عقوبات العنف ضد المرأة.. ونحن عازمون على المضي قدماً في العمل على ما بدأناه، ليس فضلاً منا، ولكنه حق لها.. فالمرأة هي صوت الضمير النابض بالوطنية، وأنتظر منها الكثير لهذا الوطن، لتكون ظهيراً لمصر، التي ستحيا بتضحياتها".
وقال في كلمته "وسط اللوحة الرائعة للتاريخ المصري تبرز المرأة بألوان براقة، تزيد جمال اللوحة وروعتها، إذ كانت مساهمة المرأة في بناء مجد أمتنا هي الأعظم.. ولا أحيد عن الحقيقة بأن أؤكد أن المرأة المصرية هي التي صنعت لهذا الوطن روعته، وزرعت في أرضه أشجار البهجة والإنسانية، وربت وضحت وتحملت".
وأضاف "خلال شهر مارس من كل عام تتواتر علينا مجموعة من المناسبات المرتبطة بالمرأة في مصر والعالم، أولها اليوم العالمي للمرأة في 8 مارس.. ثم يوم المرأة المصرية في 16 مارس، والذي يحمل لنا معه ذكرى سقوط الشهيدات الثائرات في ثورة 1919، وأخيراً يوم 21 ونشهد فيه لحظات الوفاء والامتنان لكل أم في عيدها".
وادعى أن "جهود الدولة المبذولة لتمكين المرأة من كامل حقوقها، وتكريمها بما تستحقه من تكريم، لا بد من أن تليق بما قدمته وتقدمه من تضحيات"، زاعماً أن نظامه "وضع استراتيجية متكاملة لتمكين المرأة في إطار رؤية التنمية (مصر 2030)، عبر آليات فاعلة ومستدامة تضمن تنفيذها على الوجه الأكمل".
واختتم السيسي كلامه بالقول إن "المرأة المصرية ضربت المثل في التضحية، وإنكار الذات، والإصرار على تحقيق ذاتها، وحماية أسرتها.. وقد أصبحت الملهمة لهذا الوطن، وهو يتقدم بخطى ثابتة نحو استعادة مكانته.. كما خاضت بصدق معركتي البناء والبقاء بإخلاص وإصرار، يقيناً بقيمتها ومكانتها.. فالمرأة المصرية أصبحت حالة وطنية تستحق التقدير والإعجاب".