انشغل الأميركيون، ومعهم العالم، في الفترة السابقة، بنتائج الانتخابات الرئاسيّة الأميركية. لم تكن المرشّحة هيلاري كلينتون، التي لم يحالفها الحظ للوصول لسدّة الرئاسة الأولى في أميركا، غريبة عن مجتمع نادي زوجات الرؤساء في الولايات المتحدة الأميركية.
شغلت هيلاري لفترة لقب "سيدة البيت الأبيض"، بعد فوز زوجها، بيل كلينتون، في انتخابات عام 1992، وبقائه رئيساً لولايتين متتاليتين. لكن هيلاري كلينتون التي تعرضت لأقصى انتكاسة قد تواجهها سيدة، بعد فضيحة زوجها الجنسية مع الموظفة المتدربة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، حاولت المحافظة على مكانتها وأسرتها في ذلك الوقت.
الأمر الذي، وفق ما يقول محللون أميركيون، أكسبها مزيداً من التأييد من قبل داعميها، وجعلها ضحيّة يتعاطَف معها الناس. كان ذلك واضحاً في الانتخابات الأميركية الأخيرة، والتي كادت أن توصل السيدة الحازمة إلى البيت الأبيض، لولا مفاجآت الساعات الأخيرة في الاقتراع، وفوز منافسها، دونالد ترامب، في الرئاسة الأميركية لأربع سنوات مقبلة.
لكن حكايات زوجات الرؤساء تستحق أن تُروى، مع ما تعيشه هؤلاء النسوة من سلطة وتسلّط، ومواجهة تحدّي رسم الخطط أمام الرئيس الزوج، والاهتمام بالأسرة والأبناء، فضلاً عن اهتمامهن بالقضايا الإنسانية والاجتماعية التي تُستمدُّ أحياناً كثيرة من السلطة والنفوذ.
يفتح المتابعون أعينهم، اليوم، على سيدة البيت الأبيض الجديدة، وهي زوجة الرئيس، دونالد ترامب، عارضة الأزياء السابقة، ميلانيا ترامب. عاشت ميلانيا فترة عصيبة بعد هجرتها غير الشرعية إلى الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن فازت بلقب السيدة الأولى. وهي كانت خلال فترة الانتخابات، المدافعة الشرسّة ضد الاتهامات التي وجهت إلى الرئيس ترامب بالتحرش، ما دفعها للظهور إعلامياً، والدفاع عن زوجها بطريقة تتناسب مع تطلعات المؤيدين لتولي ترامب مسؤولية السلطة.
وفي العام الماضي، فاز الأرجنتيني، موريسيو ماكري، بانتخابات الرئاسة في الأرجنتين. وضجّت معظم وسائل الإعلام بالحديث عن زوجته، جوليانا عواضة، وهي لبنانية الأصل، من مدينة بعلبك في البقاع، وابنة المهاجر اللبناني إبراهيم عواضة، والسورية إلسا أستير باكر. تزوجت جوليانا من موريسيو ماكري في عام 2010، ولهما طفلة واحدة.
اقــرأ أيضاً
تختلفُ النظرة قليلاً إلى سيّدات القصر في العالم العربي. لكن، خلال العقدين الأخيرين، دلّت الأحداث على ممارسة زوجات معظم الرؤساء والمسؤولين العرب دور حاكم الظل في الحياة السياسية والاجتماعية.
لم تُوفَّق زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، سوزان مبارك، في المحافظة على رصيدها الذي حققته إبان حكم مبارك لمصر، وحتى اليوم، وكانت وجهت إليها اتهامات بقضايا فساد في عدد من المحاكم المصرية بتهمة الرشاوى، واستغلال المال العام، وإقامة جمعيات وهمية، والسطو على الأموال العامة عن طريق الجمعيات والمؤتمرات.
وتُوصَف عقيلة الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، ليلى طرابلسي، بأنّها الرأس المدبر للفساد الذي عانت منه تونس في سنوات حكم بن علي، قبل الإطاحة به في يناير/ كانون الثاني 2011، ولجوئه إلى المملكة العربية السعودية، وإقامته هناك. لكن لزوجته ليلى طرابلسي، تاريخ سياسي أيضاً.
فبحسب ما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية قبل سنوات، فإنّ ليلى بن علي كانت تخطط للاستيلاء على السلطة في تونس بعد الولاية الأخيرة لزوجها، وقبل الإطاحة به شعبيّاً. ونشرت الصحيفة الفرنسية أن حجة ليلى في الاستيلاء ستكون أن الرئيس التونسي يعاني من مضاعفات صحية، وأن الحزب يرشحها لتولي السلطة في البلاد، الأمر الذي لم يُكتَب له النجاح. وانتقلت تونس إلى مرحلة ما بعد ثورة 2011، دون معرفة تفاصيل إضافية عن تواجد ليلى طرابلسي ونشاطها الحالي.
تُعتبَر صولانج توتنجي الجميّل، السيَّدة الأولى التي لم تسكن القصر، فهي زوجة الرئيس اللبناني المنتخَب، بشير الجميل، والذي اغتيل قبل تسلُّمه زمام السلطة في أيلول/ سبتمبر عام 1982. لكن صولانج الجميل عادت إلى الحياة السياسية في لبنان العام 2005 كنائب في البرلمان اللبناني، قبل أن تولي ابنها نديم الجميل سدة النيابة بعد أربع سنوات من انتخابها، وغيابها عن المشهد السياسي في لبنان.
وقصَّة صولانج الجميل، مُشابهة لقصة نائلة معوض، أرملة الرئيس اللبناني الراحل، رينيه معوض، الذي اغتيل بعد أيّام قليلة من تسلّمه الحكم في لبنان في فترة ما بعد الحرب اللبنانيّة. لكن نائلة معوض عادت إلى الحياة السياسيّة كوزيرةٍ للشؤون الاجتماعيّة، ثم غابت لتُسلّم ابنها ميشال معوض المنصب، وليُنتخَب نائباً، ثم يتولّى تأسيس حزب سياسي.
واعتبرت السيدة منى جمّال الهراوي، أرملة الرئيس اللبناني الراحل الياس الهراوي، من أكثر زوجات الرؤساء حنكة. وعلى الرغم من المرحلة السياسية الحرجة التي كان يمر بها لبنان أثناء تولي زوجها الياس الهراوي الحكم، وانتخابه رئيساً للجمهورية.
عُرفِت منى الهراوي بذكائها، وبتأسيس جمعيات خيرية لا زالت حتى اليوم تعمل، ومنها مركز الرعاية الدائم لمرضى السكري. وحتى اليوم، لم تواجه الهراوي قضايا فساد كما هو حال بعض زوجات الرؤساء. وعُرِفت منى الهراوي بأناقتها، وبحسن تعاملها مع الناس، ولا زالت حتى اليوم مادة للإعلام اللبناني الذي يستضيفها في مناسبات عديدة.
اقــرأ أيضاً
شغلت هيلاري لفترة لقب "سيدة البيت الأبيض"، بعد فوز زوجها، بيل كلينتون، في انتخابات عام 1992، وبقائه رئيساً لولايتين متتاليتين. لكن هيلاري كلينتون التي تعرضت لأقصى انتكاسة قد تواجهها سيدة، بعد فضيحة زوجها الجنسية مع الموظفة المتدربة في البيت الأبيض، مونيكا لوينسكي، حاولت المحافظة على مكانتها وأسرتها في ذلك الوقت.
الأمر الذي، وفق ما يقول محللون أميركيون، أكسبها مزيداً من التأييد من قبل داعميها، وجعلها ضحيّة يتعاطَف معها الناس. كان ذلك واضحاً في الانتخابات الأميركية الأخيرة، والتي كادت أن توصل السيدة الحازمة إلى البيت الأبيض، لولا مفاجآت الساعات الأخيرة في الاقتراع، وفوز منافسها، دونالد ترامب، في الرئاسة الأميركية لأربع سنوات مقبلة.
لكن حكايات زوجات الرؤساء تستحق أن تُروى، مع ما تعيشه هؤلاء النسوة من سلطة وتسلّط، ومواجهة تحدّي رسم الخطط أمام الرئيس الزوج، والاهتمام بالأسرة والأبناء، فضلاً عن اهتمامهن بالقضايا الإنسانية والاجتماعية التي تُستمدُّ أحياناً كثيرة من السلطة والنفوذ.
يفتح المتابعون أعينهم، اليوم، على سيدة البيت الأبيض الجديدة، وهي زوجة الرئيس، دونالد ترامب، عارضة الأزياء السابقة، ميلانيا ترامب. عاشت ميلانيا فترة عصيبة بعد هجرتها غير الشرعية إلى الولايات المتحدة الأميركية، إلى أن فازت بلقب السيدة الأولى. وهي كانت خلال فترة الانتخابات، المدافعة الشرسّة ضد الاتهامات التي وجهت إلى الرئيس ترامب بالتحرش، ما دفعها للظهور إعلامياً، والدفاع عن زوجها بطريقة تتناسب مع تطلعات المؤيدين لتولي ترامب مسؤولية السلطة.
وفي العام الماضي، فاز الأرجنتيني، موريسيو ماكري، بانتخابات الرئاسة في الأرجنتين. وضجّت معظم وسائل الإعلام بالحديث عن زوجته، جوليانا عواضة، وهي لبنانية الأصل، من مدينة بعلبك في البقاع، وابنة المهاجر اللبناني إبراهيم عواضة، والسورية إلسا أستير باكر. تزوجت جوليانا من موريسيو ماكري في عام 2010، ولهما طفلة واحدة.
تختلفُ النظرة قليلاً إلى سيّدات القصر في العالم العربي. لكن، خلال العقدين الأخيرين، دلّت الأحداث على ممارسة زوجات معظم الرؤساء والمسؤولين العرب دور حاكم الظل في الحياة السياسية والاجتماعية.
لم تُوفَّق زوجة الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، سوزان مبارك، في المحافظة على رصيدها الذي حققته إبان حكم مبارك لمصر، وحتى اليوم، وكانت وجهت إليها اتهامات بقضايا فساد في عدد من المحاكم المصرية بتهمة الرشاوى، واستغلال المال العام، وإقامة جمعيات وهمية، والسطو على الأموال العامة عن طريق الجمعيات والمؤتمرات.
وتُوصَف عقيلة الرئيس التونسي السابق، زين العابدين بن علي، ليلى طرابلسي، بأنّها الرأس المدبر للفساد الذي عانت منه تونس في سنوات حكم بن علي، قبل الإطاحة به في يناير/ كانون الثاني 2011، ولجوئه إلى المملكة العربية السعودية، وإقامته هناك. لكن لزوجته ليلى طرابلسي، تاريخ سياسي أيضاً.
فبحسب ما نشرته صحيفة "لوموند" الفرنسية قبل سنوات، فإنّ ليلى بن علي كانت تخطط للاستيلاء على السلطة في تونس بعد الولاية الأخيرة لزوجها، وقبل الإطاحة به شعبيّاً. ونشرت الصحيفة الفرنسية أن حجة ليلى في الاستيلاء ستكون أن الرئيس التونسي يعاني من مضاعفات صحية، وأن الحزب يرشحها لتولي السلطة في البلاد، الأمر الذي لم يُكتَب له النجاح. وانتقلت تونس إلى مرحلة ما بعد ثورة 2011، دون معرفة تفاصيل إضافية عن تواجد ليلى طرابلسي ونشاطها الحالي.
تُعتبَر صولانج توتنجي الجميّل، السيَّدة الأولى التي لم تسكن القصر، فهي زوجة الرئيس اللبناني المنتخَب، بشير الجميل، والذي اغتيل قبل تسلُّمه زمام السلطة في أيلول/ سبتمبر عام 1982. لكن صولانج الجميل عادت إلى الحياة السياسية في لبنان العام 2005 كنائب في البرلمان اللبناني، قبل أن تولي ابنها نديم الجميل سدة النيابة بعد أربع سنوات من انتخابها، وغيابها عن المشهد السياسي في لبنان.
وقصَّة صولانج الجميل، مُشابهة لقصة نائلة معوض، أرملة الرئيس اللبناني الراحل، رينيه معوض، الذي اغتيل بعد أيّام قليلة من تسلّمه الحكم في لبنان في فترة ما بعد الحرب اللبنانيّة. لكن نائلة معوض عادت إلى الحياة السياسيّة كوزيرةٍ للشؤون الاجتماعيّة، ثم غابت لتُسلّم ابنها ميشال معوض المنصب، وليُنتخَب نائباً، ثم يتولّى تأسيس حزب سياسي.
واعتبرت السيدة منى جمّال الهراوي، أرملة الرئيس اللبناني الراحل الياس الهراوي، من أكثر زوجات الرؤساء حنكة. وعلى الرغم من المرحلة السياسية الحرجة التي كان يمر بها لبنان أثناء تولي زوجها الياس الهراوي الحكم، وانتخابه رئيساً للجمهورية.
عُرفِت منى الهراوي بذكائها، وبتأسيس جمعيات خيرية لا زالت حتى اليوم تعمل، ومنها مركز الرعاية الدائم لمرضى السكري. وحتى اليوم، لم تواجه الهراوي قضايا فساد كما هو حال بعض زوجات الرؤساء. وعُرِفت منى الهراوي بأناقتها، وبحسن تعاملها مع الناس، ولا زالت حتى اليوم مادة للإعلام اللبناني الذي يستضيفها في مناسبات عديدة.