بعد استسلام سياسي وغياب عن مشهد الأزمة الوبائية وإخلاء الساحة للسلطات والسلطة الصحية لإدارة الأزمة، عاد السياسيون في الجزائر للظهور مجددا لإبداء وجهات نظر تخص الوضع الراهن، صب مجملها في حث الجزائريين على التزام التدابير التي أقرتها الحكومة بما فيها الحجر الصحي، وغاب عن هذه المداخلات السياسية تقديم ملاحظات تخص أداء الحكومة في إدارة هذه الأزمة.
ووجه وزير الخارجية الأسبق أحمد طالب الإبراهيمي نداءا، نشر مساء الأحد، إلى الشعب الجزائري، دعا فيه الجزائريين إلى التزام الحجر الصحي وإسناد المجهود الحكومي في مواجهة الفيروس.
وأفاد أن "وطننا الغالي يجتاز محنة خطيرة فرضها علينا هذا الوباء، الذي تعمل السلطات العمومية بكل مستوياتها على تسييره بحكمة، وليس لنا إلا أن نلتف حول الجهود المبذولة في القطاعين العام والخاص للتصدي لهذا الوباء".
وأكد الإبراهيمي، وهو أبرز الشخصيات السياسية التي تحظى بالتقدير من قبل قوى المعارضة والحراك الشعبي، أن "الإجراءات الوقائية لا بديل عنها في الوقت الراهن، كالحجر الصحي والعزل والتخفيف من الحركة والتقليل من التنقل، والأخذ بالإرشادات الطبية والهدوء، وعدم الاستهانة بأخطار الوباء الفتاك الجديد على البشرية، وعدم الانجرار وراء الخطابات التي تزرع الرعب في نفوس المواطنين الآمنة المحتسبة لله، الواثقة في طاقات الأمة".
وأضاف "لا تهوين ولا تهويل، بل اليقظة والحيطة والوقاية والصبر ".
وصنف الإبراهيمي رسالته هذه برغبته في الاستمرار في "التواصل مع الجزائريين، ومثلما عودتكم دوما بوقوفي إلى جانبكم حاملا همومكم، معبرا عن تطلعاتكم ومتبنيا مواقفكم من دون حسابات سياساوية ضيقة أو أهداف أنانية محضة، منذ العشرية السوداء والأزمة الأمنية في التسعينيات ودفاعنا المستميت عن الحوار والمصالحة".
وبعد غياب بسبب الأزمة الوبائية التي فرضت على حزبه تجميد أنشطة كان بصددها منتصف مارس/ آذار الماضي، ظهر رئيس "حركة مجتمع السلم" عبد الرزاق مقري، الليلة الماضية، في تسجيل مصور موجه للجزائريين ولكوادر الحركة، خصصه للحديث عن الأزمة الوبائية.
وحث مقري الجزائريين على التزام الحجر الصحي والحفاظ على السلامة البدنية، وثمّن جهود أفراد الطاقم الطبي الذين يوجدون في الصف الأول للمواجهة، لكنه لم يبد أي ملاحظات تخص إدارة الحكومة للأزمة الوبائية.
وعادت أحزاب سياسية أخرى إلى المشهد عبر أزمة كورونا وبوابة التبرع المالي للمجهود الحكومي لمواجهة الأزمة الوبائية، إذ طالب رئيس حزب "التحالف الوطني الجمهوري" بلقاسم ساحلي، في بيان له، الرئيس عبد المجيد تبون بالإسراع في تعميم هذا الحجر الصحي على الولايات بشكل استباقي وإجلاء الجزائريين العالقين في الخارج.
وأعلن ساحلي عن قرار الحزب المساهمة في الحملة التضامنية للتصدي لانتشار فيروس كورونا، بالتبرع بنصف الأجرة الشهرية لنوابه في البرلمان ومنتخبيها في المجالس الشعبية البلدية والولائية.
كما أعلن رئيس "حركة البناء الوطني" عبد القادر بن قرينة عن قرار بتبرع نوابها في البرلمان براتب شهري لصندوق التضامن الوطني، بعدما كان بن قرينة قد دعا في وقت سابق إلى إنشاء صندوق وطني للتضامن، للمساعدة في مواجهة الأزمة الوبائية.
وغاب عن مجمل المداخلات الأخيرة للشخصيات السياسية إبداء ملاحظات تخص إدارة الحكومة للأزمة الوبائية، أو تقديم بدائل وخيارات ومقترحات إضافية، خاصة في العلاقة ببعض المشكلات التي ظهرت خلال الأزمة، كنقص بعض المواد التموينية وإخفاق وزارة التربية والجامعات في توفير بدائل رقمية للعطلة الإجبارية وضمان الدراسة عن بعد.