نشرت "المجلة الدولية للبحث والمراجعات المعاصرة"، مؤخراً دراسة تحت عنوان "العوامل السياسية التي تؤثر على الفن المعاصر في العالم العربي" وهي بحث تحليلي وصفي أنجزه الباحثون محمد بني سلامة، ويعقوب رافع، وتمارا الصمادي، وقُدّم سابقاً إلى كلية الفنون الإبداعية في "جامعة ماليزيا".
تبحث هذه الورقة في تحديد العوامل السياسية التي تؤثر على الفن المعاصر في العالم العربي. من خلال ما تحتويه الأعمال الفنية العربية التي اختيرت عينة للدراسة، حيث يرى الباحثون أن هناك عوامل سياسية داخلية وخارجية تؤثر على الفن العربي المعاصر، يحاولون من خلال الدراسة تحديدها.
تناولت الدراسة سبعة أعمال تجهيز فنية معاصرة أُنجزت ما بين 2010-2015، ولجأ الباحثون إلى مؤشرات هي: العوامل السياسية، والوضع السياسي، والفن المعاصر، والعالم العربي.
وفقاً للدراسة، فإن المنطقة العربية واجهت مواقف أكثر صعوبة من غيرها من المناطق في العالم، ولا سيما في بداية القرن الحادي والعشرين، حيث شهدت المنطقة العربية أحداثاً مروعة تفاقمت إلى منعطف سياسي خطير تسبّب في ولادة الربيع العربي.
وتؤثر هذه الأحداث بالتأكيد على مجالات الحياة المخلفة ومنها الفن، كما ساهم "الربيع العربي" في النمو السريع؛ نمو الفن المعاصر في بعض الدول العربية. لقد لاحظنا في الفن العربي المعاصر أنه تأثر بالمواقف السياسية المحيطة، وهذه تظهر من خلال العديد من الأعمال الفنية التي درست في هذا البحث.
هذه الأعمال هي "معلق" لمنى حاطوم وهو عمل أنجز في 2011، و"الكرسي"، و"تحرير الصنم" و"الربيع العربي" لفيصل سمرا في 2014، و"البوابة الغربية" و"الكرسي والتوقيع" لخالد الحمزة عام 2003، وحقوق الإنسان له عام 2008.
وخلصت الدراسة إلى أن ثمّة عوامل خارجية وأخرى داخلية تؤثر على الفن المعاصر اليوم التهديد الدائم الذي تشكله "إسرائيل"، والهجرة والنزوح، والتبعية الثقافية وغيرها.
أما العوامل الداخلية فتفوق الخارجية، وتتلخص في بطء عملية الإصلاح، وانعدام الحرية السياسية والفشل في احترام حقوق الإنسان، وتوتر العلاقات بين الشعوب وأنظمتها، والفقر والتهميش، والقمع والرقابة وكثير غيرها.
في الحقيقة، فإن عنوان البحث يبعت على التفاؤل لكن بعد قراءته في المجلة (إن كان منشوراً كاملاً)، فإن السؤال الأول المطروح يتناول هذه العينة البسيطة التي لم تراع التنوّع الجغرافي والثقافي والخلفيات المختلفة في المنطقة العربية.
إلى جانب المناقشة التي لم تكن كافية لتجيب على الأسئلة، ولم تحلّل الأعمال على نحو مغاير وإشكالي أو تقدّم جديداً، إلا أن كان العمل على البحث ما زال قيد التطوير.