انعكست العقوبات الأميركية التي فُرضت على إيران وانهيار عملتها إلى أدنى مستوى لها، على قطاع السياحة في العراق بعد أن سجّلت أعداد الزوار الإيرانيين الذين يقصدون العتبات المقدّسة في المحافظات العراقية انخفاضاً حاداً وصل إلى أكثر من 50%، حسب عاملين في السياحة لـ"العربي الجديد" ما قد يسبب خسائر باهظة لهذا القطاع.
وباتت السياحة الدينية والأسواق شبه مشلولة في المحافظات التي تضم المراقد المقدّسة، حيث كانت تعتمد في الأساس على الزوار الإيرانيين، الذين كان الملايين منهم يدخلون العراق بالمواسم المختلفة، ما دفع العاملين بالقطاع إلى التحذير من تداعيات اقتصادية كبيرة على قطاع واسع، يعمل فيه نحو نصف مليون شخص، بشكل مباشر وغير مباشر، وفقاً لإحصائيات رسمية في عام 2017.
ومنذ أسبوعين لم يتجاوز عدد الزوار الإيرانيين عبر الحدود العراقية، بضع مئات، بعدما كانت طوابير الإيرانيين الراغبين بالدخول للبلاد تتعدى الآلاف في اليوم الواحد، وفي المناسبات الدينية تصل إلى عشرات الآلاف يومياً.
وفي هذا السياق، قال المقدم في دائرة المنافذ الحدودية العراقية، محمد حسين الربيعي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطرق البرية عبر الحدود المشتركة في محافظات واسط وديالى والبصرة كانت تسجل في مثل هذا الوقت من كل عام، دخول ما يقرب من 10 آلاف إيراني يومياً، وكان يصل العدد إلى أكثر من مليون زائر إيراني في الشهر خلال المناسبات الدينية".
وأكد الربيعي أنّ "الزوار الإيرانيين الذين يدخلون عبر الحدود يومياً، لا يتجاوز عددهم بضع مئات في أفضل الأحوال، على الرغم من قيامنا بتسهيل إجراءات دخولهم إلى العراق".
كما سجّل مطار النجف تراجعاً كبيراً بنسبة رحلاته من والى طهران، وقال مسؤول في المطار لـ"العربي الجديد"، إنّ "معدّل الرحلات بين النجف ومطارات طهران وقم ومشهد تراجع كثيراً بواقع خمس رحلات فقط، بعدما كان نحو 12 رحلة يومياً".
وأشار المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أنّ "انخفاض الرحلات يصل إلى نسبة 65 % من المعدل العام خلال هذه الفترة".
ويدرس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وفقاً لمسؤول ببغداد تحدث مع "العربي الجديد"، مقترح إلغاء رسوم التأشيرة المفروضة على السياح الإيرانيين، وقيمتها 40 دولاراً بعد انهيار عملتهم من أجل جذبهم لزيارة البلاد.
ويدعم المقترح بحسب المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أصحاب الفنادق ومكاتب السياحة والسفر والتجار بالمدن العراقية الجنوبية وخاصة النجف وكربلاء والبصرة التي تشهد كساداً كبيراً منذ أسابيع.
وانعكس هذا الانخفاض، على حركة السياحة الدينية بشكل خطير، حيث قال صاحب فندق كربلاء الجديدة، حسين قاسم الموسوي لـ"العربي الجديد"، إنّه "منذ أسابيع والفنادق التي كانت من الصعوبة تجد فيها حجز لغرفة واحدة تدخل الآن ونصفها فارغ إن لم يكن أكثر".
وأوضح الموسوي أن أكثر من 350 فندقاً في كربلاء تضررت وأصيب بعضها بالشلل، حيث تراجعت أعداد الزوار الإيرانيين بشكل خطير"، قائلاً إنّ "فندقي شبه فارغ منذ عدّة أسابيع، واضطررت لتسريح عدد من الموظفين مؤقتاً".
اقــرأ أيضاً
وتابع "هذا الأمر كارثي علاقتنا مع الإيرانيين تجارية كان الواحد منهم ينفق نحو 500 دولار في زيارته كحد أدنى في المدينة بين سكن وطعام وشراب وتسوق حاجيات وتحف أثرية وملابس وغيرها. الآن لا يوجد إيراني قادر على إنفاق هذا المبلغ في ظل الأزمة المالية التي تعاني منها بلاده بسبب العقوبات الأميركية".
وأشار إلى أنّ "هذه الفترة تعد ذروة الزيارات، حيث ستحل بعد أسابيع ذكرى شهر محرم وفي هذه الأوقات من كل عام، نسجل حجز الفنادق بشكل كامل، من قبل الشركات السياحية الإيرانية لكن حتى الآن لا حجوزات"، مقدراً تراجع أعداد الزوار الإيرانيين لمختلف الأماكن الدينية بنحو النصف.
من جهته، قال عضو مجلس محافظة النجف، زهير الجبوري، إنّ "أعداد الزائرين الإيرانيين إلى النجف انخفضت بسبب فرض العقوبات الأميركية على طهران وانهيار قيمة العملة الإيرانية"، وأكد، خلال تصريح صحافي، إنّ "ذلك انعكس على أعداد الزائرين الإيرانيين، إلى البلاد، فالعديد من مكاتب السياحة والسفر الإيرانية، أغلقت بسبب هذه الأزمة التي أدت إلى ارتفاع تكاليف السفر، مما أثر بشكل ملحوظ على محافظة النجف وتراجعت حركة السوق".
بينما قال عضو المجلس المحلي لقضاء سامراء في محافظة صلاح الدين خالد محمد السامرائي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أعداد الزوار الإيرانيين في سامراء تراجعت بنسبة 80 %"، مبيناً أنّ "أسباب هذا التراجع واضحة، تتعلق بتأييد العراق للعقوبات الأميركية".
وأشار إلى أن "الإدارة المحلية للقضاء تراقب يومياً حركة الزوار والخدمات المقدمة لهم وأوضاعهم، ومنذ شهر تقريباً سجلت الفنادق تراجعاً كبيراً بنسبة الزائرين، بالرغم من تخفيض أسعار الإقامات"، مبيناً أنّ "الأثر الاقتصادي سيكون كبيراً على القطاع السياحي في البلاد، الذي يوفر فرص عمل لآلاف الأفراد في سامراء وحدها، يضاف لها الحركة التجارية والاقتصادية في أسواق سامراء".
وبلغ حجم التبادلات التجارية بين بغداد وطهران خلال العام الماضي نحو 6.7 مليارات دولار، وفقاً لمصادر رسمية في وزارة التجارة.
ويتوافد إلى النجف فقط كل عام، نحو مليون ونصف المليون زائر إيراني، باستثناء المشاركين في الزيارة الأربعينية التي تعد أكبر تجمع يشارك فيه الملايين من الزوار.
وتقتصر السياحة في العراق على المجال الديني، وتتمركز بصورة رئيسية في محافظات النجف وكربلاء وبغداد وسامراء، والتي تضم مراقد الأئمة، الإمام علي، والحسين، والإمام الكاظم، ومرقدي الإمامين العسكريين في سامراء.
وحول ذلك قال الخبير الاقتصادي العراقي أمجد توفيق إن إلغاء العراق لقيمة التأشيرة لا يعد حلاً جذرياً للمشكلة، إنما هو تسهيل للسياح لا أكثر.
ويضيف توفيق لـ"العربي الجديد"، إن السياح الإيرانيين تراجعت أعدادهم ليس للعراق فقط، بل إلى تركيا ودول أوروبية مختلفة وبشكل تدريجي منذ أشهر مع بدء انخفاض قيمة العملة لديهم، ومغادرة حالة الترف للكثير من العائلات الإيرانية.
وأضاف أن التسهيلات التي ستقدم للإيرانيين لجذبهم محدودة حيث أن السوق العراقي لا يتحمل تخفيض سلع أو أسعار الخدمات الفندقية، معرباً عن اعتقاده بأن شركات السياحة الدينية في كلا البلدين ستبدأ بالتكيف على الوضع الجديد من خلال إعادة نظام الأفواج السياحية الرخيصة وتقديم حوافز من أجل إنعاش هذا القطاع المهم والحيوي في كل من العراق وإيران.
ومنذ أسبوعين لم يتجاوز عدد الزوار الإيرانيين عبر الحدود العراقية، بضع مئات، بعدما كانت طوابير الإيرانيين الراغبين بالدخول للبلاد تتعدى الآلاف في اليوم الواحد، وفي المناسبات الدينية تصل إلى عشرات الآلاف يومياً.
وفي هذا السياق، قال المقدم في دائرة المنافذ الحدودية العراقية، محمد حسين الربيعي لـ"العربي الجديد"، إنّ "الطرق البرية عبر الحدود المشتركة في محافظات واسط وديالى والبصرة كانت تسجل في مثل هذا الوقت من كل عام، دخول ما يقرب من 10 آلاف إيراني يومياً، وكان يصل العدد إلى أكثر من مليون زائر إيراني في الشهر خلال المناسبات الدينية".
وأكد الربيعي أنّ "الزوار الإيرانيين الذين يدخلون عبر الحدود يومياً، لا يتجاوز عددهم بضع مئات في أفضل الأحوال، على الرغم من قيامنا بتسهيل إجراءات دخولهم إلى العراق".
كما سجّل مطار النجف تراجعاً كبيراً بنسبة رحلاته من والى طهران، وقال مسؤول في المطار لـ"العربي الجديد"، إنّ "معدّل الرحلات بين النجف ومطارات طهران وقم ومشهد تراجع كثيراً بواقع خمس رحلات فقط، بعدما كان نحو 12 رحلة يومياً".
وأشار المسؤول، الذي رفض ذكر اسمه، إلى أنّ "انخفاض الرحلات يصل إلى نسبة 65 % من المعدل العام خلال هذه الفترة".
ويدرس رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، وفقاً لمسؤول ببغداد تحدث مع "العربي الجديد"، مقترح إلغاء رسوم التأشيرة المفروضة على السياح الإيرانيين، وقيمتها 40 دولاراً بعد انهيار عملتهم من أجل جذبهم لزيارة البلاد.
ويدعم المقترح بحسب المسؤول، الذي فضّل عدم ذكر اسمه، أصحاب الفنادق ومكاتب السياحة والسفر والتجار بالمدن العراقية الجنوبية وخاصة النجف وكربلاء والبصرة التي تشهد كساداً كبيراً منذ أسابيع.
وانعكس هذا الانخفاض، على حركة السياحة الدينية بشكل خطير، حيث قال صاحب فندق كربلاء الجديدة، حسين قاسم الموسوي لـ"العربي الجديد"، إنّه "منذ أسابيع والفنادق التي كانت من الصعوبة تجد فيها حجز لغرفة واحدة تدخل الآن ونصفها فارغ إن لم يكن أكثر".
وأوضح الموسوي أن أكثر من 350 فندقاً في كربلاء تضررت وأصيب بعضها بالشلل، حيث تراجعت أعداد الزوار الإيرانيين بشكل خطير"، قائلاً إنّ "فندقي شبه فارغ منذ عدّة أسابيع، واضطررت لتسريح عدد من الموظفين مؤقتاً".
وأشار إلى أنّ "هذه الفترة تعد ذروة الزيارات، حيث ستحل بعد أسابيع ذكرى شهر محرم وفي هذه الأوقات من كل عام، نسجل حجز الفنادق بشكل كامل، من قبل الشركات السياحية الإيرانية لكن حتى الآن لا حجوزات"، مقدراً تراجع أعداد الزوار الإيرانيين لمختلف الأماكن الدينية بنحو النصف.
من جهته، قال عضو مجلس محافظة النجف، زهير الجبوري، إنّ "أعداد الزائرين الإيرانيين إلى النجف انخفضت بسبب فرض العقوبات الأميركية على طهران وانهيار قيمة العملة الإيرانية"، وأكد، خلال تصريح صحافي، إنّ "ذلك انعكس على أعداد الزائرين الإيرانيين، إلى البلاد، فالعديد من مكاتب السياحة والسفر الإيرانية، أغلقت بسبب هذه الأزمة التي أدت إلى ارتفاع تكاليف السفر، مما أثر بشكل ملحوظ على محافظة النجف وتراجعت حركة السوق".
بينما قال عضو المجلس المحلي لقضاء سامراء في محافظة صلاح الدين خالد محمد السامرائي، لـ"العربي الجديد"، إنّ "أعداد الزوار الإيرانيين في سامراء تراجعت بنسبة 80 %"، مبيناً أنّ "أسباب هذا التراجع واضحة، تتعلق بتأييد العراق للعقوبات الأميركية".
وأشار إلى أن "الإدارة المحلية للقضاء تراقب يومياً حركة الزوار والخدمات المقدمة لهم وأوضاعهم، ومنذ شهر تقريباً سجلت الفنادق تراجعاً كبيراً بنسبة الزائرين، بالرغم من تخفيض أسعار الإقامات"، مبيناً أنّ "الأثر الاقتصادي سيكون كبيراً على القطاع السياحي في البلاد، الذي يوفر فرص عمل لآلاف الأفراد في سامراء وحدها، يضاف لها الحركة التجارية والاقتصادية في أسواق سامراء".
وبلغ حجم التبادلات التجارية بين بغداد وطهران خلال العام الماضي نحو 6.7 مليارات دولار، وفقاً لمصادر رسمية في وزارة التجارة.
ويتوافد إلى النجف فقط كل عام، نحو مليون ونصف المليون زائر إيراني، باستثناء المشاركين في الزيارة الأربعينية التي تعد أكبر تجمع يشارك فيه الملايين من الزوار.
وتقتصر السياحة في العراق على المجال الديني، وتتمركز بصورة رئيسية في محافظات النجف وكربلاء وبغداد وسامراء، والتي تضم مراقد الأئمة، الإمام علي، والحسين، والإمام الكاظم، ومرقدي الإمامين العسكريين في سامراء.
وحول ذلك قال الخبير الاقتصادي العراقي أمجد توفيق إن إلغاء العراق لقيمة التأشيرة لا يعد حلاً جذرياً للمشكلة، إنما هو تسهيل للسياح لا أكثر.
ويضيف توفيق لـ"العربي الجديد"، إن السياح الإيرانيين تراجعت أعدادهم ليس للعراق فقط، بل إلى تركيا ودول أوروبية مختلفة وبشكل تدريجي منذ أشهر مع بدء انخفاض قيمة العملة لديهم، ومغادرة حالة الترف للكثير من العائلات الإيرانية.
وأضاف أن التسهيلات التي ستقدم للإيرانيين لجذبهم محدودة حيث أن السوق العراقي لا يتحمل تخفيض سلع أو أسعار الخدمات الفندقية، معرباً عن اعتقاده بأن شركات السياحة الدينية في كلا البلدين ستبدأ بالتكيف على الوضع الجديد من خلال إعادة نظام الأفواج السياحية الرخيصة وتقديم حوافز من أجل إنعاش هذا القطاع المهم والحيوي في كل من العراق وإيران.